انهمك المعلم فتوح في شد النفس المتين، وقال له زينهم مالك يا معلم مش عاجبك ليه كدا أتخن تخين، دخانك عمانا يا معلم، الكيف مناولة مش مقاولة وإحنا منك بنتعلم، فضحك المعلم فتلة وقال له يا زينهم يا أخويا سيبه دا مبسوط، مجلس النواب الجديد مطول رقبته من هنا لحد أسيوط.. فتوح: أنتم كدا مش بيعجبكم العحب ولا حتى الصيام في رجب، دا مجلس فل الفل، وكفاية أنه لامم الكل، العنتري والفصيح، والفتوة وبتاع سيديهات الكلام القبيح، وبتاع الصناديق السودا، تخيلوا بقى كل دول في أوضة.. فتلة: البرلمان دا لم الشامي على المغربي وبقى كله نجوم.. يا خوفي من حلاوتهم لا القيامة تقوم زينهم: دا إحنا هنشوف العجب العجاب، وهنرمي حصوة في عين الإرهاب والشعب كله هياكل كباب ونغني مع بعض دايما أحباب دايما أحباب.. فتوح: إحنا مش بنصادر على حرية اللي اختار، احنا بس بندعي على اللي رمانا في النار، واللي نعرفه عنهم واللي فات منهم ميطمنشي، إزاي عايزني اسكت بقى وما أحششي.. زينهم: حشش حشش وشد الأنفاس، وبرضه عمرك ما هتنسي يا سيد الناس، أصل الحاجات دي مين ينساها إلا لو غاب عن الوعي، دا كدا العقل مات واندفن ومش ناقص له غير النعي.. فتلة: بكرة تصدق وتستكنيص وأنت بتتفرج على فاصل كوميدي، الخفة والأنزحة واللي فاكر نفسه جون كينيدي.. زينهم: يا عم ربنا يخلف ظنك، وتكون الدنيا تمام، وكل واحد ينسى طبعه القديم دا عشان نمشي خطوة لقدام.. فتوح: ينسى مين يا عم دا الطبع غالب وديل الحصان ما هيتعدل ولو علقوا فيه قالب زينهم: حصان مين ياعم أنت هتغير المثل.. فتوح: ما أنا لازم أغير أحسن ما أخش المعتقل.. فتلة: كدا المجلس هياخد صفر من عشرة ونرجع تاني لبرلمان عز الحديد بتاع ألفين وعشرة.. زينهم: جايز يبقى كل دي أوهام، ونلاقي مجلس مفهوش حد بينام.. أو بيهرتل ويقول كلام فاضي، وإلا هيبقى مجلس عادي.. وهنا صرخ فتلة وقال: بس بقى يا عم أنت وهو كفاية هزار، وطفوا بقى النار، دي الدماغ بقت ملحوسة، وكلامنا كله هلوسة.
