د. محمد مرسي رئيس الجمهورية أصبح رئيسا لكل المصريين، الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه، ورغم أني لم انتخب د. مرسي، لكني سعيد أن مد الله في عمري حتى أشاهد هذه اللحظة، التى أصبح لنا فيها رئيسٌ مدنيٌ بانتخاباتٍ حرةٍ ونزيهة. د. مرسي أصبح رمزا لمصر وللمصريين، لذلك فأنا لا أوافق على إهانته أو التقليل من شأنه،بعد الثورة زالت الحواجز والالقاب، ولم يعد هناك احترامٌ لكبيرٍ أو وزير, ولم يبق لنا إلا منصب رئيس الجمهورية، يجب أن نحافظ عليه، ووجب علينا احترامه كمواطنين ووسائل اعلام، واحترامنا له يفرض على العالم احترامه, واحترام الرئيس لا يتعارض مع الاختلاف معه ومعارضته في سياسيته اذا أخطأ، أو لم يقم بالوفاء بوعوده أو برنامجه الانتخابي، واذا كنت أطالب باحترام الرئيس المنصب والشخص فإني أخاف عليه من التأليه أو الفرعنة، فنحن شعب بارع في صناعة الفرعون. الرجل متواضع.. ويريد أن يستمر كذلك.. ولكننا نرفض, الرجل يريد أن تبتعد أسرته عن الأضواء ، ولكن وسائل الإعلام تصمم على تتبعها في كل كبيرة وصغيرة، الرجل يريد إلغاء المواكب والتشريفات ونحن نرفض, الرجل يطالب بعدم وضع صوره فى الوزارات والمؤسسات، وعدم نشر إعلانات تهاني مدفوعة الأجر ونحن ننشر. الاسبوع الماضي وبعد اعلان فوز د. مرسي صدرت تعليمات في بعض وسائل الاعلام الرسمية بعدم استضافة من يهاجمون جماعة الاخوان المسلمين، ولا اعتقد ان احدا من الاخوان طلب ذلك، ولكنه تطوُّع من المنافقين حتى يحافظوا على كراسيهم، باختصار شديد الرجل يريد أن يكون "موسى" ونحن نطالبه أن يكون "فرعون" وبما أن النفس أمّارة بالسوء - إلا من رحم ربي - فإنني أخاف على الرجل تحت هذه الاغراءات الشديدة أن يتغير ويصبح ديكتاتورا بفضل كهنة المعبد والمحيطين به. حينما تولى حسني مبارك قال "الكفن ليس له جيوب".. وبعد أربع سنوات فقط من حكمه سمعت كاتبا ومؤرخا كبيرا يقول له: إنجازاتك اعظم من الرئيسين عبدالناصر والسادات, نحن اسهمنا في فرعنة وتأليه مبارك، وأتمنى ألا نفعل ذلك مع د. مرسي وأتمنى أن يتصدى د. مرسي لكل محاولات تأليهه, ويتذكر أن حكمة ربنا سبحانه وتعالى أن يتم حل مجلس الشعب ، ويتقرر حلف اليمين في المحكمة الدستورية العليا وأن يمرض أو يتمارض مبارك فيتم نقله من سجن طره الى مستشفى المعادي للقوات المسلحة، حتى تكون عشرة أمتار فقط هي الفاصلة بين الغرفة التي يحلف فيها د. مرسي اليمين كرئيس للجمهورية، وبين الغرفة التي يسجن فيها رئيس الجمهورية السابق في مستشفى المعادي، وأن يخرج هو من السجن لكي يحكم مصر والذي كان يحكم مصر يدخل السجن,هذا تدبير إلهي لم يتدخل فيه بشر. نتمنى أن يكون مبارك هو الفرعون الأخير،وأن يكون د. مرسي هو أول حاكم مصري يترك الحكم بعد أربع أو ثماني سنوات وهو معزز مكرم، التركة ثقيلة وفاسدة ولن يستطيع الرئيس حملها وحده، يجب أن نساعده ونتمنى له التوفيق فى خدمة مصر وشعبها لتحقيق النهضة التي ننشدها. وختاما أدعو للدكتور مرسي أن يقيه الله شر نفسه وشر المنافقين اللهم آمين... وإن شاء الله مصر بكرة أفضل.