أتباع وأنصار الدعوة بالملايين وغياب «القائد» أضعف تأثيرها لسنوات طويلة 25 يناير منحتهم قبلة الحياة وسيناريو "البديل الآمن" للإخوان دفعهم لصدارة المشهد الثوري يتعامل البعض مع الدعوة السلفية في الداخل والخارج كونها وليدا جديدا قدم للحياة السياسية والاجتماعية المصرية مع رحيل نظام "مبارك غير أن هذا الطرح لا يتفق مع تاريخ الدعوة السلفية التي تؤكد جميع الدراسات انها تنقسم لعدة أقسام وتتمتع بحضور وقوة طاغية لا يمكن الاستهانة بها، كما أشار أصحاب هذا الرأي إلي أن الاعتقاد والقول بان السلفية فصيل لا يمكن الاعتماد عليه أو استخدامه لترجيح كفة أمر خاطئ وعار من الصحة واستندوا في تحليلهم هذا لعدة أسباب ووقائع تاريخية أبرزها القوي المحسوبة علي الدعوة السلفية وتاريخ ظهورها تلك القوي التي تأتي في مقدمتها جماعة أنصار السنة المحمدية والتي يصفها الباحثون والمهتمون بالشأن الإسلامي بأنها فصيل من الحركة الإسلامية التقليدية حاد جدا في موقفه من التصوف والصوفية قام بتأسيسه الشيخ محمد حامد الفقي عام 1926م تحت اسم «جماعة أنصار السنة المحمدية» وهي تعمل بنشاط حتى الآن. ويقدر عدد نشطاء جماعة أنصار السنة في مصر بما يزيد قليلا علي عشرة آلاف ناشط, لكنها قوية بما تملكه من مؤسسات خيرية ومعاهد علمية ومكتبات ومساجد و إن كانت الأخيرة تم ضمها لإشراف وزارة الأوقاف في محاولة حكومية لتكبيل الجماعة والحد من توسع نشاطها وزيادة أعداد أعضائها منذ التسعينيات. توجد امتدادات لجماعة أنصار السنة المحمدية في بعض الدول العربية لكنها لا تتبعها تنظيميا, وأهم جماعات «أنصار السنة المحمدية» خارج مصر توجد في جمهورية السودان وهي هناك أقوى وأكبر من جماعة أنصار السنة في مصر رغم أن جماعة مصر هي الأصل, ولكن ربما يرجع السبب لحرية الحركة المتاحة للجماعة هناك بالمقارنة للجماعة في مصر. "أنصار السنة المحمدية" لم تكن الكيان أو الرافد الوحيد الذي خرج من جسد السلفية فهناك كيان ثان ظهر سريعا منتصف سبعينيات القرن الماضي ولكن بأفكار وأتباع أكثر تشددا في حي شبرا بالقاهرة و كان أبرزهم في ذلك الوقت الدكتور سيد العربي والدكتور محمد عبد المقصود والشيخ نشأت إبراهيم ولم يختلف هذا الرافد السلفي عن بقية الروافد السلفية إلا في شيء واحد و هو الإعلان عن كفر الحاكم الذي لا يحكم بالشريعة الاسلامية باسمه أيا كان اسمه, وقد انتشر هذا التيار مع الوقت و صار له أنصار وأتباع يقدرون بعشرات الآلاف لا سيما بعدما برزت شعبية بعض الدعاة الإسلاميين من هذا التيار مثل الداعية ذائع الصيت فوزي السعيد, وقد أطلق بعض أتباع هذا التيار على أنفسهم اسم السلفية الحركية, ولكن المشايخ الكبار من هذا التيار لا يطلقون على أنفسهم أي اسم. «رحيل النظام السابق الذي مارس ضد الدعوة السلفية ورموزها كل أنواع القمع والضغط السياسي كان سببا في حالة الظهور الطاغي للدعوة السلفية بعد سنوات من الغياب» هكذا فسر الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي تحول الدعوة السلفية لجماعة ضغط وكيان سياسي لا يستهان به، مؤكدا أنها ظلت طوال سنوات حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك بعيدة عن المشهد السياسي. وكشف «صادق» أيضا أن تحركات السلفيين في عدة محافظات تؤكد –بما لا يدع مجالا للشك- أنهم أصبحوا جماعة سياسية واجتماعية لا يمكن الاستهانة بقوتها أو نفوذها مستندا في رأيه هذا لبعض الوقائع التي استطاع السلفيون فرض رأيهم فيها مثل اعتراضهم علي تعيين محافظ قبطي لمحافظة قنا وبالفعل نجحوا في الإطاحة به وتراجعت حكومة الدكتور «شرف» عن قرار التعيين وأعادت اللواء عادل لبيب محافظا ل«قنا». الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أكد بدوره أن الدعوة السلفية منذ ظهورها في مصر تمثل جماعة ضغط لكنها «مكتومة» ولم تظهر قوتها بالقدر الذي يعبر عن مكانتها وجماهيريتها في مصر. الأطروحات والأيديولوجيات المتباينة التي تتميز بها الدعوة السلفية أمر ثان دفع «نافعة» للتأكيد علي أن الأيام المقبلة ستشهد ظهورا طاغيا للدعوة السلفية. الباحث السياسي الدكتور محمد الخولي اتفق مع الطرح الذي قدمه نافعة وأضاف إليه بقوله : بعد الثورة ظهرت الدعوة السلفية داخل الوسط السياسي المصري بشكل طاغ وتمويل كبير قدمته لها المملكة العربية السعودية التي تريد أن يكون لها «لوبى سعودي» فى مصر يمتلك المقدرة علي التدخل والتداخل فى عمليات صنع القرار المصري بما يتناسب ومصالح المملكة في مصر. المصدر : خريطة الحركات الإسلامية في مصر