أجبره الإنجليز على استدعاء مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة ودبروا له محاولة قتل فى القصاصين بعد خلافه مع السفير لامبسون وكأن اللعنة تتربص به منذ ولادته حيث تطارد الشائعات أمه بأنه ابن غير شرعى وأن الشاب الذي كانت تحبه الملكة نازلى قبل زواجها من فؤاد الأول هو الأب الحقيقى للمولود،ويومها تذكر الناس ما حدث ليلة عرس فؤاد ونازلى عندما هربت العروس ولم تعد إلا في صباح اليوم التالى وبعد أن ابتلعت هموم المصريين هذه الشائعات وطوتها صفحة في جنبات الذاكرة التى لا تصدأ أبدا، كانت نازلى في عالم آخر، تشعر وحدها أن لعنة حقيقية ستطاردها وابنها حتى الموت خاصة أن إحدى ضاربات الودع قالت لها ذات يوم..إن ابنك هذا سيكون فاروق الأول والأخير على عرش مصر. آخر الملوك الملك فاروق هو آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية.. استمر حكمه مدة ستة عشر عاما أرغمته ثورة يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد والذي كان عمره حينها ستة شهور والذي ما لبث أن خلع، مع تحويل مصر من الملكية إلى الجمهورية، وبعد تنازله عن العرش أقام في منفاه بروما، وكان يتنقل منها إلي سويسرا وفرنسا، حتى توفي بروما وعاد ليدفن في المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة حسب وصيته. ولد فاروق ونشأ في القاهرة كابن وحيد بين خمسة شقيقات أنجبهن الملك فؤاد الأول، ثم أكمل تعليمه بإنجلترا وأصبح وليًا للعهد وهو صغير السن، وأطلق عليه لقب (أمير الصعيد).. وتولى العرش في سن صغيرة أيضا، حيث كان فى السادسة عشرة من عمره عند وفاة والده الملك فؤاد الأول، فخلفه على عرش مصر بتاريخ 28 أبريل1936. ولأنه كان قاصرًا تم تشكيل مجلس وصاية ترأسه ابن عمه الأمير محمد علي باشا توفيق وذلك كونه أكبر أمراء الأسرة العلوية سنًا، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور إذ أنّ والدته الملكة نازلى خافت أن يطمع الأمير محمد على بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدّى ذلك إلى أن يتوج ملكًا رسميًا بتاريخ 29يوليو1937، قام بعدها بتعيين الأمير محمد علي باشا وليًا للعهد والذي ظل به حتى ولادة ابنه أحمد فؤاد. حوادث وصدمات تعرض الملك فاروق للعديد من الحوادث التي أثرت في حياته أولها اكتشافه العلاقة بين أمه الملكة نازلي وأستاذه ورائده أحمد حسنين باشا والتي تحولت إلى زواج عرفي رغم أنفه.. وثانيها اكتشافه علاقة زوجته الملكة فريدة برسام انجليزي كان فاروق قد استدعاه ليرسم صورا للأسرة المالكة.. صدمة فاروق في أمه وزوجته كانت أكبر من احتماله فرمى نفسه في أحضان الراقصات والغانيات ولعب القمار وعلى المستوى السياسي كانت الحوادث أعظم ولعل حادث 4 فبراير 1942 من أشهر الحوادث التي أثرت في الملك فاروق حيث قامت القوات البريطانية بمحاصرته بقصر عابدين، وأجبره السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة بمفرده أو أن يتنازل عن العرش. وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 طلب السفير مقابلة رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا وسلمه إنذارًا موجهاً للملك هدده فيه بأنه إذا لم يعرف قبل الساعة السادسة مساءً أنه قد تم تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الحكومة فإنه يجب عليه أن يتحمل تبعات ما يحدث. ثم توقف الملك وطلب من «لامبسون» فرصة أخيرة ليستدعي مصطفى النحاس على الفور وفي وجوده إذا أراد وأن يكلفه على مسمع منه بتشكيل الوزارة. التنازل عن العرش وفي 23 يوليو 1952 قامت الثورة في مصر وأطاح الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب بالملك فاروق عن عرش مصر الذي طالب بأن يحافظ على كرامته في وثيقة التنازل عن العرش، فطمأنه علي ماهر باشا وذكر له أنها ستكون على طريقة الوثيقة التي تنازل بها ملك بلجيكا عن عرشه،قام الملك فاروق بالتوقيع على الوثيقة التي بمقتضاها تنازل عن عرش مصر ولكن ليس هذا فقط بل كان توقيعه يعني خروجه من مصر وعدم العيش فيها.. فغادر مصر متجها إلى منفاه في روما توفي الملك فاروق في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، بعد تناوله لعشاء دسم في مطعم ايل دي فرانس الشهير بروما وقد قيل إنه اغتيل بسم الاكوانتين (فى كوب عصير الجوافة) على يد أحد أبزر رجال المخابرات المصرية الذي أصبح فيما بعد محافظًا للقاهرة، والذي كان يعمل جرسونًا بنفس المطعم بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى من تحقق شائعة عودته لمصر وهذا ما نفاه إبراهيم البغدادى. المراجع : - كيف سقطت الملكية - محمد عودة - فاروق ملكا - أحمد بهاءالدين - ليالى فاروق - مصطفى أمين