تركت «الحياة» لخلافات حول بنود التعاقد.. و«أنا مش السبب في رحيل دعاء عامر» الإعلامية دعاء فاروق.. راهنت فقط على موهبتها، ودون أي مقدمات، قررت الفتاة ذات العشرين ربيعًا.. ابنة إحدى الأسر الريفية أن تقتحم الحقل الإعلامي، ليكافئها القدر سريعًا ويمنحها فرصة الظهور عبر شاشة «إيه آر تي» العملاقة نهاية تسعينيات القرن الماضى. «دعاء» يمكن القول إنها واحدة من الإعلاميات التي تحمل إطلالة مختلفة، وتحتفظ برصيد جيد في قلوب عدد كبير من المشاهدين، نظرًا لبساطتها وعفويتها الشديدة، حيث تعبر كلماتها سريعًا من القلب إلى القلب. وعن كواليس رحلتها الإعلامية، عبر شبكة «إيه آر تي»، و«الحياة»، و«النهار» كان الحوار التالى: بداية.. نتحدث عن بداية دخولك المجال الإعلامي؟ في الحقيقة، الأمر كان بمحض المصادفة، حينما علمت أن قناة «إيه آر تي» تجرى اختبارات لبعض المذيعين، تقدمت لخوض التجربة، والحمد لله نجحت في اجتياز الاختبارات، وكنت الوحيدة التي تم اختيارها من قبل لجنة التحكيم لألتحق بعدها بقناة «إيه آر تى موسيقى»، وقتها لم أكن محجبة، واستضفت عددًا من نجوم الفن، منهم أنغام، ومحمد عبده، وغيرهما. دعاء فاروق صاحبة برنامج فني.. فجأة وبلا مقدمات قررت أن ترتدى الحجاب.. كيف أقدمت على هذه الخطوة؟ الأمر جاء بشكل عفوى للغاية ودون ترتيب، وبمحض إرادتى قررت ارتداء الحجاب، كنت وقتها في منتصف العشرينيات تقريبًا، حيث كنت أقدم برنامجًا على قناة «إيه آر تى منوعات»، وقررت إدارة القناة استبعادى بسبب الحجاب، على اعتبار أنه لا يصح أن تظهر محجبة عبر قناة للمنوعات، فطلبت أن ألتحق بقناة «اقرأ» التابعة لنفس الشبكة، واتصلت بالشيخ صالح كامل مالك الشبكة، لكنه رفض قائلًا: «خليكى زى ما انتى مفيش مشكلة، الحجاب هو الأصل»، وطالب إدارة القناة بعدم مضايقتى بعد ارتدائى الحجاب. بعد عشر سنوات على شاشة «ايه آر تي».. انتقلت لصفوف قناة «الحياة» والتي يمكن القول إنها بمثابة بوابة العبور نحو الشهرة والنجومية.. ما هي كواليس هذه الخطوة؟ الحقيقة.. مسئولو قناة «الحياة» هم من طلبوا التعاقد معي، فوافقت على الفور وبلا تردد، ومن هنا كانت أولى تجاربى في تقديم البرامج الدينية عبر برنامج «كلام من القلب»، ومن الممكن القول إننى من افتتحت قناة «الحياة2»، وكنت صاحبة الإطلالة الأولى على شاشتها، وبعدها قدمت برنامج «الدين والحياة» خلفًا لزميلتى دعاء عامر التي رحلت عن القناة. بالحديث عن دعاء عامر.. ما حقيقة أنك كنت واحدًا من الأسباب الرئيسية لرحيلها؟ على الإطلاق.. لا صلة لى بالأمر و«دعاء» رحلت بناءً على رغبتها، بعد أن رفضت تجديد تعاقدها مع القناة، وأريد تأكيد هنا أن كل ما قيل بخصوص هذا الأمر محض افتراء، «مفيش أي نفسنة بينى وبين دعاء»، ونحن الآن نعمل في قناة «النهار» معًا، هذا بجانب أنها ليست مجرد زميلة لي، لكنها صديقتى وشقيقتى وحبيبتى، «واحنا بنروح بيوت بعض ونتبادل الزيارات بشكل دائم، وبينا عيش وملح». رغم سعادتك بتجربة «الحياة».. لكنك رحلت عنها.. ما الأسباب التي دفعتك لاتخاذ قرار الرحيل؟ حدث خلاف بينى وبين إدارة القناة، وتحديدا حول صيغة تجديد تعاقدي، فمن المعروف أن القناة كانت تمر بأزمة مالية في وقت ما، وتحملنا جميعًا الأمر، لكننى اختلفت حول أحد البنود في عقدي، ورحلت عن القناة ورغم رحيلى لا تزال تربطنى علاقة قوية بإدارتها، يمكن القول إنه «مشيت وإحنا حبايب». تجربتك الجديدة في قناة «النهار» مختلفة نوعًا ما عن كل تجاربك السابقة فهذه المرة لا تقدمين برنامجًا دينيًا على غير العادة.. لماذا؟ «مفيش تغيير كبير ولا حاجة» كل ما في الأمر أن التناول مختلف نوعًا ما، وأقصد بالتناول هنا القضايا والموضوعات، حيث يركز برنامجى الجديد «حياتنا» على تجارب الناس، هذا بجانب أننى أردت تغيير شكلى، فلا يجب أن يظل المذيع أو مقدم البرامج أسير «قالب واحد» طوال مسيرته، وأريد أن أشير هنا إلى أننى لست داعية إسلامية، كل ما في الأمر أننى اهتم بإلقاء الضوء على حياة الناس البسيطة والمهمشة. هناك اتهامات وجهت لك بسرقة فكرة البرنامج من قناة إماراتية.. ردك؟ بعدما وصلت هذه الشائعات إلى فضلت الصمت تمامًا، وانتظرت حتى يكون ردى من خلال البرنامج، هذا بجانب أننى لم أسمع من الأساس عن قناة «الفجيرة» الإماراتية، ولا أعرف المذيعة التي رددت هذه الاتهامات، مع احترامى الشديد لها، لا يوجد أي تشابه بين مضمون البرنامج ومضمون أي برنامج آخر، كل ما في الأمر أنه ربما أكون قصرت بعض الشيء لعدم درايتى بوجود برنامج يحمل اسم «حياتنا»، حيث لم أسمع به، والتشابه في أسماء البرامج أمر وارد تمامًا، لكن الحديث عن السرقة أمر فج ومقزز للغاية، والحمد لله بعد إذاعة الحلقة الأولى تأكد للجميع أن مضمون البرنامج لم يتم تقديمه من قبل على أي شاشة مصرية أو عربية ولم نسمع أي صوت لهذه المذيعة. وما تفسيرك لهذا النجاح الساحق الذي حققته الحلقة الأولى رغم أن الموضوعات التي يتناولها البرنامج لا تحمل طابع الإثارة؟ «طول عمرى بقول إنه أنا مسمعة من غير ما أعمل إثارة أو موضوعات مبتذلة، لأنى ماليش في الرخص أو الابتذال» ومع ذلك لدى جمهورى الكبير، وأحقق مشاهدات عالية للغاية، وأريد أن أشير هنا أننى كنت أحلم بتقديم برنامج بهذا «الاستايل»، ولم أفكر يومًا في تقديم برنامج سياسي أو «توك شو» مثلًا لأننى أكره السياسة، و«أحمد ربنا دايمًا وببوس أيدي وش وضهر إنى مشتغلتش سياسة». على ضوء ذكرك هذه النقطة.. حدثينا عن حياتك الشخصية؟ متزوجة من رجل الأعمال عماد مختار، ولدى ولدان والحمد لله، راقية ومحمد. بماذا خرجت من رحلة المرض التي مررت بها مؤخرًا؟ الحمد لله، بقدر ما كانت هذه الفترة من حياتى صعبة، بقدر ما كانت جميلة، لأنى أدركت محبة الناس لى بشكل كبير، يمكن القول إنها كانت محنة وتحولت إلى منحة من ربنا «ياااااه أنا كنت دائمًا ما أخلو بنفسى وأبكي» ولم أكن أتخيل أننى سأعود للشاشة مرة أخرى، فالأمر لم يكن سهلًا كان ذلك بسبب سقوطى أرضًا على أذني، ما أثر في مركز الاتزان بالمخ.