هنا درب الفشارين.. درب الفشارين نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق... فهذه المساحة ممنوعة إلا على أحفاد أبو لمعة الأصلى. يستضيفهم : حسن شاهين وزرائى يتلقون تدريبات داخل حزب الحرية والعدالة كل واحد منا «ظل» لمسئول كبير فى الجماعة لم ألتق الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة المكلف من قبل لكنى كنت أسمع عنه وأتابع أخباره كوزير للموارد المائية والرى وكان المؤتمر الصحفى الذى عقده بعد تكليفه هو اللقاء الأول بينى وبينه. ورغم أننى لم أتوجه إليه بأى سؤال مكتفية بأسئلة زملائى فى الصحف الأخرى إلا أننى لاحظت أنه يبحث بعينيه بين الصحفيين عن شيء ما.. عرفت بعد ذلك أنه أنا بعد أن استوقفته وقلت له إننى أريد أن أجرى معه حواراً خاصاً لدرب الفشارين وقبل أن أقدم له نفسى قال لي: إذن أنت سطوطة الفنجرى.. قلت له: وكيف عرفت يادكتور؟.. قال: كنت أتابع حواراتك مع الدكتور الجنزورى وعندما قلت لى درب الفشارين عرفت أنك سطوطة فأنا متابع جيد لك وأعلم أنك أنت الوجه النسائى الوحيد بينهم بالإضافة إلى أن الجنزورى قد حكى لى عنك وعن نصائحك له أثناء فترة توليه حكومة الإنقاذ.. قلت له: ربنا يجعلها معرفة خير ويقدرك على ما ابتليت به يافندم.. قال: لا تقلقى ياسطوطة هانم فسوف نفعل كل ما بوسعنا لإعادة مصر لسابق عهدها.. قلت له: وهل أتى بك الرئيس مرسى كى تعيد مصر لسابق عهدها أم لتتقدم بها للأمام.. ضاحكاً قال: أنا أقصد إعادة الأمن والانضباط للشارع «وما تقفيش ليا على الواحدة من أولها ياسطوطة».. قلت: لكن إيه حكاية «الدقن» الحلوة دى يادكتور.. إنت إخوانى «أم هذه مصادفة».. قال: أنا أتفاءل بهذه اللحية منذ زمن وليس لها علاقة بالإخوان المسلمين كما يظن البعض بقدر ما هى تتماشى مع ملامح وجهى.. قلت: هتاكل منك حتة ياباشا.. قال: عموماً ياسطوطة هانم «إحنا عايزين نبقي» أصحاب.. يعنى «تتعاملي» معى كما كنت تتعاملين مع الجنزوري.. قلت له: لكن الجنزورى كان يحكى لى كل أسراره وأسرار حكومته وكنت «أكتم» تلك الأسرار.. قال: من الواضح أنك كنت «تكتمينها» بدليل أننا كنا نقرأها على صحفات «فيتو».. قلت: هل التقيت بالمرشد العام للجماعة أم لا؟.. قال: كلام فى سرك ياسطوطة بما أننا أصبحنا أصدقاء.. أنا التقيت المرشد منذ وصول مرسى للرئاسة وأبلغونى بأننى سأكون رئيس الوزراء وتشاوروا معى فى الأسماء المطروحة للوزارات المختلفة وأخذت العهد من سيادة المرشد.. قلت: إذن أنت إخوانى ياباشا.. قال: نعم أنا من الإخوان المسلمين لكنى لا يجب أن أصرح بذلك وهذا سر بينى وبينك ياسطوطة.. قلت: لكنك كنت ضمن أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل.. قال: نحن فى الجماعة كنا نطلق بعض الأشخاص للتعامل مع أعضاء الحزب المنحل والانخراط بينهم وإظهار الانتماء لهم ليطمئنوا لنا وبذلك نعرف ما يدور فى كواليسهم.. أما بعد الثورة ووصولنا للحكم فلا يجب أيضاً أن نعلن أننا من الإخوان. وأنا شخصية وطنية خارج التصينف الحزبي.. قلت: يعنى ملعوبة ياباشا؟!.. قال: كلنا فى الحكومة والرئاسة نعمل خلف الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة .. قلت: وما هى أول أهدافكم فى