الهجرة غير الشرعية لم تتوقف.. ونحتاج علماء نفس لفك لغز إقبال الشباب على السفر إلى ليبيا نعته المهندس نجيب ساويرس بلقب وزير خارجية حزب المصريين الأحرار، بسبب نشاطه ودوره البارز أصبحت الجاليات المصرية بالخارج تطلق على المصريين الأحرار اسم «المطرقة» أو قاهر الإخوان، إنه نادر الشرقاوى أمين عام حزب المصريين الأحرار بالخارج الذي يمتلك رؤية وروشتة واضحة لحل مشكلات المصريين بالخارج، ويرى في حوار ل «فيتو» أن ملف المصريين بالخارج تفرق دمه بين وزارتى الخارجية والهجرة ويطالب بفض الاشتباك بينهما، ويؤكد أن أداء البعثات الدبلوماسية أفضل من السابق لكنها تفتقد مؤسسية العمل، لكنه يطالب بمنهج واضح للخدمات المقدمة للمصريين بالخارج. وإلى تفاصيل الحوار: بداية.. ما تقييم أمين المصريين الأحرار بالخارج لنظرة دول الغرب لمصر حاليًا؟ لا أستطيع أن أعتبرها إيجابية100% أو وصلنا للمستوى المطلوب، وإنما مقارنة بالأعوام الماضية فإننا أفضل كثيرًا، وهو ما انعكس على الجاليات المصرية بالخارج. تعرض عدد من المصريين لانتهاكات ببعض الدول.. ما تعليقك ؟ تلك الأحداث فردية، لأنها لا تحدث يوميا أو بصورة متكررة، وما نتمناه من وزارة الهجرة والمصريين بالخارج هو دور فاعل برسم سياسات أكبر للحفاظ على كرامة المصريين، ولا نقتصر على حلول للمشكلات الفردية. ماتقييمك لأداء وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج؟ لا يمكن تقييمها خلال الفترة الحالية لأنها لم تختبر، الوزارة حديثة وتشكيلها بالطبع يحتاج لوقت، إنما يتعين عليها وضع برامج واضحه للتعامل مع ملف المصريين بالخارج، ولا سيما أن المصريين بالخارج يشكلون قوة ناعمة سواء اقتصادية أو سياسية. وماذا عن دور المصريين الأحرار بالخارج؟ حزب المصريين الأحرار بالتعاون مع الجاليات بالخارج له دور في تكوين جماعات ضغط لمواجهة أكاذيب الإخوان الإرهابية حال الوقت العصيب التي مرت به البلاد، وكان للجاليات المصرية دور رائد في دعم البلاد والرئيس بالخارج، ويمثلوا خط الدفاع الأول عن البلاد. يرى البعض أن الجاليات المصرية بأوروبا والغرب تعانى من تهميش الدولة بعد انتهاء الاستحقاقات الدستورية.. فما رأيك ؟ ملف المصريين في الخارج تفرق دمه بين القبائل، بمعنى أن هناك أمورا تختص بها الخارجية وأمورا أخرى تعنى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، والمصرى بالخارج لا يعرف دور كل منهما حاليًا، وهناك تداخل في الأمر ولحين ظهور دور كل مؤسسة منهما سيعانى المصريون بالخارج من بعض المشكلات. وماذا عن قانون الهجرة المزمع مناقشته بالبرلمان؟ ندرس مشروع قانون الهجرة المطروح من الوزيرة، ويخضع حاليًا للدراسة من كل الجوانب السياسية والاجتماعية والقانونية، وسنضع ملاحظاتنا ونطرحة لحوار مجتمعى بين الجاليات بالخارج، ولا سيما أننا الحزب الوحيد الذي يتعامل مع ملف الخارج. هل كنت من المطالبين بإنشاء وزارة للهجرة؟ حقيقة الأمر كنت أود تدشين مجلس أعلى للمصريين بالخارج، ليكون ممثلا قانونيا ومنتخبا من الجاليات المصرية بكل أنحاء الدول، تحت إشراف القنصليات والسفارات، ومع احترامى الكامل لكل الاتحادات الموجودة بالخارج، إلا أنها لا تعدو أن تكون جمعيات أهلية موجودة بنطاق الدول الموجودة فيها ولا تمثل المصريين بالخارج لتتحدث باسمهم وهذا ما يؤكده الكثيرون ممن ألتقى به من أبناء الجاليات المصرية بالخارج. كيف ترى دور البعثات الدبلوماسية وحماية حقوق المصريين بالخارج؟ أداء البعثات الدبلوماسية أفضل من السابق، وباتت علاقة القنصليات بالجاليات مقبولة ولكن ليس بالدرجة المطلوبة نظرا لغياب مؤسسية العمل، قد تجد قنصلا جيدا وانما لا يوجد منهج واضح لجميع القنصليات على مستوى العالم، ومؤشر الأداء من قنصل أو سفير يختلف من شخص لآخر. ما رأيك في محاولات الهجرة غير الشرعية لدول أوروبا؟ الهجرة غير الشرعية لها أسباب معروفة تتطلب اقتلاع جذورها لحل تلك الإشكالية، وبدورى كأمين للمصريين الأحرار بالخارج التقيت مع بعض المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا قبل ثورة يناير 2011، وبسؤالهم عن تعرض حياتهم للخطر مقابل الهجرة فكان لإجابتهم شقين الأول اقتصادى والثانى لشعورهم بقهر نظام مبارك لهم. ولو شعر المواطن بأنه يأخذ حقوقه وفقا للدستور سيكون منتميا لبلاده مادام القانون يطبق على الجميع دون استثناء لن يفكر أحد في هجرة غير شرعية. وهل تراجعت نسبة الهجرة غير الشرعية ؟ لم تتراجع نسبة الهجرة غير الشرعية نظرا للظروف الاقتصادية بعد الثورتين، ولا سيما أن قطاع السياحة انهار تماما وكانت تستفيد منه ملايين الأسر. الغريب في الأمر رفض العديد من الشباب وظائف بعدد من المصانع بمصر، والسفر إلى ليبيا وتعريض حياتهم للخطر، مقابل فارق زهيد، وهى ظاهرة تحتاج لتدخل علماء الاجتماع للدراسة، لأن هناك وظائف برواتب ليست سيئة وأصحاب المصانع يشكون من قلة العمالة، بل لجأ البعض لجلب عمالة من الهند وسريلانكا. هل تتوقع تزايد الهجرة غير الشرعية لعدم شعور الشباب بالحرية الكافية ؟ لا أعتقد ذلك، منهجية الدولة تغيرت بعد الثورتين للأفضل ولدينا رئيس يحرص على الحقوق والحريات، إنما هناك بعض الأفراد والعناصر الموجودة بأجهزة الدولة ما زالوا يستخدمون أدوات ما قبل ثورة يناير. هل المصريون بالخارج مازالوا على حماسهم للاستثمار في مصر؟ أغلب المستثمرين في مدينة شرم الشيخ من المصريين مزدوجى الجنسية، وأعدوا استثمارات مشرفة إلا أن القوانين تكبلهم ويعانون من وجود بيروقراطية عقيمة. وأود أن تعمل الدولة على جذب رءوس الأموال بتسهيلات للمستثمرين من المصريين بالخارج أكثر مما تقدم لغيرهم سواء عربى أو أجنبي، لأنهم أبناء البلد الأصليين. قراءتك للعلاقة المصرية الأمريكية ؟ علاقة مصر بأمريكا معقدة جدًا، علينا أن نفهم أمريكا باتجاهاتها المختلفة ومؤسساتها المتنوعة، من الرئاسة والدفاع، البنتاجون والخارجية والكونجرس وجميعهم يعملون في اتجاهات مختلفة، وعلاقة مصر وأمريكا كعلاقة الزوج والزوجة يتصارعان ويتشاجران ولكنهما لا يستغنيان عن بعضهما. ما رأيك في انتقال مصر للمحور الشرقى «روسيا والصين» وتأثيره في البلاد؟ الرئيس بدبلوماسية رئاسية نجح في الملف الخارجى لأقصى درجة، ويجب أن نشجع تحركات فتح مجال للعلاقات مع جميع الدول، وتنويع مصادر السلاح أهم إنجازات الرئيس السيسي في رأيى الشخصي، وتنويع الاقتصاد أمر مهم جدا. لو تلقيت دعوة لزيارة الدوحة من أمير قطر.. هل ستذهب ؟ مستحيل لأننى ببساطة أعتبر الحكومة والمسئولين القطريين أكبر عدو لمصر. رسالتك لأردوغان رئيس تركيا ؟ أنت لا تتعلم من التاريخ. وماذا عن وفد الحزب الذي زار موسكو برئاسة المهندس نجيب ساويرس؟ كنا الحزب الأول الذي يسافر لموسكو ليقدم التعازى في ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت في شرم الشيخ، والتقينا مع مسئولين وحاولنا كوفد سياسي شعبى حزبى برلمانى خلق جسر لتوضيح الحقائق للجانب الروسى، وأبشركم بأنه سيكون هناك أخبار سارة قريبا بشأن السياحة. هناك أنباء تتردد عن عودة السياحة لمسارها الصحيح في مارس المقبل؟ السياحة لن تعود لمسارها الصحيح طالمًا نحن ليس لدينا طيران مصري، وبمجرد ما يغضب علينا المتحكمون فينا، يمنعوا الطيران وهى الوسيلة الوحيدة لنقل السياح. وهنا أقول للمستثمرين الذين يبنون فنادق أن يستثمروا في مقاعد طيران بشركات وطنية للطيران لنتحكم في الطيران الخاص بنا. من أطلق عليك وزير خارجية المصريين الأحرار؟ أعشق هذا الوصف الذي نعتنى به المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، حينما كنا في زيارة موسكو للقاء المسئولين، والكثير من الجاليات المصرية بالخارج تطلق على المصريين الأحرار اسم «المطرقة» أو قاهر الإخوان.