الطيارون طالبوا بزيادات مالية وخسائر شركتهم وصلت 15 مليار جنيه.. وقيادات الوزارة أدارت الأزمة بشكل جاد حرصا على صورة الشركة الوطنية أزمات مصر للطيران لا تنتهي.. ففى الوقت الذي كان واجبًا فيه أن يكون أبناء الشركة الوطنية على قلب رجل واحد في مواجهة الأزمات والعمل على إيجاد الحلول لها والعبور بالشركة من النفق المظلم بعدما وصلت معدلات خسائر الشركة إلى 15 مليار جنيه، ووجود مديونيات على الشركة بالمليارات، نرى بعض طيارى الشركة يعاودون المشهد الذي سبق أن قاموا به في بداية العام الماضى وكان وقتها الطيار سامح الحفنى رئيسًا للشركة القابضة لمصر للطيران والطيار حسام كمال وزيرًا للطيران المدنى عندما تقدموا باستقالات جماعية وصلت إلى ما يقرب من 220 استقالة في محاولة منهم لزعزعة الاستقرار داخل الشركة واستغل البعض من المفترض أنهم من كبار الطيارين الشباب من المساعدين، حيث تضمنت كشوف الاستقالات أسماءهم. هذا التصرف غير اللائق شكلًا وموضوعًا يعد الأول من نوعه في تاريخ الشركة، وإحقاقا للحق تعامل الطيار سامح الحفنى رئيس الشركة الأسبق مع الأزمة –وقتها- بشكل جاد دون توتر، وقرر قبول الاستقالات، وهو يدرك مدى خطورتها وتأثيرها في الشركة، وفى نفس الوقت شاهدنا العديد من الطيارين يسرعون لمطار القاهرة ويقيمون داخل قطاع العمليات استعدادا لأى رحلة طيران حتى لا تهتز صورة الشركة لدى عملائها والحفاظ على مواعيد إقلاع وهبوط الرحلات في مواعيدها المحددة حسب جداول التشغيل. وبعد فترة لم تكن بالطويلة تم كشف المستور عندما شكك عدد من الطيارين بعض الطيارين الآخرين في توقيعاتهم وهنا تم كشف الحقائق ورغم ذلك التصرف غير اللائق بالمرة تم نسيان ما حدث وانتظم الجميع في عملهم بعد تدخل القيادة السياسية بالنصح والإرشاد. "الاستقالات الجماعية" كان الهدف منها الضغط على المسئولين لزيادة أجورهم والتي تتراوح حاليًا بين 70 و120 ألف جنيه شهريًا بحجة أنهم يخضعون للأسعار العالمية. الفترة الماضية شهدت تسرب عدد من طيارى مصر للطيران إلى شركات طيران عربية أخرى، وهذا ليس جديدًا ولم تعترض الإدارة على ذلك رغم إدراكها أن تلك الشركات لا تستعين إلا بأفضل الطيارين ولم تقف في وجه أحد. الخميس الماضى بدأ بعض الطيارين في سيناريو التباطؤ في رحلات الطيران، ما تسبب في تأخير إقلاع رحلات وإلغاء رحلات أخرى، الأمر الذي كان له تأثير مادى ومعنوى لدى كل العاملين معًا. اختار الطيارون وقتًا غير مناسب لإحداث بلبلة بين صفوف العاملين، متوهمين أن على رأسهم ريشة وتناسوا أن منظومة النقل الجوى واحدة ولا أحد يستطيع أن يعمل بمفرده دون الغير. وزير الطيران شريف فتحى يتعامل مع الأزمات بشكل خاص وقد بدا ذلك خلال تعامله مع حادث اختطاف الطائرة المصرية من مطار برج العرب وهبوطها في مطار "لارنكا" القبرصى والذي فاق كل التوقعات.