في محاولة لمواجهة الحرب الضروس التي يتعرض لها حزب «النور» من رجال خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان, داخل الهيئة الشرعية للإصلاح، والذي استطاع بدوره تجنيد عدد من شيوخ السلفية ، لمهاجمة حزب النور وتوجهاته الأخيرة، فقد اتجه عدد من قيادات المجلس الرئاسي داخل الحزب السلفي، بجانب عدد آخر من مجلس إدارة الدعوة السلفية، التي يعد النور الذراع السياسية لها، إلي مد جسور التعاون والتنسيق مع القوي والأحزاب المدنية، باعتبار أن معركتهم واحدة، وهي منع الإخوان من السيطرة علي مفاصل الدولة، والانفراد بالحكم، وإقصاء جميع المعارضين. هذا التوجه أراد البعض من داخل «النور» والدعوة السلفية، أن يبلوره في صورة تحالف انتخابي واسع مع عدد من الأحزاب المدنية، بجانب ترشح بعض الأقباط علي قوائم الحزب، بهدف تغيير الصورة الذهنية لدي الأقباط، بأن السلفيين ضدهم علي طول الخط, وفي نفس الوقت توجيه رسالة للداخل والخارج بأن الحزب بات أكثر انفتاحاً علي الحياة السياسية، وأنه من الممكن أن يكون بديلاً للإخوان المسلمين، الذين أثبتوا فشلاً كبيراً في إدارة البلاد, وفشلهم في استيعاب القوي المعارضة. هذا الطرح اصطدم بقيادات وقواعد الحزب،وكثير من رموز الدعوة السلفية، وأنه سيؤدي للقضاء علي شعبية الحزب في الشارع، وأن الغالبية الكاسحة من جماهير حزب النور لن يقبلوا بهذا الأمرعلي الإطلاق، وأن خسائره علي الأرض- فيما يخص الدعوة السلفية- سيكون أكبر بكثير من مكاسبه. وعلمت«فيتو» أن النية تتجه الآن داخل حزب «النور» الي التحالف في انتخابات مجلس النواب المقبلة مع بعض الرموز الوطنية من خارج التيار الإسلامي، المجمع علي وطنيتها، وإخلاصها للثورة، ولم يكن معروفا عنها - من قبل- معاداتها للمشروع الإسلامي بشكل عام، ولديهم خبرات مختلفة يمكن أن تضيف لتجربة الحزب ، وأن قيادات «النور» بدأت بالفعل في الاتصال ببعض هذه الرموز لوضعها علي رءوس القوائم الانتخابية لحزب النور، وأنه لن يعلن عن هذا التوجه قبل الاتفاق بشأن هذه الرموز وموافقتهم علي خوض الانتخابات علي قوائم النور، وضمان عدم معارضة قواعد الحزب لهذا التوجه.