«نعم قتلت والدى وشرعت فى قتل شقيقى.. ومستعد للعقاب وأتمنى أن يكون الإعدام مصيرى.. فالموت أهون عندى من حياة الذل والبؤس التى أعيشها».. بهذه الكلمات بدأ « إسلام» المتهم بقتل والده فى الجيزة اعترافاته أمام محقق «فيتو»، وخلالها سرد تفاصيل مذهلة حملها محضر التحقيق التالى: المحقق: اسمك.. وسنك.. وعنوانك؟ المتهم: إسلام.. 45 سنة.. مقيم فى منطقة البحر الأعظم بالجيزة. المحقق: أنت متهم بقتل والدك والشروع فى قتل شقيقك الأصغر.. فما قولك؟.. المتهم: أعترف بالجريمة. المحقق: وما تفصيلات اعترافك؟.. المتهم: الحكاية طويلة.. بدأت منذ سنوات عديدة.. وقتها كنت شاباً يافعاً قوى البنيان.. بسبب الفقر لم أكمل تعليمى، وعملت «سايس» فى أحد الجراجات.. تعرفت على ابنة صاحب العمارة التى يوجد بها الجراج واستطاعت بدهاء الأنثى أن توقعنى فى شباكها وعقدت العزم على الزواج منها رغم أنها مطلقة.. حاول والداى منعى من الارتباط بها نظرا لسوء سمعتها، ولكننى صممت على موقفى وتزوجتها رغما عنهما.. ما إن دخلت منزلنا حتى اشتعلت النيران فيه وتفاقمت المشاكل بينى وبين أبى وأمى وشقيقى الأصغر ووصل الأمر إلى حد الاعتداء عليهم بالسب والشتم أمام الناس.. لم تحتمل أمى وفارفت الحياة إثر مشاجرة بينى وبينها.. المهم أن كل هذه الخلافات انتهت بطلاق زوجتى ودخلت فى مشاكل مع عائلتها، وفى يوم وليلة وجدت نفسى مطاردا ومشردا فى الشوارع.. احترفت أعمال البلطجة والسرقة بالإكراه وألقى القبض على أكثر من مرة وتحولت إلى مسجل خطر. المحقق: اختصر.. ما تفاصيل اعترافاتك فيما يخص جريمة القتل؟ المتهم: بعد فترة من تشردى فى الشوارع تدخل بعض العقلاء وأقنعوا والدى بالموافقة على عودتى للإقامة فى المنزل ولكن فى حجرة فوق السطوح.. اعتدت تعاطى المخدرات واحتساء الخمور فى تلك الحجرة وأحيانا إحضار بعض النسوة الساقطات لممارسة الرذيلة معهن.. علم شقيقى الأصغر بالأمر وأبلغ والدى.. يوم الحادث كنت برفقة إحدى السيدات، وفوجئت بوالدى وشقيقى يقتحمان الغرفة.. ثار والدى وراح يسبنى بأبشع الشتائم واعتدى على بالضرب وطردنى من المنزل.. غلى الدم فى عروقى وأسودت الدنيا فى عينيى وتوقف عقلى عن التفكير.. ولم أشعر بنفسى إلا وأنا انهال على والدى طعنا بسكين كان بحوزتى.. سقط على الأرض وسط بركة من الدماء، لم أهتم به وحاولت أن استكمل ما كنت افعله مع السيدة.. تدخل شقيقى الأصغر ونهرنى بشدة ثم حاول إنقاذ والده فسددت له هو الآخر عدة طعنات وتركتهما وفررت هاربا. المحقق: ما شعورك الآن بعد هذه الجريمة البشعة؟ المتهم: نادم أشد الندم ولكن بما يفيد الندم الآن.. منها لله طليقتى.. دمرت حياتى ودفعتنى لعالم الجريمة وفى النهاية قتلت أقرب الناس إلىَ. ملحوظة: أجهش المتهم بالبكاء وتوقف عن الحديث لبضع دقائق. المحقق: هل تعلم أن اعترافك هذا يقودك إلى حبل المشنقة؟ المتهم: نعم أعلم.. وأرجو أن يتم إعدامى بسرعة لعلى أتطهر من بعض ذنوبى قبل أن ألقى ربى. المحقق: هل لديك أقوال أخرى؟ المتهم: لا المحقق: تمت أقواله وأقفل المحضر فى ساعته وتاريخه.