اشتراط الشيخ حازم أبو إسماعيل أن يكون مرجعية دينية وسياسية للسلفيين على غرار مرجعية بديع الإخوانية تسبب فى انفراط عقد التحالف السياسى بين الأحزاب السلفية، والذى كان يسعى لتأليفه ودخول معترك الانتخابات به، وذلك قبل أن يصرح بأن حزب الراية سينافس على 100% من مقاعد مجلس النواب. مصادر سلفية كشفت أن حزب الوطن السلفى، برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور، يسعى حاليا لتكوين تحالف إسلامى بديل بعد فشل التحالف مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والذى وصلت نرجسيته السياسية إلى حد رفض إنشاء مجلس حكماء سلفى يكون له الشورى والمرجعية فى الأمور المهمة، وهو ما عجل بانفراط عقد التحالف. وأمام هذا الفشل، ووفقًا للمصادر، فإن حزب الوطن السلفى سيطرح فكرة التحالف على عدد من الأحزاب السلفية، وأهمها حزب البناء والتنمية - الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- وعدد آخر من الأحزاب بعيدًا عن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذى تسبب فى فشل التحالف الذى أعلنوا عنه من قبل باسم "تحالف الوطن الحر". المصادر أزاحت الستار عن سبب آخر لفشل التحالف، وهو رغبة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فى الانفراد بأغلبية القوائم الحزبية، ما أحدث خلافًا قويًّا بين أطراف التحالف، خاصة وأنه كان سيضم ثلاثة أحزاب من أكبر الأحزاب الإسلامية، منها الوطن والبناء والتنمية، فضلا عن عدد من الأحزاب الأخرى، مثل العمل والفضيلة والأصالة والعمل الجديد. رغبة الشيخ حازم قوبلت برفض تام من الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، فى حين طلب حزب الوطن من أبو إسماعيل أن يكون التحالف انتخابيًّا فقط، وليس انتخابيًّا وسياسيًّا، بما يسمح بخوض الانتخابات فقط فى قوائم واحدة، ومن بعدها يتم فض التحالف، ولكن أبو إسماعيل رفض ذلك، وفشل فى إقناع الوطن بالتحالف السياسى والانتخابى المتواصل. وكان هناك مقدمات أدت لتلك النهاية، منها - بحسب تأكيدات المصادر- تجاهل الشيخ حازم أبو إسماعيل رغبة حزبى الوطن والبناء والتنمية فى معرفة نسبتيهما فى القوائم حال دخول الانتخابات بقائمة موحدة يكون فيها أحزاب صغيرة كثيرة يسعى حازم نفسه لضمها، ورد الشيخ حازم على طلبهما بمؤتمر صحفى أعلن فيه عن "تحالف الأمة" الذى يضم أحزاب العمل والفضيلة والأصالة والإصلاح والتنمية والعمل الجديد، بالإضافة للحزب الذى يترأسه، وهو حزب الراية. ما فعله الشيخ حازم أغضب الدكتور عماد عبد الغفور، رئيس حزب الوطن، ودفعه لرفض حضور التحالف، وإعلانه عن أن تحالفه مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل تحالف انتخابى فقط، وتأكيده على أن حزب الوطن لن يكون تابعًا للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، أو طوعًا له فى تحالف يضم أحزابًا يراها الوطن أحزابًا صغيرة. حزب النور السلفى كان له دور فى إفشال تحالف أبو إسماعيل، فالحزب بقيادة الدكتور يونس مخيون دخل على خط المفاوضات، واتصل بحزب البناء والتنمية، ووعده بنصيب كبير فى القوائم الانتخابية فى حالة التحالف معه، مقارنة بما يحصل عليه حال تحالفه مع حازم أبو إسماعيل، وذلك بهدف إفساد تحالف حازم ورد الصفعة له، خاصة وأن حزب النور يراه هو السبب فى تفجير حزب النور من الداخل، وشقه إلى نصفين "النور والوطن". أصحاب تلك الرؤية التحليلية والمعلوماتية يرون أن حرب التحالفات بين حزب النور والشيخ أبو إسماعيل مستمرة لإفساد أى تحالف يحاول كل منهما إبرامه، وهو ما دفع حزب الوطن مؤخرًا إلى الخروج بعيدًا عن الاستقطاب، وذلك بالتفكير فى إنشاء تحالف سياسى مع حزب البناء والتنمية، واستدعاء عدد آخر من الأحزاب التى تريد الانضمام فى تحالف انتخابى، خاصة مع تأجيل الانتخابات، وهناك فرصة لتكوين تحالف كما يراه حزب الوطن من خلال ميثاق شرف، وتوزيع عادل للقوائم، وذلك وفقًا لمعلومات المصادر. الدكتور أحمد بديع، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن والمتحدث باسم الحزب، أكد أن التحالف الذى يسعى حزب الوطن لإنشائه لم يفشل، وإنما تم تأجيله بسبب تأجيل الانتخابات، وأوضح "بديع" أن قيادات الوطن جلست مع أحزاب الراية والإصلاح والأصالة والشعب والبناء والتنمية، وطلبوا منهم