Top of Form في فرع « الولاء والبراء» لكبار القادة والضباط بجهاز « مباحث أمن الدعوة », بعد ثورة 25 يناير المباركة ، اجتمع اللواء أركان علم مولانا محمد الأثري بكبار قادة الأجهزة ليلقي عليهم محاضرة مهمة,قال فيها : عدو الله الفاجر الكافر المارق من دين الله تعالى, كما يمرق السهم من الرمية ، المدعو - ولا حول ولا قوة إلا بالله - « محمد البرادعي « وحزبه الهدام المقوض لدعائم الدولة، وأركان الإيمان المسمى- زورا وبهتانا - بحزب « الدستو» ، والدستور والله ورسوله منه ومن صاحبه براء . هكذا بدأ مولانا الأثري محاضرته المهمة, تطالعه بكل انتباه مائة عين لخمسين ضابطا من خيرة ضباط مباحث أمن الدعوة الأبرار, تلمع رتبهم فوق أكتافهم ,وتعلو جباههم جميعا زبيبة الصلاة ,وتتوسط لحاهم منتصف صدورهم, وفي فم كل منهم «سواك», يداعب به أسنانه بإحدى يديه ، بينما يخلل بيده الأخرى لحيته الكثة . يكمل مولانا الأثري محاضرته قائلا : هذا البرادعي وأتباعه يعبدون من دون الله صنما عظيما يدعى الديموقراطية ,والعياذ بالله, ينهاهم عن ذكر الله ,ويأمرهم بالفحشاء والمنكر والبغي بغير الحق ,وينشرالفساد في الأرض ,والله لا يحب المفسدين ، بل ويأمرهم أن يمشي كل واحد منهم على حل شعره ,إلا البرادعي, على حل «قرعته», لأنه لا شعر له ,وهذه كرامة لا يراها سوى أهل الإيمان أمثالكم ليبين الله لنا آياته . الضباط جميعا في نفس واحد : الله أكبر والعزة للمؤمنين ولا عدوان إلا على الظالمين. أحد الضباط يسأل : هذا الرجل خطر عظيم على الأمة الإسلامية ,بل على العالم أجمع يا مولانا ,فلم لا تأمر حكومتنا الإسلامية المرسية الرشيدة بالإمساك به وإقامة حد الردة عليه ؟ بارك الله فيكم . الأثري : وهو إحنا قادرين عليه يا ابني, دا ابن جنية ، كلما أمسكنا به وهممنا بإقامة حكم الله فيه,يرن الهاتف في الإدارة أو الهاتف المحمول لأحد الضباط الممسكين به, ثم نسمع تلك الجملة البغيضة التي لا تتغير : الو ... أنا البرادعي يا أثري .. اللي عندك دا واحد من رجالتي ..خيرها في غيرها يا خفيف ، ثم يغلق في وجهنا السماعة قبل أن نتمكن منه, قاتله الله ، اللهم خلص الأمة منه ومن أمثاله, يا كريم. الضباط في نفس واحد : اللهم آمين. أحد الضباط : ولكن البرادعي معروف يا مولانا ,ومسكنه معلوم, كما أن أتباعه - بعد الموافقة على حزبهم الداعر, وفقا للقانون الكفري القديم الذي سيتغير بعد انتخابات الشعب الإسلامية بإذن الله - أصبحوا موجودين ومعلومين لنا, فلم لا نلقي القبض عليهم أجمعين, ونرميهم في غياهبات السجون جزاء لما يستحقون ,حتى نقيم عليهم حد الردة بإذن الله ؟ الأثري : عبقري ورب الكعبة ، هذا ما أمرت به بعض مرءوسيكم, وهو ما يقومون به الآن, فهم يجمعون تلك الفئران والصراصير- كما نعتهم مولانا العلامة وجدي غنيم- وهم في طريقهم إلينا الآن مكبليوالأيدي ومعصوبو الاعين ، ليلقوا منكم ما يستحقون ، كما أناشدكم ألا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة في دين الله ,إنهم أئمة الكفر الذين لا خلاق لهم, لعلهم في داهية يذهبون . الضباط في نفس واحد : الله أكبر ولله الحمد والمنة. جلبة كبيرة تسمع خارج القاعة, بينما جحافل من مباحث «أمن الدعوة» يسوقون آلافا من المواطنين المكبلين بالقيود الحديدية، وهم معصوبو الأعين, يضربونهم بوحشية ,ويلهبون ظهورهم بالكرابيج السودانية، بينما يقول قائدهم موجها كلامه لمولانا الأثري : أبشر يا مولانا ,فقد أمكنك الله من عدوك البرادعي . الأثري : الله أكبر ولله الحمد ، سُقه إلى هنا واكشف عن صلعته القميئة . يدفع قائد المجموعة بالبرادعي ,وقد حجبت رأسه بكيس أسود من أكياس الإعدام ,تمييزا له عن بقية المجموعة حتى تسهل معرفته . يكشف الأثري الكيس عن صلعة البرادعي ونظارته ووجهه الطويل المعروف ,صارخا : الله أكبر.. أخيرا ... لقد أمكن الله منك يا برادعي ومن حزبك اللعين . يطالعه البرادعي من خلف نظارته بنظرة استخفاف وضحكة استهزاء, وفجأة يرن هاتف الأثري الجوال برنين متصل لرقم مجهول ، يكفهر وجه الأثري, وترتعش أصابعه ,بينما تطالعه أعين الجميع . الأثري : أ أ ألو .... الطرف الآخر وقد ضحك ضحكة مدوية : الو ... أنا البرادعي يا أثري ... اللي عندك ده واحد من رجالتي.. تعيش وتأكل غيرها . ويغلق الخط في وجه الأثري كالمعتاد . الأثري للبرادعي المزيف بغضب شديد : حسبي الله ونعم الوكيل ..أمال انت تبقى مين ؟! البرادعي المزيف بكل برود ودون أن تفارقه ابتسامته المستهترة : أبقى الملامين .. يا خفيف .