تقع استراحة رئيس الجمهورية خلف خزان أسوان، وبعد عبور كوبرى الخزان ترى دبابة تقف بنفس المكان منذ سنوات طويلة لحماية الاستراحة، ثم يبدأ الطريق الذى يؤدى إلى الاستراحة، وهو طريق مرتفع به حديقتان على الجانبين، وفي نهايته طرق أخرى متفرقة لبعض الاستراحات الأخرى الخاصة بالقيادات الحكومية مثل استراحة محافظ اسوان واستراحات شركة الكهرباء، وفى قمة المكان الموجود فيه الاستراحة ترى جسم الخزان وعيون الخزان والسد العالي بجانب انها مطلة على النيل من بعض الجهات ومن جهة أخرى تطل على بحيرة ناصر. أنشأ الروس مجموعة الاستراحات لتكون سكناً لهم منذ بدء العمل فى خزان أسوان، وخصصت الاستراحة الأكبر مساحة لرئيس الجمهورية وتتكون الاستراحة من دورين و6 غرف بجانب غرف خاصة لأفراد حراسة الرئيس، وتؤكد بعض المصادر أن الأساس الموجود بها على الطراز الإيطالى وبها حمام سباحة وچاكوزى، وكان مبارك يأمر بتجديدها سنوياً بالرغم من أنه دخلها حوالى ثلاث مرات تقريباً، والسبب يرجع إلى أن هناك عرافة قالت له إنك سوف تموت فى أسوان، فكان ينتاب مبارك شعور بأنه سوف يتم اغتياله فى الاستراحة ويطارده شبح الموت إذا أقام بها، لوقوعها فى مكان صحراوى من الصعب تأمينه، فكان يتركها ويذهب للاقامة في فندق «كتراكت» أو فندق «إيزيس»، وفى آخر زيارته لأسوان أقام فى فندق «القوات المسلحة» ولم يذهب إلى الاستراحة. يذكر العاملون القدامى بالاستراحة أن حسنى مبارك كان له نظام خاص عندما يقيم فى الاستراحة فالاحتياطات الأمنية مشددة، ويصرف كل العاملين من طباخين وسفرجية وغيرهما، ويأتى بالعاملين الخاصين به معه من القاهرة، وكان لا يخرج ليجلس فى الحديقة مثل ما كان يفعل السادات الذى كانت معظم لقاءاته تتم بحديقة الاستراحة، بالاضافة إلى إنه كان يقوم بممارسة الرياضة اليومية فى الحديقة صباحا والتجول بها عند غروب الشمس. شهدت استراحة أسوان العديد من المواقف الخاصة بالرؤساء، فقد عقد الرئيس جمال عبدالناصر فيها اجتماعا مع وزير السد العالى في ذلك الوقت الدكتور حسين زكى وحضر الاجتماع المهندس عثمان أحمد عثمان وبعض القيادات، وبعد الانتهاء من الاجتماع أمر عبدالناصر بصرف شهر مكافأة لجميع العاملين بالسد العالى، وعندما علموا بالأمر تواصلت هتافاتهم بحياة عبدالناصر ووصلت إلى أسماعه بالاستراحة. أما السادات فقد ألتقى بكسينجر فى حديقة الاستراحة اثناء زيارته لمصر فى المرة الثانية ليعرض عليه خطة أمن وتأمين للمنطقة، وهناك موقف شهير عندما كان السادات يجرى حواراً مع صحفية لبنانية فى شرفة الاستراحة المطلة على خزان أسوان انتظارا لوصول الرئيس اليوغسلافى «تيتو»، خرج العمال فى مظاهرات ليتحركوا فى مسيرات إلى مجلس الشعب ضد السادات وحكومته من اسكندرية إلى أسوان وقام نائبه حسنى مبارك «فى ذلك الوقت»، بالاتصال به ولكنه كان مشغولاً فى اجراء الحوار وفوجئ بظهور عمود من الدخان، وعندما قالت الصحفية يبدو أن المظاهرات وصلت من القاهرة إلى أسوان رد بدهشة مظاهرات إيه، وجاء محافظ أسوان إلى الاستراحة ليرجو السادات مغادرة الاستراحة والمطار، وبالفعل سارع السادات فى الخروج تاركاً بعض الأوراق الرسمية التى ارسلت اليه للاطلاع والتوقيع عليها، وقبل مغادرته اسوان اتصل به ممدوح سالم رئيس الوزراء وطلب منه اعلانا رسميا للرجوع عن قرارات رفع الاسعار لتهدئة الرأى العام وذكر أحد المصادر أن الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات كانا يفضلان قضاء معظم فصل الشتاء فى الاستراحة بأسوان بعكس مبارك الذى كان يحاول تلاشى زيارته إلى الاستراحة متجها إلى الفنادق الأخرى بالمدينة. بعد ثورة 52 يناير أصبحت الاستراحة تحت تصرف النائب العام لاجراء أعمال الجرد الخاصة بقصور واستراحات الرئاسة وتحت حراسة القوات المسلحة إلى أن يستلمها رئيس الجمهورية.