الحكومة؟!.. قال: تنفيذ برنامج المائة يوم الذى أطلقه الرئيس محمد مرسي.. قلت: لكننى أعلم أن الحكومة ليست كلها من الإخوان فبعضهم من التيارات الأخرى والبعض الآخر من الوزراء التكنوقراط المتخصصين.. قال: ثلث الوزراء من الإخوان والثلث الآخر من التيارات الأخرى والذين لا قلق منهم على الإخوان والثلث المتبقى وهو من تصفينهم بالتكنوقراط جميعهم أبناؤنا ولهم أصول إخوانية لكن المجتمع لا يعلم عنهم ذلك ولا نريده أن يعلم ياسطوطة.. يعنى إياك أن تفصحى عن هذه المعلومات فأنا أتحاور معك كصديقة وليس كصحفية فأنت الآن علمت أن ثلثى الحكومة من الإخوان والثلث الآخر من أصدقائهم.... قلت: سرك فى بير يادكتور وأطمئن فنحن لا نفشر فى شهر رمضان.. قال: يموت الزمار وصوابعه بتلعب ياسطوطة.. قلت: لا تقلق لأننا سندعمك فى درب الفشارين وسنقف بجوار حكومتك.. قال: ياريت ياسطوطة.. قلت: لكن قل لي: هل ستكون لك صلاحيات كاملة؟.. قال: طبعاً أنا معى كل الصلاحيات لأن معى الرئيس محمد مرسى والرئيس معه جميع الصلاحيات لأنه يعمل خلف المرشد العام صاحب الصلاحيات الكاملة ياسطوطة.. قلت: إذن الحكومة الجديدة ستنفذ برنامج النهضة الإخواني.. قال: بالتأكيد ياسطوطة فالبرنامج جاهز وآلية تنفيذه جاهزة.. قلت: لكن هذا يحتاج وقتاً كى يطرح على الوزراء الجدد ويستوعبونه قبل تنفيذه.. قال: لا تقلقى فهناك حكومة ظل داخل حزب الحرية والعدالة هى المنوطة بتدريب الوزراء الجدد على البرنامج وكيفية تنفيذه.. قلت: إذن هؤلاء الوزراء المعلن عنهم مجرد صورة أمام المجتمع وأداة لوزراء الظل؟!.. قال: هو كذلك كما تقولين عدا وزرائنا من الحرية والعدالة فهم على دراية بالبرنامج.. قلت: وهل ستقبلون بالدولة المدنية؟.. قال: مصر بلد مسلم والمرشد هو إمام المسلمين.. قلت: وهل يقبل المجلس العسكرى بذلك؟.. قال: المصلحة واحدة ياسطوطة فأبناؤنا فى القوات المسلحة يمثلون الصف الثانى بعد قادة المجلس الحاليين.. يعنى المسألة مسألة وقت للتصفية ليس أكثر.. قلت: وهل ستقبل أمريكا وإسرائيل ذلك؟.. قال: أمريكا لا يهمها سوى مصلحتها وكذلك إسرائيل ونحن لا ننوى الوقوف ضد تلك المصالح حتى لا نصطدم بهم.. فكل الأمور متفق عليها مسبقاًَ معهم ولديهم تطمينات قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة لذلك دعموا مرسى رئيساً ياسطوطة.. قلت: واضح أنكم رتبتم كل شىء ونحن آخر من يعلم.. وماذا عن القوى الوطنية التى أصبحت معارضة لكم الآن؟.. قال: هذه أيضاً مسألة وقت وسيتم فتح ملفات كفيلة بإسكات كل الأصوات المعارضة للإخوان فى الفترة القادمة لكن هذا ليس للنشر ياسطوطة.. قلت: ما تقلقش ياريس دا أنت طلعت داهية سياسية على غير المتوقع فالجميع ينظر إليك على أنك صغير السن ومغمور ولم يعرفك الناس بعد.. قال: وهذا هو ما أراده سيادة المرشد لنبدأ على مياه بيضاء بوجوه جديدة لا يعلم أحد عنها أى شىء.. المهم لا تحرمينا من دعائك ودعمك أنت وزملائك فى درب الفشارين.. قلت: إطمئن يادكتور وكأنك لم تقل لى أى شىء وسرك فى بير أيها الإخوانى الجميل صاحب اللحية الجميلة.. وهنا سلمت على رئيس الحكومة مودعة إياه لأنقل لكم هذا الحوار داعية ربى أن يتقبل صيامى.. آمين يارب العالمين.