قبل العاشرة مساء بربع ساعة كاملة أمر المعلم دنجل صبيه رجب أستيكة بأن يكف عن تلقى طلبات جديدة للزبائن، وألا «ينزل» أية مشاريب لأى من الجالسين، وهو الأمر الذي استرعى انتباه عبده المهللاتى، فسأل عن السبب ليقول صاحب المقهى إنه بدأ التدرب على قرار الحكومة بإغلاق المحال مبكرا، بداعى ترشيد الطاقة, فدار سجال بين صاحبنا وعدوه الودود سيكا المقللاتى. عبده المهللاتى: والله «برافو» يا قنديل, ضربة معلم بصحيح.. سيكا المقللاتى: قنديل مين؟ عبده المهللاتى: رئيس الحكومة هو فيه غيره؟ سيكا المقللاتى: ودا ليه إن شاء الله؟ عبده المقللاتى: لأن القرار ده هيخلى الناس تنام بدرى وتصحى بدرى وعجلة الإنتاج تدور والاقتصاد ينتعش ويبقى فيه فلوس ودهب وألماظ وياقوت.. سيكا المقللاتى مقاطعا: يا خى ده دا تقولش مغارة على بابا! عبده المهللاتى: واكتر وحياتك, وبكرة تشوف مصر دى هتبقى جنة, والخير هيبقى فيها للركب, وساعتها هيبقى عندنا فائض نشترى بيه سلاح نووى، ونحارب إسرائيل وترجع القدس عربية, وتبقى عاصمة الخلافة الإسلامية. دنجل: الله أكبر, ينصر دينك يا مهللاتى أفندى, وبعدين؟ عبده المهللاتى: وبعدين يا سيدى يبقى فيه جيش عربى قوى، ونعلن الحرب على امريكا ونهزمهم ونعلن الفتح الإسلامى للولايات المتحدة, وناخد هوليوود، وياإما الممثلين يربوا دقونهم والممثلات يتنقبوا، أو نقطع عيشهم، ونجيب بدالهم ممثلين ملتزمين من عندنا. هنا اخذ المقللاتى يضحك حتى كاد يستلقي على قفاه, فأخذ يتمرمغ فى الأرض والجميع ينظرون إليه باندهاش، وهو ما دفع المعلم دنجل لأن يسأله عن سر قهقهته هذه. سيكا المقللاتى: أصلى تخيلت أنجيلينا جولى وهى منقبة، ولا براد بيت وهو لابس جلابية بيضا قصيرة وماسك سبحة فى إيده.. عبده المهللاتى: بتضحك.. طيب اضحك.. سيكا المقللاتى: هتعمل فيها حماقى؟!.. بص بقى الحقيقة ان قرار قفل المحلات بدرى أكبر كارثة هتقع على مصر. دنجل: يا دهوتى.. ليه يا مقللاتى افندى؟ سيكا المقللاتى: اقولك يا سيدى , ولا سيدك إلا أنا, الناس لما تروح بدرى هيبقى قدامهم فرصة يقعدوا مع «مداماتهم» وأنت عارف الشيطان شاطر، ونص كباب مع كبايتين مية طرشى يعملوا عمايل ولا الفياجرا, وساعتها الخلفة هتبقى للركب، وبدل مااحنا 85 مليون هنبقى نص مليار نفس بالصلاة على النبى. عبده المهللاتى: أهو انتو كده دايما, تضللوا الناس وخلاص. سيكا المقللاتى: يا عم صلى.. أنت وأمثالك هما اللى هيودونا فى داهية, وبس خلاص أنا ماشى.. سلامو عليكو.