لم أفاجأ مثل الكثيرين بما فعله بعض شباب الالتراس الاهلاوي باقتحام واحراق مقر اتحاد الكرة ونادي الشرطة بالجزيرة الأسبوع الماضي, وطالما حذرت علي مدي العامين الماضيين, وربما أكثر من تنامي قوة وعنف مثل هذه المجموعات الدخيلة علي المجتمع التي انحرفت بالتشجيع الرياضي عن المسار الصحيح واصبحت تهدد باحراق الاخضر واليابس.. بل احراق مصر. للاسف الشديد كان عند كل واقعة في السابق وهي عديدة يخرج علينا المسئولون بالاندية للدفاع عنهم ويبذلون المحاولات المستمرة لاخراجهم وصرفهم من اقسام الشرطة أو سرايا النيابة بعد القبض عليهم بالضمان الشخصي وعلي مسئوليتهم بوازع الحرص علي مستقبلهم.! ولا يخفي علي الجميع أن بعض اعضاء مجالس الإدارات بالاندية كانوا علي علاقات وثيقة بهم ويمولونهم ويدعمونهم ماليا ومعنويا بل كانوا يستخدمونهم للضغط علي اتحاد الكرة والحكام والمنافسين الآخرين حتي اصبحوا مجموعات وجماعات بل تنظيمات يصعب السيطرة عليها, لينطبق عليهم المثل القائل من حضر العفريت لم يعد يستطيع ولا حتي يعرف الآن كيف يصرفه؟!لقد شاهدناهم يحرقون اتحاد الكرة ثم قبل يومين شهدنا الاعتداء علي محكمة بالمنوفية وبالأمس يتظاهرون امام مكتب النائب العام.. ولا حس ولا خبر! حادث استاد بورسعيد لم يكن الأول ولن يكون الأخير, فالمقبل أسوأ واخطر, بعد أن تغلبت وتأصلت رغبة الانتقام عند الكثير منهم في ظل عملية الاستقطاب واستخدامهم من بعض القوي السياسية ولا نملك سوي أن نقول ربنا يستر علي مصر ما لم يكن هناك تدخل وتحرك حاسم وسريع من كل اجهزة الدولة. لقد مضي أكثر من أسبوع علي واقعة إحراق مبني اتحاد الكرة بالجبلاية ولم يقدم أي من المتهمين للنيابة, بل المؤسف حقا أن تلحظ عبر وسائل الإعلام حملة منظمة لتبرئة الالتراس من الواقعة علي الرغم من وجود العديد من شهود العيان.. والواقعة مسجلة صوتا وصورة.! بل المدهش أن نجد شهود العيان من مسئولي وموظفي الجبلاية يتعاملون مع الواقعة بمنطق النعام يدفنون رءوسهم في الرمال لرفض الحديث عن اتهام الالتراس, بل يحاولون تبرئتهم بتأكيد أن من قاموا بهذا العمل ليسوا من الالتراس وكأن الالتراس ليسوا بشرا مثلنا لكنهم من كوكب آخر حسب رأي السادة نعام الجبلاية, بعد أن تحولوا بقدرة قادر إلي شاهد ما شفش حاجة أشبه بشخصية سرحان عبدالبصير التي جسدها الفنان عادل إمام في المسرحية الشهيرة ولا اعلم هل ذلك كان خوفا من تهديدات الالتراس أم هو التزام بالاتفاق مع وزير الرياضة الذي التزم هو الآخر الصمت وعدم احراجه مقابل تحمل الوزارة عملية ترميم وإعمار اتحاد الكرة بشرط عدم الزج بالالتراس في القضة!! رئيس الاتحاد واثنين من الاعضاء كانوا بالمغرب في اثناء واقعة الحريق ولم يقطعوا المهمة للعودة للبلاد سريعا.. هل كانوا ينتظرون وقوع كارثة أكبر من ذلك حتي يقطعوا الرحلة ويعودوا فورا... مجرد سؤال بريء؟! [email protected]