جميعًا الاتفاق على كلمة سواء: "أولا: أن يكون التحالف سياسيًّا يستمر داخل مجلس النواب. ثانيًا: أن يتم اختيار المرشحين حسب الكفاءات العلمية والخبرات الحياتية والأمانة فى الدين والحفاظ على هذه الأمة. ثالثًا: لا تسمى حصص لأى حزب، بل كل حزب بما يستطيع ترشيحه من كفاءات تعرض على هيئة محايدة تقوم بالاختيار والتقديم والتأخير فى القوائم يتم تسميتها بالاتفاق بين الجميع. رابعًا: أن يؤخذ الأمر بجدية كاملة، بحيث يتم الانتهاء منه سريعًا بدون مماطلات. خامسا: يكون الاتفاق نهائيًّا بمجرد التوقيع بدون انتظار العرض على جهات أخرى، أو طلب تعديلات بعد الاتفاق على جميع البنود"، ولذلك رفضنا الاشتراك فى أى فعاليات قبل الاتفاق على هذه النقاط والتوقيع النهائى الملزم عليها، أما الاستعجال قبل الاتفاق والتوقيع فلن يأتى بالثمرة المرجوة. بديع كشف أيضا أن حزب الوطن يحاول إقناع بعض الأحزاب التى تحمل رؤية الوطن فى الدخول فى تحالف جديد، أو الاستمرار فى التحالف؛ لأن حزب الوطن يريد تكوين قوة إسلامية فاعلة تستطيع النهوض بالوطن، بدلا من الغرق فى هذا الاستقطاب المستمر والحادث فى الشارع المصرى. محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة، كشف النقاب عن سبب فشل تحالف حزب ''الوطن''، مع حزب الشيخ حازم أبو إسماعيل رئيس حزب ''الراية''، وهو الاختلاف على نسبة عدد المقاعد، حيث اعترض ''الوطن'' على حصول ترشح حزبى الفضيلة والأصالة على 30% من المقاعد بالقائمة الموحدة للتحالف. "الوطن كان يطالب بكوتة محددة ومغالى فيها، وهى نسبة 40% من القائمة الموحدة لأى تحالف، واشترط الآخرون الاختيار على أساس الكفاءة وليس المحاصصة، والوطن هو الذى نادى بالعكس"، هكذا قال "فتحى" ليؤكد بذلك على أن "بديع" يحرف الحقائق. أما الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، فقال: إن ما يروجه الإعلام من فشل تحالف الأمة غير صحيح، مؤكدًا أن قيادات حزب الوطن والبناء والتنمية وآخرين عقدوا اجتماعات كثيرة، وكانوا يريدون أن يدخلوا فى قوائم موحدة، وقسموا الدوائر على نظام النسب، ولكن الشيخ حازم رفض، وطلب أن يرشح كل حزب العدد الذى يريده، وإرسال الأوراق إلى لجنة للاختيار، ولكنهم رفضوا ذلك، وتحججوا بأسباب ليست صحيحة على الإطلاق. سعيد أضاف أن تحالفهم مع الشيخ حازم قائم، وعلى حزب الوطن أن يقرر هل يريد الاستمرار فى التحالف أو العودة أم لا؟ فهذا حقه، مؤكدًا أن الشيخ حازم لم يفسد التحالف وأن هناك أحزابًا راعت مصالحها الشخصية فقط. وعن حزب النور فقد أكد الأمين العام المساعد لحزب النور، الدكتور شعبان عبد العليم، أن الحديث عن محاولة النور لإفساد تحالف الشيخ أبو إسماعيل مع البناء والتنمية عارٍ تمامًا من الصحة، وأنهم أول من تفاوض مع البناء والتنمية لضمه للتحالف الانتخابى، وسبق وأن كان البناء والتنمية جزءًا من تحالف النور فى مجلس الشعب 2010. عبد العليم قال: إن البعض يحاول أن يروج لنفسه على حساب النور، وإن الحزب اتخذ خطوات التحالف قبل أن يعلن حتى الشيخ حازم عن حزب الراية، ولا يمكن أن يكون النور خصمًا لأحد، فنحن حزب كبير، ولنا تجربة، وسعينا للتحالف مع بعض الأحزاب والأطراف الإسلامية، وعلى كل حزب أن يقدم ما لديه من خير لما فيه مصلحة الوطن. "السبب الحقيقى وراء فشل التحالف الانتخابى مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل هو إصراره على أن يكون التحالف سياسيًّا، ونحن نريده تحالفًا انتخابيًّا فقط"، هكذا قال خالد الشريف، المستشار الإعلامى لحزب البناء والتنمية، مؤكدًا أن حازم كان دائمًا يحاول فرض شروطه على الآخرين، ومنها أن يصبح رئيسًا للتحالف وتعرض عليه كل مشروعات القوانين لأخذ رأيه فيها وموافقته عليها، ولا تقدم الهيئة البرلمانية مشروع قانون إلا بالرجوع إليه، وكذلك فى صياغة المواقف السياسية، مضيفًا: إن حازم لم يكن يهتم برأيهم، ويصر على رأيه بشكل أدى إلى تعطيل التحالف. الشريف أكد أن حزب النور ما زال بالفعل يعرض التحالف مع البناء والتنمية، قائلًا: وهناك إمكانية للدخول فى تحالف مشترك؛ البناء والتنمية والوطن والنور، والمشاورات بيينا ما زالت مستمرة، وإذا لم يتحالف النور معنا يمكن أن ندخل فى تحالف انتخابى مع الوطن وأحزاب أخرى بعيد عن النور وعن الشيخ حازم أبو إسماعيل.