لا يختلف اثنان فى مصر على دور حركة الألتراس فى تجديد دماء التشجيع، ونقله من الطريقة الكلاسيكية إلى طريقة أكثر حماسا.. هؤلاء الجماهير يزلزلون الاستاد من تحت أقدام اللاعبين ويدفعونهم دفعا نحو النصر ولا شىء غيره، ولكن جروبات الألتراس انحرفت عن مسارها الطبيعى، وفقدت جزءا من عقليتها واستجابت إلى شهوة التقليد دون وعى.. وكانت النتيجة هى اكتساء الملاعب الخضراء بالدماء. فى هذا الانفراد ل«روزاليوسف» تحدث إلينا عضوان من الألتراس نستطيع أن نطلق لقب «إصلاحيين» عليهما.. تحليا بشجاعة الاعتراف بأخطائهما فى الماضى، وحددا ملامح المرحلة المقبلة فى عمر حركة الألتراس. على أيمن - ألتراس أهلاوى «UA07»:
الألتراس جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب.. هم المصريون بكل أشكالهم وانتماءاتهم المختلفة.. يجب أن يتم التعامل معنا على هذا الأساس، ويجب أن تبقى الأهداف التى نشأ من أجلها الألتراس رمزا لا يمس. التغيير الجذرى الذى كنا نأمل أن نراه فى الحركة بعد سنوات من الانحراف عن العقلية الألتراسية لم يحدث كما كنا نتمنى بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة، ولكن الله قدر لنا مذبحة بورسعيد التى فقدنا فيها إخواننا، وكان لابد أن يستفيق الجميع من غفوتهم ومن هنا كانت بداية انطلاق قطار التغيير الذى انطلق فى مساره ولن يجرؤ أحد على إيقافه بشروط: أولا: تعديل مسار حركة الألتراس فى مصر لن يتم إلا بمساعدة المجتمع،
وعدم إقحام الألتراس فى الصراعات السياسية البعيدة كل البعد عن عقليتنا، مع الاحتفاظ بحق كل فرد ألتراس كمواطن فى ممارسة حقوق المواطنة وفقا لرؤيته الشخصية، الألتراس خلق ليكون رياضيا.. وجود علم أو ليزر أو شمروخ لا يعنى أن الألتراس كجروب موجود خاصة أن تلك الأدوات باتت متاحة فى يد الجميع. ثانيا: العمل جاهدين على ترسيخ مبادئ العقلية داخل الأعضاء وأبرزها أن الجروب خلق لخدمة النادى وإعلاء اسم الكيان ولا يجب أن يستغل بشكل شخصى. ثالثا: الكف والبعد عن كل أساليب العنف التى اتبعناها من قبل وكانت سبباً رئيسياً فى المذبحة، فوظيفة الألتراس هى التشجيع بعيدا عن التعصب مع الاحتفاظ بمبدأ الدفاع عن النفس. رابعا: دعوة أوجهها إلى أبناء حركة الألتراس فى مصر: «تعالوا نفتح صفحة جديدة وننسى الماضى الأسود، تعالوا نوقف حمامات الدم، تعالوا نخلى مصلحة الوطن قدام أعيننا، تعالوا ننقل المنافسة الشرسة بيننا جوة المدرج وبس، مع احتفاظ كل مجموعة بأفكارها المميزة ليها، تعالوا نخلى المنافسة شريفة وتكون فى النهاية لصالح اسم حركة الألتراس المصرية». سادسا: كلمة القضاء المصرى فى إنصاف أكثر من 75 أسرة مدمرة هى الأساس لاستكمال ثورة التصحيح داخل الألتراس. لن نتنازل عن القصاص فثورة التصحيح تبدأ بالحق أولا.. والمجد للشهداء. مصطفى ربيع - ألتراس زملكاوى WHITE KNIGHTS:
كانت صراعات الألتراس فى مصر صراعات دموية.. حرق وتشويه وربما قتل!، وكان من المستحيل سابقا أن تتحدث عن إيقاف هذا العنف بين شباب الألتراس وخاصة الأعضاء الصغار سنا 12: 18 عاما، الأعداد تضخمت بشكل رهيب والقيادات فقدت السيطرة وكنت أعتصر ألما وأنا أشاهد أطفالا كل ما يتمنونه ويسعون إليه، كيفية الحصول على تيشيرت المجموعة مهما كانت التضحيات. كنت أتحدث كثيرا لكن شهوة العنف صمت الآذان، كانوا يتهموننى بأنى لست فرد ألتراس حقيقياً، وهم فى الحقيقة لديهم خلط كبير بين ثقافة الألتراس التى لا تتبنى العنف وثقافة الهوليجانز التى اخترعت العنف كنا ابتعدنا كثيرا عن العقلية الصحيحة للألتراس وكنا نخوض المعارك فى بعض الأحيان فقط من أجل استعراض القوة وإثبات الذات وليس حبا فى الكيان «النادى الذى ننتمى إليه».
كلنا مذنبون.. كلنا مسئولون عن مجزرة بورسعيد وشهدائها.. لأن جروبات العاصمة فى الألتراس هى الأقدم وهى التى صدرت تلك الثقافة المنحرفة.
الأمل مازال مطروحا فى إيقاف العنف فهناك الكثير من شباب الألتراس غير قانعين بما وصلنا إليه.
وأعتقد أن هدنة الوايت نايتس وألتراس أهلاوى بداية مبشرة للغاية للإصلاح وإن كان هناك قطاع عريض داخل الجروبين غير راض عن الهدنة ويحاولون إفسادها.
التكاتف والاتحاد هو الطريق الأمثل لعودة الحركة إلى مسارها الطبيعى يجب أن نبقى يدا واحدة للقضاء على الفساد فى بلدنا الحبيب مصر، وكلى ثقة أن شمس الحرية ستشرق من جديد.