العمليات العسكرية تنحصر في 1٪ من مساحة سيناء اللواء أركان حرب دكتور نصر سالم، رئيس هيئة الاستطلاع الأسبق وأستاذ الإستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، يتحدث في الحوار التالى عن الجماعات المسلحة الموجودة في سيناء، والتحديات التي تواجه الجيش هناك.. فإلى نص الحوار: بداية ما الجماعات المسلحة الموجودة الآن في سيناء وتواجه قوات الجيش والشرطة؟ لا يوجد سوى جماعة واحدة هي "أنصار بيت المقدس"، والتي قامت بمبايعة أبو بكر البغدادى عن طريق وسائل الإعلام ليعلنوا انضمامهم لتنظيم داعش الإرهابى وللدعاية بأنهم موجودون في سيناء ولكنهم الآن انحدروا في أماكن بسيطة، ومحاربتهم تحتاج إلى وقت لأنهم يستخدمون الأهالي دروعًا بشرية، والجيش المصرى لديه عقيدة واضحة بعدم قتل الأبرياء. عملية حق الشهيد هل نجحت في القضاء على الإرهاب بسيناء وتطهيرها قريبا؟ عملية حق الشهيد ناجحة جدًا في العمليات النوعية بسيناء وقامت بتجفيف منابع التمويل للإرهابيين، بالإضافة إلى القضاء على العديد من القيادات الوسطى والصغرى للعناصر المسلحة ولكنها تجد صعوبة في التعامل مع بعض العناصر المتخفية بين الأهالي ويتخذون الأبرياء دروعًا بشرية لهم ويقتلون عناصر الأمن من خلفهم. القوات المسلحة تقوم بتنمية سيناء بالتوازى مع حربها على الإرهاب.. ما هي ملامح هذه التنمية؟ هناك تنمية كبيرة تحدث في سيناء فمساحة شبه جزيرة سيناء تبلغ 61 ألف كم والمنطقة التي تجرى عليها العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية تنحصر في الشيخ زويد، ورفح، والعريش، أي مساحة 1000كم فقط 1-61 أي من 1% من مساحة سيناء، أما التنمية ففى شمال سيناء وحدها 220 ألف فدان مزروعة حدائق "خوخ- وتفاح- وكنتالوب- وبرقوق- وزيتون" وتمتلكهم قبائل سيناوية لا يستطيع أحد التعدى عليها، بالإضافة إلى التنمية الموجودة في نطاق محافظاتالسويس، والإسماعيلية، وبورسعيد التي تمتلك عمقًا في منطقة شرق القناة بمساحة 30كم لكل محافظة، بالإضافة إلى 60 ألف فدان تم استصلاحها وجاهزة للزراعة بمجرد التخصيص لأهالي سيناء على ترعة الشيخ زايد. وهناك مشروع جديد قمت بإجراء دراسات وافية له وسوف يتم عرضه على المسئولين قريبًا لتنفيذه وهو إنشاء بحيرة صناعية لاستزراع أراضى منطقة وسط سيناء وتحديدًا في منطقة نخل؛ لأنها المنطقة الوحيدة المظلومة في سيناء بالرغم من أنها منطقة غنية بالرخام وخام المستخدم في صناعة الأسمنت وسوف تقام عليه مدينة للرخام، والمشروع الذي أقترحه هو تكامل بين شمال سيناءوجنوبها حتى تحقق الاكتفاء الذاتى فيتم زراعة شمال سيناء بكل المحاصيل والفواكه ويتم إقامة مشروعات صناعية في منطقة وسط سيناء بجوار المواد الخام ويتم تصديرها إلى جنوبسيناء للفنادق والقرى والسياحية وباقى المحافظات؛ لأن التنمية هي الحل الوحيد لتطهير سيناء من الإرهاب نهائيًا. بمناسبة أعياد تحرير سيناء.. ما هو الدور الذي قمت به في حرب أكتوبر 1973؟ انضممت للكلية الحربية عام 1968 وتخرجت فيها عام 1970م، وفور تخرجى عملت بجهاز الاستطلاع وكنت ملازما أول وقت حرب أكتوبر 1973م، وكانت مهمتى الرئيسية هي جمع المعلومات وتقدير الموقف عن العدو من خلال معرفة نقاط قوته وضعفه، وبهذه المعلومات تحصلت على 70% من نتائج الخطة، والاستطلاع دائما يعطى المعلومات للرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة لتقدير الموقف وإصدار القرار المناسب في الوقت المناسب؛ لأن طبيعة الضباط والصف ضباط والجنود الذين يعملون في جهاز الاستطلاع لابد أن يكونوا على درجة عالية من الدقة في الأداء لأن طبيعة العمل لا تتحمل الخطأ وإلا سوف يتعرض كل أفراد المجموعة للخطر». ما دور أهالي سيناء في مساعدة رجال الاستطلاع خلال حرب مصر على إسرائيل؟ كان هناك تعاون من أهالي وشيوخ وعواقل سيناء طوال خدمتى خلف خطوط العدو وكانوا يتميزون بالوطنية والشجاعة وإنكار الذات مع وجود القلة الفاسدة التي يتم الإبلاغ عنها بواسطة الشرفاء منهم، وعندما عادت سيناء إلى أحضان الوطن أنها محفوظة بعين الله وبفضله وبأيدى أبناء القوات المسلحة ولن يفرطوا فيها لأنها عادت بدمائنا الذكية وهى أمانة في أعناق هذا الجيل ومن بعده الأجيال القادمة» وهم أهل وعنوان للوطنية والفداء.