أمراء يمولون تيارات الإسلام السياسى المصرى عودة الجماعات الإسلامية للعنف «مزايدة كلامية» مخاوف كثيرة من عودة بعض جماعات الإسلام السياسى للعنف المسلح، فى ظل سيطرة الإخوان والسلفيين على معظم المقاعد البرلمانية، وهل الساحة السياسية والمجتمعية الآن مهيأة للعنف؟ وما هي، أشكاله الجديدة وما مصادر تمويله، ومن الذى أتلف سلطات الدولة؟ أسئلة طرحناها على الكاتب الصحفى صلاح عيسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، فكان ل«فيتو» هذا الحوار... ما هي إمكانيات عودة الجماعات الإسلامية للعنف؟ الاتجاه الذي تبنته جماعة الاخوان المسلمين وهو الاعتماد علي الطريق البرلماني نجح في تمكين جماعة الاخوان في توسيع جماهيريتها الي فئات كثيرة في المجتمع وجعلها تخترق المجتمع باكمله في تلف السلطات الثلاث السلطة التشريعية والتنفيذية والي حد ما بعض اطراف من السلطة القضائية وهذا يشجع التيارات الاسلامية الاخري على استبعاد فكرة ممارسة العنف بشكل مباشر وخاصة في الداخل فبالنسبة لمصر فاعتقد بدرجة كبيرة جدا أن حادث معبد حتشبسوت الشهير عام 1997 وأدى الي تراجع كبير في فكرة العنف والتي عزلتهم عن جماهير الشعب المصري الذي لايميل بشكل عام الي فكرة العنف واعتقد ان العودة الي ممارسة العنف او اعتماد هذه الفكرة اصبحت مستبعدة جدا ولن تجد حماسا كبيرا لدي الجماعات الاسلامية ولكنه من الوارد ان تمارس بعض الجماعات الصغيرة هذا النوع من العنف في الدعوة وفي السيطرة علي مقاليد الحكم وربما يكون الملف الاسرائيلي اقرب الملفات الي هذا النوع من العنف وقد حدثت بعض عمليات العنف في سيناء ومنها عمليات لتدمير خط الغاز بسيناء وربما تكون هذه الجبهة التي تظل معاودة مخاطر العنف فيها واردة . بعض تصريحات الجماعات الإسلامية تشير إلى امكانية عودتهم للعنف مرة اخري في حالة عدم تمكنهم من السيطرة علي المشهد السياسي بالكامل ..كيف تقرأ هذه العبارة؟ هذا نوع من المزايدات الكلامية لا اظن انها ستكون من التصريحات الجدية فالذي يريد ان يستخدم العنف لايهدد باستخدامه. البيئة السياسية هل هي علي استعداد لعودة العنف مرة اخرى؟ هي جاهزة فقط للعمليات الحشدية التي ظهرت علي الساحة في هذا التوقيت عمليات الحشد الجماهيري والتظاهر واشكال معينة من العنف الذي لايمكن القياس علي ماتم من عمليات سياسية لاتصل الي اغتيالات سياسية او الى تفجيرات ممكن ان تصل الي قطع طرق او عمليات تخريب محدودة مثلما نري في بعض الظواهر الموجودة أو بعض العمليات المتكررة في الملف الطائفي أحيانا ولكن العنف المخطط بهدف الاستيلاء علي السلطة تراجع بشكل كبير واحتمال العودة في المستقبل هذه مسألة أخرى. هل السيولة السياسية ستشجع هذه التيارات على القفز على السلطة؟ الاستلاء علي السلطة بالعنف شيء لا يمكن أن يحدث انما الآن هناك قواعد شعبية واسعة جدا موجودة لدي هذا التيار لانه بشكل عام هم القوي الاساسية المنظمة في المجتمع فهي قوة تنتمي لهذا التيار "جماعة الاخوان المسلمين" وهناك قوة اخري أرى أنها بدأت تأخذ شكلا آخر بين جماهيرها وهي القوة السلفية فلديهم جماهيريتهم التي سيعتمدون عليها في الفترة القادمة إلى أن يحدث تطور لافت للنظر ربما يعيد فكرة العنف من جديد. الإخوان ومرحلة التمكين هل هي متاحة الآن؟ التيار الاسلامي وبخاصة الاخوان كان يمثل جناحا من أجنحة 25 يناير وهو الجناح الذي استطاع ان يقتطف كل ثمار الثورة فنستطيع ان نقول اننا في مرحلة ثورة 25 يناير الثانية وبالتالي الاخوان غيروا افكارهم بشكل سريع وبالتالي من الامور الباعثة علي الأسى أن الإخوان المسلمين انتقلوا فورا بعد أسابيع قليلة من 25 يناير الى مرحلة مفارقة ميدان التحرير والاستعداد الى جمع الغنائم والعمل من اجل مصالحهم السياسية بالدرجة الأولى وأعتقد ان هناك امرين مؤثرين الأول تحالفهم مع السلفيين وهذا التحالف ادي ان يجنح بهم يمينا بدلا ان يدفع خطواتهم إلى الامام أو ارجعتهم الي الخلف وذلك لانهم قد قطعوا افكارهم التي تمثلت في شعار السعي في بناء دولة مدنية ذات مرجعية اسلامية ولكن حين بدأوا يتحالفون مع السلفيين تخلوا عن هذا الشعار ولم يعودوا يذكرونه بتاتا لان السلفيين اكثر تشددا واصروا علي التخلي عن هذا الشعار ووافقهم الاخوان علي ذلك أما الامر الثاني انتقالهم فجأة من المشاركة التي كانوا يطرحونها حين اكتفوا بالمشاركة مع الجناح السلفي فانتقلوا من مشاركتهم مع القوى والتيارات السياسية في ادارة المرحلة الانتقالية الي المغالبة والسعي الي الهيمنة علي السلطة والدولة وأظن ان بداخلهم تيارا ذهب الي ان السلطة المتاحة الان قد لا تتاح بعد ذلك مرة اخري وان عليهم ان يستغلوا هذه الفرصة جيدا وبدلا من ان يكونوا شريكا يصبحوا مسيطرين بالكامل ويتحولوا الي عامل رئيسي كنت اتمني ان يفكر الاخوان في الاتفاق مع تيار ليبرالي والقوى المدنية بدلا من الجناح السلفي فان حدث ذلك من قبل لأدى الي تطور كبير في فكر الاخوان ولكن في الحقيقة اختاروا التحالف الخاطئ فجروهم وجرونا خطوات الي الخلف. تحدث الكثير من المفكرين عن حزب "الحرية والعدالة" الذي سار علي نهج "الوطني" المنحل فهل يدينهم ذلك؟ المشكلة الاساسية تكمن في خلل التوازن بين القوى السياسية في المجتمع وخلل التوازن الذي كان موجودا في ثورة يناير فكان هناك خلل أساسي مرتبط بالقوى السياسية فكان التيار الديني هو الأكثر عددا بالرغم من تأخره عن المشاركة في الثورة وصحيح انه كان حذرا جدا وكان مستعدا في فترة الثورة نفسها ان يوقع اتفاقات مع النظام السابق بشكل عام انتقالهم من فكرة المشاركة الي المغالبة ادى في النهاية لتحولهم لمنحل تاني فهم الاغلبية بغطاء تعددي ويرجع ذلك لتشرزم باقي التيارات وتفتيتهم. بريق السلطة يغلب على تنظيم الإخوان ..هل يصب ذلك في تنمية الديمقراطية؟ للسلطة حسابات أخرى فأي قوى سياسية تسعي في الحقيقة للسيطرة علي السلطة وهذا ليس عيبا ولكن هناك سؤال لابد أن نطرحه هل سيقبلون بتداول السلطة في صندوق الانتخابات؟! ماهي أقرب الجماعات إلى العودة للعنف والكفاح المسلح مرة أخرى؟ نحن نفاجأ بظواهر مقلقة في المجتمع ويصعب التنبؤ بماذا يمكن ان يحدث بعد ساعات فليس هناك فقط نوع من الانفلات الامني فهناك نوع من الروح لبعض فئات الشعب وطوائفه لممارسة العنف في التعامل وخلط في اساليب الصراع الديمقراطي واستخدام العنف ودخول عناصر جديدة في الصراع السياسي كالالتراس وبالتالي احتمالات ظهور عنف مختلف عن العنف الاسلامي. أهم الفتاوى التي استخدمتها الجماعات الاسلامية للعودة للكفاح المسلح؟ الجماعات الجهادية -بشكل عام- نشأت من أفكار تزدرد الطريق الديمقراطي وتنطلق من ان الدساتير والبرلمانات التي توصلت اليه البشرية فيها جزء من الطاغوت وتعتدي علي حاكمية الله ومن هنا بدأ تكفير المجتمعات وانقلبت الي العنف وسعت الي إعادة استعباد الناس كما ورد في كتابات المرحوم "سيد قطب" ومن هنا جاء العنف في تغيير المجتمعات. ماذا عن تمويل الجماعات الإسلامية ؟ منذ نشأة جماعة الاخوان المسلمين كان لديها حس اقتصادي لكي تمول منها انشطة الجماعة وبعضها الاخر شركات الاشخاص جزء من ارباحها يذهب لتمويل الجماعة وهناك جزء اخر ظهر في الحقبة النفطية فقد اقتنعت بعض الشخصيات في البلاد العربية النفطية بفكر بعض الجماعات الاسلامية وسعت لتمويلها ودفع اموال لها و لا اظن ان كثيرا من الاموال تأتي من دول انما من امراء واشخاص بعينهم فيعتقدون أنهم يجاهدون بالمال.