غيروا شكل المدرجات وأبهروا العالم بدخلاتهم تخطوا كل الخطوط فأصبحوا دولة داخل الدولة منذ ظهور مجموعات الألتراس في مصر في 13 أبريل عام 2007 وهى مثار جدل كبير بين متابعي الرياضة المصرية واختلف الكثيرون حول جدوى وجود تلك الروابط خاصة مع الأحداث التي كانت فيها شريكا أساسيا وخلال الأيام الماضية شن الكثيرون هجوما كبيرا على الألتراس فيما دافع الكثيرون عنه وهو ما دفع «فيتو » لتقديم كشف حساب الألتراس منذ ظهوره للمرة الأولى في مصر وحتى الآن . في البداية قبل أن ندخل في رصد تاريخ الألتراس يجب أن نعرف أولا معنى كلمة ألتراس, فهي كلمة لاتينية وتعنى الشيء الفائق للعادة ومن الممكن ان نطلق على المشجع المنتمى للألتراس انه مشجع فائق للعادة فى كل تصرفاته فى المدرج وفى خارج المدرج أيضا. وبدأت حركة الألتراس فى العالم فى الستينيات فى أمريكا اللاتينية وانطلقت إلى ايطاليا ومنها إلى أوروبا ثم الشرق الأوسط إلى أن وصلت إلى مصر قادمة من تونس والمغرب وأول جروب ألتراس فى مصر تم تأسيسه هو ألتراس اهلاوى فى 13 / 4/ 2007 وبعدها بشهرين تم تأسيس ( الوايت نايتس ) زملكاوى. الفكرة فى بدايتها لاقت هجوما شديدا بسبب عدم معرفة اغلب الشعب المصرى بجروبات الألتراس وما هي مبادئه وعقليته وبسبب عدم ظهور أفراد الألتراس فى الإعلام وهذا من اهم مبادئهم وعقليتهم المختلفة عن الكثير من الجروبات كثرت عليهم الأقاويل وقيل عنهم إنهم كفرة وانهم عبدة شيطان وانهم يتاجرون فى المخدرات ولكنهم مع مرور الوقت ظهروا للجميع بصورة مغايرة تماما لما كان يقال ويطلق عليهم. ويعتبر جروب اهلاوى وجروب الوايت نايتس حاليا من اقوى جروبات الألتراس فى العالم وهذا التصنيف يستحق منا ان نرفع لهم القبعة على وجودهم فى هذه المرتبة ومناطحتهم لجروبات ألتراس عالمية لها باع طويل فى المدرج وأسست قبل 20 و25 سنة, فعمر الربطتين فى مصر لا يتعدى خمس سنوات. وللألتراس العديد من المواقف الرائعة خلال السنوات الماضية, ففى الوقت الذى ظهر فيه الالتراس كان اغلب النقاد الرياضيين والمدربين واللاعبين يطالبون الجماهير بالتوقف عن الغناء قبل المباراة لأنهم يتوقفون عن التشجيع خلال المباراة دون مؤازرة اللاعبين وهذا ما قام به افراد الألتراس الذى من اهم مبادئه الأساسية هو تشجيع الفريق الذي ينتمى إليه طوال «التسعين دقيقة» . ومما يحسب لهم أيضا السفر وراء النادى الذى ينتمون اليه فى اى مكان يذهب اليه لتشجيعه سواء كان سفرا داخليا او خارجيا, فالالتراس اهلاوى وراء فريقه فى كل مكان فرأيناه بتونس وفى الكاميرون وزامبيا وجنوب افريقيا, وكذلك جروب الوايت نايتس حيث سافر وراء فريقه كثيرا . وأروع ما قدمه الألتراس هو الدخلات المبهرة فى بداية المباريات ومنها بعض الدخلات التى ابهرت العالم وليس الشعب المصرى كدخلة نسر نادى الوطنية التى قام بتنفيذها الألتراس الاهلاوى فى مباراة سوبر سبورت الجنوب افريقى فى دورى ابطال إفريقيا والتى حازت على لقب