أكدت صحيفة (البيان)، الإماراتية أن العديد من التصريحات والوثائق التى ظهرت هذه الأيام بشأن غزو العراق قبل 10 سنوات مضت كشفت مدى التخبط الذى تعيشه السياسة الدولية ومدى ضمور الجانب الإنسانى والأخلاقى فى مفردات السياسة الحديثة. أشارت الصحيفة إلى أنه كان من أبرز التصريحات التى كشفت عمق المأساة التى وضعت الشعب العراقى بين مطرقة الحكم الديكتاتورى والغزو والفوضى المدمرة هى تصريحات وزير الدفاع الأمريكى الأسبق روبرت جيتس التى حاول فيها تجنب إيقاع الخطأ من عدمه على عاتق الإدارة الأمريكية فى إحداث الفوضى العارمة التى اجتاحت العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين. وشددت (البيان) على أنه إن كان وجود القوات الأمريكية الغازية مبررا فى سنين سابقة لارتكاب أبشع المجازر من قبل هذه الجماعات.. فلا نجد الآن تفسيرا لموجة التفجيرات الدامية التى تستهدف المدنيين الأبرياء. وتحت عنوان "العراق.. من غزو إلى عنف"، قالت صحيفة "الوطن"، إن العراق تدحرج بعد الغزو إلى الدرك الأسفل فى كل شىء فى الأمن والاقتصاد والعلاقات والمكانة والسيادة وحتى قوته العسكرية..أما العراق نفسه فقد تفتت شمالا وجنوبا وشرقا وغربا..ما يشبه الدويلة فى كردستان والجنوب تحت سيطرة طائفة والغرب تحت سيطرة طائفة أخرى وبغداد تلتهب بالصراعات والفتن والتفجيرات والقتل الذى لا يعرف حرمة ولا يعرف حدود. وأضافت أن الأحداث فى العراق ظلت تحاول تذكير العالم بالخطيئة التى ارتكبت فى حقهعندما غزت أمريكا بجيوش مجيشة العراق لتهمة امتلاك أسلحة نووية، برهنت الأيام أنها مجرد أكذوبة اخترعها المحافظون الجدد من أجل الغزو، ويجب أن يحاسب عليها من دفعوا بها إلى أن تكون سببا فى مقتل مئات الآلاف من العراقيين.
