تتواصل الجهود الأميركية لمساندة الأكراد في الحرب ضد "داعش" في شمال سوريا، حيث كشفت صور أقمار صناعية لمركز "ستراتفور" للتحليلات الأمنية أن الولاياتالمتحدة تُوسّع مدرج طائرات مهجورا قريبا من بلدة رميلان، (ريف الحسكة)، الخاضعة لسيطرة الأكراد، وسط تأكيد البعض أن هذا يأتي في إطار تجهيز قاعدة عسكرية لهم في تلك المنطقة. وبحسب الصور يُمَدّ المدرج من 700 متر إلى كيلو و300 متر، وهو طول كاف لهبوط مقاتلة من طراز "هيركوليز". وفي هذا السياق، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إن قواته في سوريا تحتاج "في بعض المناسبات لدعم لوجيستي"، حسب ما نقله موقع "بي. بي. سي". وهذا التطور يعني أن الأميركيين أخذوا مقاربة جديدة في دعمهم للأكراد في محاربة "داعش" بسوريا، لكنها قد تثير غضب الأتراك. يذكر أن المدرج المطوّر على مقربة أيضًا من الموصل العراقية مما يعني أنه قد يُستخدم في عمليات تحريرها المقبلة من "داعش". من جهتها، نفت القيادة العسكرية الأميركية سيطرتها على أي مطار في سوريا، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنها تسعى "باستمرار إلى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي" لقواتها في سوريا. وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل بات رايدر إن "القوات المسلحة الأميركية لم تسيطر على أي قاعدة جوية في سوريا"، مشددًا على أن "موقعنا وعدد قواتنا ما زالا محدودين.. ولم يحصل أي تعديل على حجم أو مهمة التواجد الأميركي في سوريا". وأضاف أن "القوات الأمريكية في سوريا تعمل دائما على تحسين فاعلية الدعم اللوجستي" لقواتها. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأكد أن المطار لم يستخدم في عمليات عسكرية حتى الآن، أي للغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي بقيادة أميركية على مواقع المتطرفين في سوريا. وذكر أن "مطار رميلان بات شبه جاهز للاستخدام" و"تم توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية بالتزامن مع هبوط وإقلاع طائرات مروحية أميركية". وقال: "من شأن المطار أن يتحول إلى مقر للمستشارين الأميركيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل شهرين". وأكد مصدر أمني سوري لوكالة "فرانس برس" أن "القوات الخاصة والمستشارين الأميركيين يستخدمون مطار رميلان مقرا، وتنقلهم طوافات منه إلى جبهات القتال". ونفى طلال سلو، المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف من فصائل عربية وكردية في شمال سوريا مدعوم من الولاياتالمتحدة، ردا على سؤال ل"فرانس برس"، تحول مطار رميلان إلى قاعدة أميركية، مؤكدا أنه "لا يزال مطارا زراعيا".