حتي الآن تسيطر علي حالة من الاندهاش ممن اشار علي هؤلاء الذين تورطوا في إحراق جزء من تاريخ مصر، ممثلا في اتحاد الكرة الذي كان يحمل في جنباته تاريخا عريقا لكرة القدم المصرية، حيث يعتبرأقدم اتحاد في افريقيا، وكم كان الموقف مؤلما، عندما تنظر إلي مقر الاتحاد ..لا أعرف من الذي دفع الألتراس للمشاركة في حرق اتحاد الكرة ؟ فاتحاد الكرة لم يواجه اتهاما واحدا في أحداث بورسعيد، ولم يحال مسئول منه الي المحكمة باي تهمة من التهم ..ولم يقرر مسئولوه عودة النشاط إلا بعد ان اصدر القاضي قراره بإعدام 21 شخصا من المتهمين وبعد موافقة الالتراس نفسه، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل كانت المبادرة الكبري بتخصيص دخل مباراة مصر وقطر يوم 28 ديسمبر الماضي لصالح شهداء بورسعيد، وبلغ ايراد المباراة 700 الف دولار، وحصلت اسرة كل شهيد علي 40 الف جنيه مصري، تم صرفها الاسبوع الماضي من النادي الاهلي، وعقد جمال علام رئيس اتحاد الكرة اكثر من اجتماع مع قادة الالتراس واهالي الشهداء واكد لهم ان كل طلباتهم مجابة، بل إن اتحاد الكرة دائما ما كان حريصا علي ان تكون علاقته طيبة بالالتراس ..كل هذه الوقائع سردتها قبل ان اعود الي السؤال ..لماذا إحراق اتحاد الكرة؟ اذا قلنا ان حريق نادي الشرطة بالجزيرة للانتقام من الداخليه فما ذنب الجبلاية؟ اعتقد ان اي تحقيق هادئ وتحريات جادة ستثبت ان الحريق لم يكن قضاء وقدرا وإنما حرق مع سبق الإصرار والترصد، وان هناك من كان مشغولا باشعال اي حريق للاستفادة منه في جوانب سياسية ..اعتقد ان التحريات لو تمت بحيادية ستشير اصابع الاتهام للمتهم الحقيقي الذي سعي للاستفادة من هذا الحريق ..واعتقد ايضا ان ما حدث في الايام الماضية درس قاس لمجموعات الالتراس خاصة أن الجميع كان يحسدها علي اشياء كثيرة تفتقدها القوى السياسية الموجودة في الشارع وعليها ان تعي انها تتعرض لمحاولة تشويه امام الرأي العام وإظهارهم كمجموعة بلطجية يعيثون في الارض فسادا ..عليهم ان يتيقنوا أنهم اصبحوا مستهدفين من كثيرين، وربما سيتم إباحة دمائهم إن لم يستيقظوا في اقرب فرصة ..اتمني ان يكون الالتراس اول من يشارك في بناء اتحاد الكرة وان يغيروا صورة الناس عنهم، لأنهم مجموعة شباب محترمين رغم كل ماحدث، وهذه وجهة نظري فيهم ..ولنا عودة