«مصر وطن لنا جميعا مسلمون ومسيحيون، لا فرق بيننا فى الحقوق والواجبات ،لكوننا نسيجا واحدا سداه ولحمته تجمعنا, ولا تفرقنا ,ولا يحق لأحد ان يكون وصيا أو قيما على المسيحيين، بعدما أعطى لهم الأسلام حرية معتقداتهم الدينية، ولم يشعروا فى كنفه بالاضطهاد طوال 1400 عاما مرت على العيش المشترك بيننا» .. هكذا تحدث الداعية الإسلامى الشيخ يوسف البدرى ل«فيتو»..مؤكدا أن الإسلام عندما سطع نوره على العالمين، جاء حاملا فى طياته الإيمان بكل الأنبياء ,والرسل. لذا فإن المسلمين – كما يقول البدرى - فى مصر مأمورون شرعا بحسن معاملة غيرهم، حتى يعيشوا معهم فى إطار من الحب والمودة، مصداقا لقوله تعالى « لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين».. عائدا الى التاريخ , يستشهد البدرى بأن المسلمين عندما جاءوا الى مصر لم يكن للأقباط كنيسة واحدة لهم، بعدما منعهم الرومان الكاثوليك من بناء دور للعبادة, لكن عمرو بن العاص بنى لهم اول كنيسة , ونزل البابا من الجبل بعد أن كان يعيش وكل القساوسة فى أديرة اعلى الجبال , وفى عهد عبد الملك بن مروان بنيت كنيسة الإسكندرية هى مقر البابوية الأرثوذوكسية لتسطر هذه المعانى بعضا من سماحة الإسلام التى لا تنضب. البدرى مضيفا:وهذا أقوى دليل على أن المسيحيين لم يشعروا بأضطهاد طوال 14 قرن من الزمان بل أن القبطى الذى ضربه أبن عمروبن العاص أخذ الدرة ,وضرب بها ابن العاص وذلك فى موسم الحج , بأمر من الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه . الشيخ البدرى يرى ان أقباط المهجرهم الذين يريدون ان يفرقوا بين أبناء الوطن الواحد , مضيفا بانهم لن ينجحوا بعدما أصبحت لحمة هذا الوطن عصية على الاختراق. وينفى الشيخ البدرى أن تكون هناك شعائر أو تعاليم فى الإسلام تؤذن باضطهاد المسلمين لغيرهم، بل قال صلى الله عليه وسلم « من آذي ذميا فقد آذانى , ومن آذانى فقد آذي الله» ..موضحا ان كلمة ذمى طيبة وإن أساءوا استخدامها ,ومعناها انه فى ذمة الله ورسوله، ولا يجوز أبد ان يظلموا أو تغتصب حقوقهم، وفى هذا يؤكد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه ما لا يطيق أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة» ومعنى هذا ان النبى يأخذ بيد غير المسلم الذمى ويد المسلم الظالم , ويقول «يارب هذا المسلم ظلم هذا الذمى فخذ بحق هذا الذمى من هذا المسلم » . ولايخفى الشيخ البدرى ان الاسلام جاء بالمساواة والعدالة وحرية الاعتقاد فى قوله تعالى «لكم دينكم ولى دين » وقوله عزوجل « فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» .. واسترجع ذكرياته مع البابا الراحل شنودة وأنه كان على صلة حسنة به وما أرسل إليه طلبا إلا لباه, موضحاً مدللا بمشكلة لطالب فى إحدى الجامعات ,وذهب معه من أجل انصافه ورده الى الجامعة بعد ان فصلوه منها أصبح الأمر مستعصيا والحل يكمن فى ضرورة تدخل قداسة البابا شنودة بنفسه بعدما عجز والده عن الوصول الى قداسته, مضيفا: أرسلت رسالة فحملها شاكرا، ودعا أحد اللواءات النصارى وأمره أن يذهب بناء على طلبى ،موفدا من البابا الى أمين عام الجامعة ,واستجابت الجامعة للطالب، وأرسل لى يقول «لبينا رغبتك», كما أننى على اتصال دائم بالأنبا بسنتى بطريرك المعصرة، ليكشف هذا عن التواصل المستمر بين المصريين جميعا بغض النظر عن المسلم وغير المسلم فهذه هى مصر المحفوظة دائما. البدرى مستكملا: كما تظهر فى رمضان ملامح القواسم المشتركة التى لا تنقطع على مدار الزمان بين المسلمين والمسيحيين وهو ما يكشف عنه حضورى الإفطار الذى تقيمه جمعية الشبان المسلمين والمسيحيين معا بحضور نسيج الأمة فى ملحمة واحدة تقطع الطريق على من يحاول أن يدس الفتنة بين هذا الشعب القابض على وحدته الوطنية ولن يتركها ما حيي على مدار الزمان .