أيام وينطلق ماراثون تنسيق الجامعات، ومن توتر امتحانات الثانوية إلى صداع اختيار الكلية والجامعة، تواصل الأسر طوارئها فمن يفوته «إكسبرس الكليات» يحاول الالتحاق ب«قشاش المعاهد» لكن أزمة الأخير أن سوق العمل به واقف. وتضم قائمة المعاهد العليا نوعين: الأول «حكومية» وهى مجانية، والثانى «خاصة» ومصروفاتها تتراوح ما بين 3 آلاف و15 ألفًا للعام الدراسي، وعددها كبير جدًا وصل إلى 153 معهدًا عاليًا، إضافة إلى 20 جامعة خاصة ينضم لها أكثر من 100 ألف طالب كل عام. وتستوعب المعاهد العليا أعدادًا كبيرة من الطلاب، ووفقًا لآخر تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الصادر نوفمبر الماضي، فإن هناك 6.8% زيادة في أعداد الطلاب المقيدين بالمعاهد فوق المتوسطة. وتنتشر تلك المعاهد في معظم المدن المصرية، إلا أن عدة مشكلات تواجه الطلاب الملتحقين بها فور تخرجهم، بداية من عدم اعتراف سوق العمل بشهاداتهم واعتبارهم خريجين «درجة ثانية»، سواء كانوا خريجى أحد المعاهد الذي مدة الدراسة به سنتان فقط ويحصلون على مؤهل فوق متوسط أو حتى خريجى معاهد السنوات الأربع الحاصلين على بكالوريوس أو ليسانس، وصولا إلى أزمة المناهج الدراسية والتدريبية التي تلقوها طوال فترة دراستهم ولا تواكب التطور التكنولوجى الحالي. من جانبه، قال «محمد شريف - طالب بالمعهد المصرى العالى للسياحة والفنادق»: «كل ما أقدم في فندق عشان أتدرب فيه، يعرضوا عليّا أقف في المطبخ أغسل صحون بحجة إن الشغل حاجة والدراسة حاجة تانية». وأكد شريف أنه حرص على الالتحاق بالمعهد ليتمكن من العمل في الفنادق السياحية بشهادته، مشيرًا إلى أنه لو كان يعرف أنه سيعامل تلك المعاملة فور تخرجه منه لكان التحق بأى معهد آخر أو لم يكمل تعليمه واكتفى بالشهادة الثانوية. بدورها، ذكرت «نيرة خليل - خريجة معهد الإدارة والسكرتارية والحاسب الآلى بالعباسية» أنهم يواجهون مضايقات في سوق العمل، ومعظم ما تعلموه خلال الدراسة لا يتطابق مع العمل في الشركات والمصانع، مضيفة: «كل شغل وله نظامه». في حين، أشار «حسين مرزوق - خريج أكاديمية المستقبل دفعة 2010» إلى أن «الحماسة أخذته فور تخرجه للحصول على عمل جيد فور التخرج، مستعينًا بالدورات التدريبية التي حصل عليها طوال فترة دراسته، ولكل رغم طرقه كل الأبواب أغلقت جميعها في وجهه ولم يجد غير العمل كخدمة عملاء في إحدى شركات المحمول. ولفت إلى أن معظم زملائه من نفس دفعته يعملون أعمالًا حرة أو في محال، كما أن بعضهم فضل السفر للخارج للعمل كسائق أو مندوب مبيعات، متسائلا: «طالما مش معترفين بشهادتنا بتشجعونا ندخل معاهد ليه؟.. ولا هي شهادة وخلاص؟».