حمادة هلال خرب سيارة إسماعيل ياسين.. وندمت على إعادة عربة أمينة رزق طريق طويل تستقبلك على مداخله رائحة من الماضى العتيق، الذي احتفظ بين طياته، بذكريات ربطت بين ثورات وزمن كلاسيكيات الفن الجميل، يحتل فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات ركنًا منفردًا، كما أنه شاهد على عمالقة نجوم السينما، ويحتفظ بجزء ملكى خاص، حملت حوائطه نماذج من الفخر والاعتزاز، تزاحمت فيها صور النجوم والنجمات وهم يقودون أفخم العربات، فهم رحلوا واحتفظ المكان بجزء أساسى من مشوارهم، يستقبلك بلافتة «مرحبًا بك في ستوديو سيد سيما للسيارات الأنتيكا». سيد سيما هو الجندى المجهول في معظم الأعمال الفنية ذات الطابع التاريخي، التي تشهدها الشاشة المصرية، بل العالمية في بعض الأحيان، ربطته علاقة وثيقة بالمخرج الراحل يوسف شاهين، ما أكسبه خبرات ظل يعمل بها ما يقرب من 45 عامًا. بداية استقبلنا «سيما» في معرضه الكبير الذي يحتوى على طابقين، السفلى منه لعرض السيارات والعلوى الخاص بالإدارة، وبدأ في سرد قصته مع السيارات، حيث بدأ حياته في هذه المهنة «ميكانيكيًا» بإحدى الورش. واشترى سيما أول سيارة ب 70 جنيهًا، كانت لمدير شركة «أوستون» في مصر، والثانية كانت سيارة الفنان عبد السلام النابلسي، مشيرًا إلى أن مدة إعادة السيارات القديمة «الخردة» تستغرق معه من سنة ونصف السنة إلى سنتين. وفى حديثه أشار «سيما»، إلى أن معرضه لا يحمل كل السيارات التي يمتلكها، فهو يمتلك جراجًا خاصًا بمدينة الإنتاج الإعلامي، يضم مجموعة كبيرة من السيارات، لعل أبرزها سيارة عماد حمدى موديل بوليمس، وأخرى كانت ملك عبدالسلام النابلسى ماركة شيميت ذات ثلاث عجلات، سيارة إسماعيل ياسين ماركة فورد 29 موديل 20 والتي كانت بطلة فيلم عيال حبيبة وعرفت باسم «عزة»، إضافة إلى سيارة رالى موديل 48 امتلكها الفنان يحيى شاهين، وسيارة رشدى أباظة ماركة بيكر، وأخرى مثل سيارة فريد الأطرش وفريد شوقي، تحيا كاريوكا وصباح ماركة روتش بيلا بوست موديل 57. وعندما تلتفت إلى الجانب الآخر من المعرض تجد سيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ماركة شيفروليه، وسيارات الحرس الخاص بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ماركة كاديلاك، فكان سيما يدخل مزادات، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لبيع سيارات المشاهير، ومركبات الجيش، وخاصة بعد نكسة 67. كما يملك جراجًا ومعرض سيارات بحالة الفبريكة، لعل أبرزها « أوستن موديل 937، استنجر بنجر موديل 48، أوبدين موديل 19 وفورد موديل 1929 وفوكس هول موديل 1948. وتطرق سيما خلال حديثه إلى مشاعر الندم التي انتابته للتفريط في عربية المخرج الكبير الراحل حسين كمال، «شيفروليه»، ويقول وقتها تواصل معى الورثة لشرائها، ولكن في إجراءات الشراء حدثت بعض الأشياء جعلتنى أتراجع وهو ما ندمت عليه فيما بعد ولم أدرك قيمتها، كما أشار إلى أن سيارة الراحلة أمينة رزق كانت ضمن السيارات المهمة التي ندم على عدم اكتمال عملية الشراء، بعد أن قام الحى بتحطيم واجهتها وزجاجها، فأعدتها مرة أخرى إليها. وأثناء روايته عن مواقفه مع الفنانين، سرد قصة السيارة الخاصة بالفنان الراحل إسماعيل يس، بحالة من التأثر، والتي تستلقى الآن جثة هامدة تحتاج إلى تصليحها من جديد، بعد أن قام الفنان حمادة هلال أثناء تصويره أحد مشاهد فيلمه «عيال حبيبة» بإلقائها في المياه ما أحدث فيها بعض التلفيات، كما روى موقفًا جمع بينه وبين الفنان فاروق الفيشاوى والمولع بالسيارات الأنتيكة، حين طلب منه أن يستقل إحدى السيارات من الجراج لتجربتها فقط ومن ثم غاب ما يقرب من ساعتين، ما أثار الرعب في نفس «سيما» ليعود الفنان ويخبره أن الوقت سرقه من الفرحة داخل السيارة، وفى موقف آخر اضطر سيما إلى اختراق تصوير أحد المشاهد عندما رأى سيارته تشب فيها النيران ما جعله يسرع مهرولًا لإطفائها غير ملقى بالًا لكاميرات التصوير. وعن الأزمات التي تواجهه، قال سيد سيما إن أزمات المرور هي أصعب ما يواجهه أثناء سيره بالسيارات القديمة التي لا تحمل مكانًا للتجديدات التي طرأت على السيارات الجديدة، فضلًا عن مشكلات التراخيص، مطالبًا بأن يتم إنشاء هيئة مرور خاصة بمدينة الإنتاج الإعلامي، تكون خاصة بالوسط الفنى والمشتغلين به، مناشدًا المرور والداخلية إيجاد حلول لتلك الأزمات، ويوضح أن هذه السيارات لها أرقام وتراخيص في إدارة المرور، وهى ليست الأرقام التي تحملها في الأعمال الفنية.