افضل دخلة فى العالم فى شهر مارس 2011 وهذا على موقع التراس تيفو وهو من اهم المواقع لجروبات الاولترا فى العالم وكذلك كانت دخلة مباراة اتليتكو مدريد مع الوايت نايتس فى الاحتفال بالمئوية. ولعل ظهور الألتراس كان سببا فى القضاء على «الهتيفة» بلغة جمهور الكرة وهم مجموعة من المبتزين للاعبين بسيطرتهم على المدرج ويقومون بطلب مبالغ مالية من اللاعبين والاجهزة وإلا نالوا أبشع الشتائم والألفاظ والهجوم الضارى عليهم. كما ميز الألتراس لفترة طويلة ابتعاده عن أى تيار سياسى او دينى حيث إن من اهم مبادئهم ابتعاد الجروبات عن السياسة والدين وكل فرد حر فى اختيار نشاطه السياسى وكل فرد حر فى اعتقاده الدينى وكذلك الاعتماد على التمويل الذاتى من خلال الاشتراك الشهرى لافراد الجروب ومن خلال المنتجات المقدمة للاعضاء كالتيشيرت الخاص بالجروب وكوفية الجروب وبعض المنتجات الاخرى التى تقوم بعض الجروبات ببيعها وعدم اخذ مبالغ مالية من اى فرد خارج الجروب ولا يتلقون المساعدات من اى جهة ولا حتى من ادارة ناديهم . ويتميز أفراد الألتراس بالحب المتبادل الشديد بينهم حيث انهم يعتبرون عضو الجروب أخا لهم وكلهم اخوة كما يطلق جروب الوايت نايتس ( أخوة فى الدم ) وكذلك عدم بحثهم عن الشهرة والظهور الاعلامى. ورغم كل ما سبق فإن للألتراس سلبيات كثيرة, منها تدخلهم فى الفترة الاخيرة فى قرارات مجالس ادارتهم وهجومهم الاخير على لاعبيهم وان تعددت الاسباب للهجوم, فجروب التراس اهلاوى هاجم لاعبيه ومجلس ادارته بسبب تخاذلهم على حد قولهم فى الوقوف بجوارهم فى قضية الشهداء وجروب الوايت نايتس بسبب تخاذل لاعبيهم فى المباريات وبحث لاعبيهم عن حقوقهم بدون مساعدة النادى فى تحقيق ولو بطولة. كما يؤخذ على الالتراس كرههم للجروبات الاخرى للاندية المنافسة ووجود حالة احتقان شديدة بين الجروبات تصل الى نصب الكمائن لافرد الجروبات الاخرى وتشاجرهم وسرقة التيشيرتات والمتعلقات ووصل إلى موت 74 شخصا في بورسعيد . ويؤخذ عليهم أيضا كرههم للشرطة ووجود حالة من العداء التام بسبب تعنت الداخلية معهم فى دخول مستلزمات التشجيع والشماريخ والدخلات الخاصة بهم . ولكن بنظرة عامة لظاهرة الالتراس سنجد انها فريدة من نوعها من حيث التنظيم ومن حيث النجاح التسويقى ومن حيث الشكل المبهر فى المدرج من دخلات وانترو واغان مميزة يتميزون بها عن باقى روابط التشجيع العادية وحبهم اللا محدود للفريق الذى ينتمون اليه, وانكارهم لذاتهم, فمصلحة الجروب فوق مصلحتهم الشخصية واذا امعنا النظر سنجد انفسنا امام شباب جعلوا من أنفسهم قوة بحبهم لبعضهم البعض وبحبهم لناديهم وبحبهم للجروب الذى ينتمون اليه وستجد نفسك امام عقلية واحدة لكل الجروبات الموجودة فى مصر أو خارجها لانهم يحترمون هذه العقلية ويطبقونها بكل تفاصيلها فتجد ان نفس عقلية ألتراس اهلاوى هي نفس عقلية الوايت نايتس الزملكاوى هي نفس عقلية اليلو دراجونز الاسماعلاوى وكل جروبات الألتراس فى مصر.