فاتن حمامة لم تكن صديقتى أبدًا يونس شلبى فتح بطن أحمد زكى بزجاجة قبل عرض «العيال كبرت» واستكمل المسرحية «شوية عيال لسه طالعين وبياخدوا ملايين.. وإحنا الكبار ناخد ملاليم» استقبلونى في الهند بعد فيلم الحفيد استقبالا حافلا وإنديرا غاندى طلبت رؤيتى عندما دخلت عالم الفن اتهمنى البعض بتقليد الفنانة فردوس محمد الخلافات قديما بين الفنانين لم تكن واضحة والإنترنت له دور كبير في إشعالها حاليا لم أتزوج نور الدمرداش عن حب «أم الفنانين» أو «ماما نونة» هكذا اشتهرت الفنانة القديرة كريمة مختار، احترمت جمهورها وقدمت فنا راقيا فظلت مكانتها محفوظة في قلوب جمهورها من عشاق الفن الأصيل، برعت في أداء دور الأم على الشاشة، فبكى معها الصغير والكبير، وحين ماتت في «يتربى في عزو» بكى الوطن العربى كله على وفاة شخصية درامية جسدتها من شدة إتقانها للدور. مشوارها في الفن لم يكن مفروشًا بالورد، بل واجهت صعوبات كثيرة، لكنها قاومت بشدة ونجحت في تحقيق حلمها، والآن وبعد مشوار طويل من العطاء الفنى والأسرى تعيش في بيتها المتواضع في إحدى العمارات القديمة التي تفوح منها رائحة ذكرياتها الجميلة، والتي لم تتركها يومًا واحدًا منذ زواجها، تتابع أوضاع الفن والبلد، وفى حوار متنوع فتحت قلبها ل«فيتو»، تحدثت عن الفن والذكريات والسياسة، وإلى نص الحوار: كيف كانت بداياتك الفنية؟ في البداية واجهت صعوبات كثيرة عندما قررت دخول عالم الفن من خلال التليفزيون والسينما بعد عملى بالإذاعة، وكانت هناك معارضة شديدة من الأسرة خاصةً أننى من الصعيد، وكان مجتمعى الذي نشأت فيه ينظر للفن نظرة دونية، ولم يشجعنى أحد سوى شقيقتى عواطف، وأذكر أننى عندما تزوجت نور الدمرداش وقررت اقتحام عالم الفن معه قاطعتنا العائلة باستثناء شقيقتى، وكان الأمر مؤلما جدًا، لكنى كنت أعشق الفن وكافحت وتحملت كل الصعوبات. ألم تخافى في البداية من تجربة التحول من الإذاعة للتمثيل في التليفزيون والسينما؟ شعرت بالرهبة في البداية، خاصةً أن شقيقتى نصحتنى بألا أخوض التجربة، ورأت أنها مخاطرة، لأن الجمهور قد يصدم بشكلى كما حدث مع فايزة أحمد، خاصةً أن الجمهور تعلق بصوتى وربما تخيل منه أننى جميلة جدًا، لكننى رغم ذلك خضت التجربة وتوجهت لمدير التليفزيون وقلت له «عندى أكتر من عمل مع مخرجين وخايفة الجمهور ما يحبش شكلى زى ما حب صوتى في الراديو»، لكنه شجعنى وخضت التجربة، وقدمت دور بنت كبيرة في سن الزواج، ويرغب شخص في الزواج منها لكن والدته ترفض، والدور حقق نجاحا كبيرا وتقدم لى عدد كبير من العرسان في مناصب كبيرة». ما السر وراء تقديمك دور الأم أكثر من مرة؟ لم أُطلَب إلا في دور الأم، وهذا كان يزعجنى في البداية، لكن عندما تحدثت مع المخرج حسين حلمى المهندس، وعبرت له عن انزعاجى من ذلك، قال لى «ده نجاح مفيش حد بيشوفك إلا في دور الأم وده محصلش مع أي حد»، وبعد ذلك تغير رأيى، وأصبحت أرى أن تقديمى لدور الأم كثيرًا خلال مشوارى الفنى أضاف لى الكثير من القيمة الفنية، ولا أعتبره عيبا أو تكرارا. من هي الفنانة التي قدمت دور الأم وأعجبك أداءها؟ طبعًا أمينة رزق وعبلة كامل. هل اتهمت في بداية مشوارك الفنى بتقليد فنانة كبيرة كما تردد؟ نعم حدث ذلك، فعندما دخلت عالم الفن اتهمنى البعض بتقليد الفنانة فردوس محمد، لكن في الحقيقة لم أرها كثيرًا قبل أن أقتحم عالم الفن، فلم أكن أستطع الذهاب للسينما، ولم يكن هناك تليفزيون، ولذلك اندهشت عندما تم تشبيهى بها في البداية، «أنا لو كنت أقلد أحد لما نجحت وعشت كل هذه المدة مع الناس». تكرر ظهورك مع وحش الشاشة «فريد شوقى»، ما السر وراء ذلك؟ ضحكت ثم قالت، «فريد شوقى كان بيختارنى في كل حاجة وكنت بفرح باختياره، وسعدت في الفترة اللى عملت معاه فيها لأنه كان قيمة كبيرة، وكل مشوارى في السينما تقريبًا معاه، وعندما أحاول أفتكر عملت إيه من غيره لا أتذكر. من أقرب فنانات الزمن الجميل لقلبك؟ زوزو ماضى، ونعيمة وصفى أيضًا كانت مقربة لى وكنا نجتمع معًا وأبنائى وأبنائها كانوا يلعبون معًا في حديقة الحيوان، وأمينة رزق وأذكر لها موقف «كنت أنتظر معها دورنا في الدخول لوزير الثقافة وقالت لى «انتى مش عاملة الحفيد»، فقلت لها نعم والفيلم مسافر مهرجان قريب في الهند، فقالت لى اطلبى منه انك تسافرى، وطلبت منه ووافق رغم أن هذا وقتها كان مرفوضا، وكانت فاتحة خير على، أول مرة أسافر في عمل كان دوري فيه كبيرا، واستقبلونى هناك استقبالا حافلا و«إنديرا غاندى طلبت رؤيتى». ماذا عن فيلم الحفيد في مصر، هل حقق نفس النجاح وقت عرضه؟ لا للأسف، فبمجرد عودتى من الهند فوجئت بسحب الفيلم من دور العرض بعد أسبوع واحد فقط، وعندما سألت قالوا لى «ده عامل زى بيض شم النسيم ومعجبش الناس»، رغم أنه مع مرور الوقت أصبح يعرض كثيرًا، ومازال يعرض حتى الآن. وماذا عن علاقتك بفاتن حمامة؟ لم تكن صديقتى أبدًا، وأذكر أنه حدث خلاف بيننا في سهرة تليفزيونية بعنوان «أغنية الموت» والتي رشحت لها بعد رفض محسنة توفيق، وأذكر أن فاتن كانت حامل وعرض على وقتها أن أقدم دورًا بديلًا عنها، لكننى رفضت رغمًا عنى نظرًا لاعتراض أسرتى كما ذكرت سابقًا. ماذا تبقى في ذهنك من ذكريات مع أبنائك الراحلين «سعيد صالح وأحمد زكى ويونس شلبى، ووالدهم حسن مصطفى»، في المسرحية الخالدة «العيال كبرت»؟ كما ذكرت في سؤالك، كانوا يعتبرونى فعلًا أمًا لهم، وحسن مصطفى كان رائعا في الكواليس، وجميعهم في الكواليس شىء وعلى المسرح شىء آخر، أذكر مثلًا أنه حدث شجار بين يونس شلبى وأحمد زكى قبل عرض المسرحية، وكنا في ذلك الوقت في الإسكندرية، وضرب يونس أحمد بالزجاجة أثناء العرض خارج المسرح وفتح «بطنه»، وقام بخياطتها قبل العرض، ثم استكمل المسرحية رغم ذلك. حدثينا عن موهبة كل منهم؟ جميعهم فنانون موهوبون ولن يتكرروا أبدًا، أحمد زكى انطلق بسرعة الصاروخ بعد «العيال كبرت»، ويونس شلبى «بمجرد خروجه على المسرح كانت الصالة كلها تصفق له بدون حتى أن يتكلم»، وسعيد صالح لم يأخذ حقه في الفن، ورغم أنه أكثر موهبة من عادل إمام إلا أنه لم يصل لما وصل له، وظلم فنيًا. حدثينا عن علاقتك بزوجك المخرج الراحل نور الدمرداش؟ كنت أرفض في البداية موضوع الزواج تمامًا، لكن إحساسى بالوحدة خاصةً بعد زواج شقيقتى»عواطف» دفعنى للتفكير فيه، وعندما قابلت نور وجدت أنه شخص محترم ومن أصل طيب ومواصفاته كلها مطابقة لتفكير عائلتى فرحبت بطلبه للزواج منى، لكن لم يكن بيننا قصة حب، وبعد الزواج اكتشفت حقيقته الطيبة ومدى حبه لى وساعدنى كثيرًا على النجاح والاستمرار، لأنه لمس نجاحى في الفن وحب الجمهور لى وموهبتى الحقيقية. هل مررت بأى قصة حب أخرى في حياتك؟ لا لأن المجتمع كان ينظر للفنانة باعتبارها «عالمة»، إضافةً إلى نشأتى في مجتمع صعيدى محافظ فكانت هناك صعوبة في ذلك. في رأيك ما أبرز الاختلافات التي طرأت على الوسط الفنى حاليًا؟ الوسط الفنى قديمًا كان هادئا، ولم تكن هناك تلك الخلافات التي تشتعل عبر صفحات الإنترنت، الخلافات قديمًا بين الفنانين لم تكن واضحة، والإنترنت له دور كبير في إشعالها حاليًا، وبالنسبة للعمل نفسه فقد كان هناك اهتمام أكبر من المبدعين بجودة العمل، «كنا أيام البرنامج الثقافى عندما بدأ في الإذاعة على يد بهاء طاهر ومحمود مرسي وسعد لبيب نجرى بروفات لمدة شهر، كأننا في مدرج في جامعة، وكل الأعمال كانت كذلك، الآن لا يعرفوا بعض إلا أمام الكاميرا لاتوجد فرصة حتى يسمعوا بعض مرة». من من فنانات الجيل الحالى تعجبك؟ لا توجد فنانة من الشابات لفتت انتباهى وأستطيع أن أقول إنها تذكرنى بنجمات الزمن الجميل، فالتقليد غالب على الفن، من خلال تقديم أعمال مكررة دون ابتكار مما يجعل المشاهد لا يميز أو يرى شيئا جديدا وسط غلبة التكرار. ما تقييمك لتجربة السبكى مع السينما؟ السبكى قدم أعمالا جيدة وأعمالا سيئة، ولكن يحسب له أنه حاول أن ينتج أعمالا وينقذ السينما في وقت صعب. ماذا عن دورك في مسلسل «يتربى في عزو»؟ المسلسل نجح جدًا، لكن ما لايعرفه أحد أننى ظلمت في ذلك العمل ماديًا، ولم أحصل على أجرى بالكامل، وقلل ذلك من سعادتى لشعورى بأننى لم أحصل على حقى رغم تنازلى في الأصل عن أكثر من نصفه، واعتبرت ذلك عدم تقدير، «تلاقى شوية عيال لسه طالعين وبياخدوا ملايين أنا مش معترضة على كده بس يكون فيه تقدير لينا ككبار لأننا إحنا اللى عملنا كتير»، ورغم أي شىء لم أغير طريقتى ولم أتأثر بأى إغراءات مادية أو غيرها. برأيك ما سبب النجاح الكبير لمسلسل «يتربى في عزو»؟ المسلسل حقق نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيرىو وأشاد به النقاد أيضًا والمبدعون، وعدد من المخرجين اتصلوا بى وهنأونى على دوري، وقالوا لى إنه أنجح مسلسل في 20 سنة، وسبب ذلك طاقم العمل كله، بجانب حدوث «كيميا» بينى وبين يحيى الفخرانى، وأداء يحيى الفخرانى «المبدع الخطير»، ووجود تكافؤ بينى وبينه ومعرفة كل فنان منا لقيمته وقدراته، «بعد المسلسل لا تتخيلى عدد الناس اللى زارونى وعدد الناس اللى نزلوا من السفر خصيصا من أجلى، لكن على المستوى الفنى بعد المسلسل صدمت فكنت أتوقع أن تعرض على أعمال أكون فيها رئيسية. هل تذكرين موقفا أو انتقادا معينا من جمهورك لأعمالك؟ أذكر أنه بعد عرض فيلم «الحفيد» قال لى أحد جمهورى «انتى لبستى قميص نوم ودراعك كان باين وده زعلنى جدًا، وقلت له ساعتها انت شفت زينب الشخصية اللى مثلتها مش كريمة مختار، وكان لازم أعمل كده علشان الجمهور يقتنع، وأذكر أن الدور في البداية كانت مرشحة له إحسان القلعاوى ورفضته، وقالت ولادى ميشوفونيش على سرير مع راجل، ووقتها استغربت جدًا لأنى لم أكن فعلت حاجة غلط، ولم يكن هناك مبرر لرفض الدور والراجل في الفيلم كان تعبان ودائمًا يغطى رأسه لايوجد أي مشهد خارج، وعمومًا لو بالفيلم حاجة خارجة لا أقدم عليه أبدًا». بعيدًا عن الفن، كيف تنظرىن إلى أوضاع مصر حاليًا؟ أشعر بالقلق والخوف، وأذكر أننى منذ أن شاهدت منظر ذبح داعش لأبنائنا المصريين لا أستطيع أن أنسى ما شاهدته أبدًا حتى الآن، «عز عليا قوى ولادنا اللى راحوا»، والرئيس السيسي محبوب ومناسب للمرحلة وبسيط ولا يحب المنافقين. كيف كانت كريمة مختار كأم في بيتها؟ التعامل بينى وبين أبنائى كان قائما على أساس الصراحة وتقدير اهتماماتهم ومواهبهم، «ابنى شريف مثلًا كان يحب الحيوانات واشتريت له كلبا رغم انى لا أحب الكلاب، ومعتز كان يلعب بينج بونج في النادي الأهلي، وكان يسافر رغم إنه عنده امتحانات ولم أكن أعارض لانى أعرف إنه يحب اللعبة».