10 مراكب «تشحط» سنويًا.. و«الري» تستنجد ب«النقل» لعلاج «المناسيب» كوبرى دندرة يمثل الجسر الرئيسى لمرور السيارات بقنا، ويعبر النيل ليربط المدينة بآثار دندرة، وواحد من أطول كبارى الصعيد، ويضم مراكز الوقف وغرب قنا ونقادة ونجع حمادي، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1970، قبل أن تقصفه قوات الاحتلال الإسرائيلى عام 1971 بدعوى وجود أسلحة على ضفاف نهر النيل، ما تسبب في ثقب بين أحد ممراته، وسقطت القنبلة في مياه نهر النيل ليتم علاج الأمر. الجميع يدرك أيضا أن المرور أسفل كوبرى «دندرة» مخاطرة بمواجهة ثنائية «العطل، والغرق»ففى عام 2005، غرق صندلان في مياه النهر أحدهما لا يزال غارقًا بمجرى النيل، بعد اصطدامه بجسم الكوبري، ثم تكررت المآساة، أبريل الماضي، بغرق شحنة عبارة كانت تقل على متنها 510 أطنان فوسفات خام، ونجا البحارة الثلاثة، لتبدأ رحلة انتشال الناقلة وسيناريوهات تلوث مياه الشرب والجدل الذي دار خلال تلك الفترة عن حقيقة المادة التي كانت تقلها الناقلة. كل ما سبق، لا يمثل واحدا بالمائة من الحكايات والأساطير التي يرددها الأهالي عن المنطقة المحيطة بكوبرى دندرة، سواء من الناحية الشرقية أو الغربية، أشهرها خرافة تدعى «وجود مارد أو جنى عملاق» أسفل تلك المنطقة، يعترض طريق المارين بهذه المنطقة لتسببها في إزعاج له ولعائلته القابعة أسفل مياه النيل، في حين أن هناك العشرات من المراكب النيلية لعدد من أهالي تلك المنطقة، ولم تقع لها أي حوادث تذكر معتمدين على أنهم لا يقومون بأفعال تؤذيه هو أو أي من أفراد عائلته. رواية أخرى، تحدث عنها أهالي المنطقة ل«فيتو» وتتمثل في أن منطقة نجع "أبو شوك" شهدت منذ سنوات سابقة حادث غرق صندلين أحدهما اختفى ولم يتم انتشاله بعد، فيما أكد أحد الغطاسين أنه يشاهد «ماردا» كلما وقعت حادثة غرق ويسارعون بالبحث عن جثث الغارقين، فيجدوه يدلهم على مكان الجثة حتى يفارق منطقة النهر بسرعة، على حد قول الأهالي. من جانبه، قال محمد منصور «مهندس استشاري» إن العيوب الموجودة بالكوبرى تعود إلى مرحلة إنشائه، وتحديدًا مع تنفيذ مناسيب لمياه نهر النيل محددة لكنها تتغير بمرور الزمن والممرات تحتاج إلى دعامات أكبر من الموجودة حاليًا أسفل الكوبرى تفاديًا للحوادث. هنا رد الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى بأنه جار مخاطبة وزارة النقل لإنشاء دعامات للأعمدة الخرسانية بكوبرى دندرة العلوى لحمايتها والحفاظ على جسم الكوبري، بالإضافة إلى وضع خطة جديدة للتعامل مع الناقلات والصنادل النيلية في السياق ذاته أشار المهندس جمال الشيبانى وكيل وزارة الرى والموارد المائية بقنا إلى أنه يتم تطهير مجرى نهر النيل بشكل كامل ودوري لتفادى ارتفاع تلك الجزر، وتفادى ارتفاع منسوب مياه النيل التي تؤدى إلى اصطدام البواخر النيلية بممرات جسر دندرة العلوي. مصدر مسئول بمحافظة قنا قال ل«فيتو» إن أشد المناطق المعرضة للخطر في الوقت الحالى تلك المطلة على مجرى النهر بمحافظات الصعيد، خصوصًا محافظة قنا، لافتًا إلى إمكانية تجاوز هذا الخطر من خلال الإسراع في رفع كمية الخام الصلب من الفوسفات قبل ذوبانها في المياه. وأشار إلى أنه من المستبعد انتقال الخطورة إلى المناطق كثيفة السكان مثل محافظاتالقاهرة الكبرى نتيجة بعد المسافة بين العاصمة وموقع الحادث والذي يبتعد تقريبًا 650 كيلومترًا عنها للصندل. فيما ذكر، سيد مصطفى مسئول ملف تلوث مياه النيل بوزارة البيئة أن الناقلة الغارقة مملوكة لشركة النيل الوطنية للنقل النهرى التابعة للقوات المسلحة المصرية، وكانت تنقل خام الفوسفات من أسوان إلى أحد المصانع في منطقة "أبو زعبل" الصناعية عبر نهر النيل. اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا شدد على أنه تم الانتهاء من رفع الفوسفات من نهر النيل، مشيرًا إلى أن المياه لن تتأثر بالفوسفات، والدليل على ذلك عدم تسمم الأسماك خاصة الأسماك الصغيرة.