أكدت بيانات رسمية أن عدد الشركات سعودية الجنسية المؤسسة في مصر بلغت ما يقارب 3600 شركة بإجمالي تدفقات نقدية بنحو 23.5 مليار دولار وذلك حتى يونيو 2015. وأشارت البيانات إلى أن أهم ما يميز هذه الاستثمارات هو وجودها في السوق المصرية منذ سنوات، وتنوع القطاعات التي توجد فيها بقوة سواء في البنوك والخدمات المصرفية والتأمينية أو الخدمات المالية والاستشارية أو التدريب، وكذلك قطاع العقارات والسياحة والتصنيع والاتصالات والخدمات الطبية وأيضًا الزراعة واستصلاح الأراضي. فضلا عن مساهمات الشركات السعودية في المشروعات القومية المصرية ومنها مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، وهو المشروع الذي سيسهم في إحداث تنمية شاملة بالمناطق الصحراوية المقترحة خارج نطاق الوادي والدلتا، فضلا عن إقامة مجتمعات زراعية وصناعية متكاملة، والعاصمة الإدارية، ومشروع قناة السويس الجديدة والتي ستكون من باكورة تلك الأعمال السعودية بها، وكلها مشروعات تسهم في الناتج القومي المصري وتحد من ارتفاع معدلات البطالة. ويتوقع مستثمرون أن الانخفاض الأخير لقيمة الجنيه المصري أمام الدولار يعد عنصر جذب للمستثمر العربي، فضلا عن عناصر جذب أخرى تتوافر لدى مصر من انخفاض تكلفة العمالة ودولة كثيفة السكان وتسهيلات ينتظرها الجميع من الحكومة لكل مستثمر جاد. وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر في هذا التوقيت لتحمل دلالات عدة على الصعيد الاقتصادي، فضلا عن أبعاد مختلفة للزيارة سياسيا واستراتيجيا؛ ولأن المستثمر السعودي هو الأكبر في مصر عربيًا، ومع تغيرات يشهدها العالم يوميا لأسواق النفط والعملات، ينتظر المصريون ولا سيما المعنيون منهم بالشأن الاقتصادي والمستثمرين ما ستثمره الزيارة من مشروعات وبروتوكولات تعاون اقتصادي ترتكن إلى رصيد هائل من العلاقات المتينة اقتصاديًا على مدى التاريخ وحتى اليوم. وتميزت مسيرة الملك سلمان السياسية والإدارية بتحقيق النجاحات الباهرة منذ توليه إمارة الرياض ثم وليًا للعهد، ووزيرًا للدفاع، ويصفه المقربون منه بأنه رجل الدولة المحنك الحاضر دائمًا في صياغة قراراتها، وصناعة مواقفها وتكييف علاقاتها الخارجية وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن، وربما كان أقرب وصف له أنه دولة في رجل، وتاريخه القيادى والسياسي يشهد بمهارته في فن القيادة، وإتقانه المعادلات السياسية، وجمعه بين الحزم واللين مع قدرة فائقة في التعامل مع المواطنين في مجلسه المفتوح للعامة. كما تتميز مسيرة العاهل السعودى بعطاء كبير في مجالات العمل الخيرى والاجتماعى والإنسانى داخل المملكة وخارجها، منحته عن جدارة واستحقاق لقب "أمير الإنسانية"، كما امتدت عطاءات خادم الحرمين الشريفين في كل ميادين العمل الاجتماعى والإنسانى لعقود عديدة، وذلك من خلال رئاسته العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية والتي تقدم خدماتها لفئات كثيرة من أبناء المجتمع. بالإضافة إلى دعمه المستمر لمؤسسات العمل الاجتماعي والخيري في مجالات العلوم والبحث العلمي، وتشجيعه العمل التطوعي في هذه النوعية من المجالات التي تصب بدورها في التنمية المستدامة، وامتدت عطاءات الملك سلمان في مجالات العمل الاجتماعى والإنساني بالخير إلى خارج حدود المملكة، حيث قام بتأسيس "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث ورفع معاناتها.