المشهد الإعلامي مملوء بالتجاوزات وهناك دخلاء على المهنة إيمان عز الدين.. عرفت طريقها إلى الأضواء في سن مبكرة جدًا، فلم يكد عمرها يتعدى الثامنة عشر عامًا، حتى أطلت عبر شاشة «art».. سنوات قليلة وألقت بها سفينة الأحلام إلى التليفزيون؛ حيث أضواء ماسبيرو المبهرة، فتلقفتها الإعلامية الراحلة همت مصطفى، لتصبح واحدة من مقدمى نشرات الأخبار على شاشته. عن تفاصيل هذه الرحلة وكواليس عملها في «أون تى في» و»الحياة»، كان الحوار التالي.. في البداية.. حدثينا عن كواليس عملك في التليفزيون المصري، وما الأسباب التي دفعتك للرحيل سريعا عن «ماسبيرو»؟ بدايتى في التليفزيون جاءت بمحض المصادفة، حينما اكتشفتنى الإعلامية الكبيرة الراحلة همت مصطفى، بعد أن رأتنى على شاشة «art» وكنت وقتها أصغر مذيعة في الوطن العربي؛ حيث لم يكن عمرى يتعدى ال18 عاما، بعدها أعجب بى عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق، الذي قرر بدوره منحى فرصة لتقديم النشرات الإخبارية. وبالمناسبة «المناوي» تعلمت منه الكثير خلال هذه الفترة؛ لأنه شخص مهنى للغاية، والكفاءة وحدها معيار التقييم لديه، لكن بعد فترة معينة بدأت المحسوبية والوساطة تعرف طريقها إلى ماسبيرو، كحال كل المؤسسات الحكومية في البلد آنذاك، ما جعلنى أشعر بالظلم وأقرر الرحيل. «أون تى في» شهدت فترة التوهج الإعلامي لإيمان عز الدين، عبر برنامج «صباح أون».. كيف تقيمين هذه التجربة؟ بالتأكيد، كان الانتقال ل»أون تى في» محطة مهمة للغاية في حياتي، وكانت أشبه بالحلم وقتها؛ حيث كانت من كبريات الفضائيات في الوطن العربي، ليس في مصر فقط، وكان ألبرت شفيق على رأس إدارتها، ورشحنى لتقديم برنامج «صباح أون»، بعد أن كنت أقدم نشرات الأخبار، وهنا بدأت أشق طريقى نحو النجاح، بالمختصر يمكن القول إننى و»صباح أون» كبرنا معًا وأصبح البرنامج يحتل المرتبة الأولى بين برامج «التوك شو» الصباحية في مختلف الفضائيات، بفضل فريق العمل كله، وعلى رأسهم زميلى الرائع يوسف الحسينى الذي كان يشاركنى البرنامج، وقدمنا «ديو» قويا معًا. حديثك هذا عن علاقتك ب»أون تى في» يفرض سؤالا عن الأسباب التي دفعتك للرحيل عنها؟ رحيلى عن القناة، جاء لمجرد بعض الاختلافات في وجهات النظر، ليس أكثر، كما أننى أريد التأكيد هنا أننى ممتنة لهذه القناة بكل النجاحات في حياتي، ومازالت علاقتى بإدارة «أون تى في» قوية للغاية، وأكن لها كل احترام وتقدير، ويظل ألبرت شفيق «أخويا الكبير»، فضلًا عن أنه أحد أهم أساتذتي. المحطة الثانية في مسيرة إيمان عز الدين كانت قناة «التحرير»، وحققت من خلالها نجاحًا ملحوظًا في البداية، لكنها لم تدم طويلًا.. لماذا؟ السبب في ذلك أن القناة نفسها لم تستمر طويلًا؛ حيث عملت فترة قصيرة وتوقفت، ليتغير اسمها بعد ذلك من «التحرير» إلى «تن»، ورغم ذلك كان برنامجى «بصراحة» الأكثر جذبًا للإعلانات من بين برامج القناة. ترددت أنباء وقتها عن خلافات حادة نشبت بينك وبين الإعلامية جيهان منصور، وقيل إنك تسببت في رحيلها عن القناة.. ما مدى صحة هذه المعلومات؟ «عمرى ما رحت مكان وعملت فيه مشاكل مع حد، وسيرتى تشهد بذلك، والبنى آدم فينا سيرة وسمعة زى ما بيقولوا، لكن هي إللى أشاعت كده في الوسط، ودى حاجة ترجع لها، وأنا بينى وبينها أيه علشان أمشيها، أنا كنت مجرد زميلة لها في القناة، لكن كانت هي إللى في نفسها شيء من ناحيتي، علشان أنا كنت ناجحة، وأنت عارف الغيرة بقى». البعض يرى أن «ستايل» إيمان عز الدين في «الحياة» مختلف بعض الشيء؛ حيث لوحظ اهتمامك بالمقدمات المرتبة والقوية.. ما سبب هذا الاختلاف؟ «ده حقيقي» وممكن القول إنه يعود إلى أننى أدركت مؤخرًا أن المقدمات بتعلَّق مع الناس، وأن المشاهد لم يعد يطيق «رغى الضيف» مهما كان حجمه. «مفتاح الحياة» حقق رواجًا واسعًا خلال فترة وجيزة، واحتلت إيمان عز الدين مرتبة متقدمة للغاية في صفوف مذيعى «التوك شو» في مصر.. سر هذا النجاح؟ الحمد لله، النجاح هذا مردود لمجهود فريق عمل البرنامج بالكامل، وفى آخر تصنيف لشركة «ابسوس» المتخصصة في قياس نسب المشاهدة، برنامجى حصل على رقم واحد في «الحياة». إذن.. هل يمكن القول إن إيمان عز الدين رقم واحد في الحياة؟ «ما أقدرش أقول كده؛ لأن زملائى الآخرين في القناة بيبذلوا مجهود كبير للغاية، ومش مهم أنا أبقى رقم واحد في «الحياة»، لكن المهم أن تكون «الحياة» رقم واحد في مصر». كيف تابعت التجاوزات العديدة التي ارتكبها مقدمو البرامج في الفترة الأخيرة، وعلى رأسهم ريهام سعيد؟ المشهد الإعلامي مملوء بالتجاوزات، لكنها تجاوزات نسبية «وهو فيه أيه في البلد مافيهوش تجاوزات!»، وهذا لا يعنى أننى أبرر هذه التجاوزات، صحيح أن هناك دخلاء كثر على مهنة الإعلام في الوقت الحالي، لكن المشاهد المصرى ذكي، ويمتلك المقدرة على الاختيار الجيد، وحكمه هو الصواب في النهاية، لكنى لا أريد أن أتعرض بالتجريح لأى أحد، وفيما يخص ريهام سعيد، هي زميلة إعلامية، ولا أريد أن أتحدث عنها، ويبقى الحديث في النهاية للمشاهد المصري. هل بالفعل تلقيت عرضا للعمل في قناة الجزيرة القطرية؟ صحيح، كان هذا قبل ثورة يناير مباشرة، وكان عرضًا مغريًا للغاية، ووقتها لم تكن الجزيرة كشفت عن وجهها القبيح، وكانت شاشة خادعة للكثيرين، وقتها ذهبت لألبرت شفيق باعتباره الأخ الأكبر والصديق المقرب لي، وكان رده «ده عرض مغرى وماينفعش يترفض لكن «أون تى في» محتاجة إليكِ» ففضلت البقاء.