«بديع» يطالب الرئاسة بتعيين نائبه مفوضاً عاماً.. والعياط يرد:«مفيش مانع» أمير قطر للرئيس الإخوانى:« خيرت له فضل كبير فى وصولك لعرش مصر» «المهندس» يدفع ب«الكتاتنى» لرئاسة «الحرية والعدالة» .. و«الدكتور» يدعم «العريان» يبدو أن الخلافات بين الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وصلت لطريق مسدود،والحل الوحيد للخروج من هذا الطريق هو أن يقضي أحدهما على الآخر وينصب نفسه زعيما أوحد للإخوان ومصر. الحكاية ببساطة تتمثل في وجود صراع زعامة بين الشاطر ومرسي، وهو ما انفردت «فيتو» بنشر تفاصيله قبل أسبوعين، ونقلته عنها صحف ومواقع اخبارية عالمية ومحلية،ولكن دوما هناك تفاصيل جديدة في القضية لا تقل سخونتها عن التفاصيل الاولى. فأثناء زيارة المهندس خيرت الشاطر الاخيرة لقطر، التقى بأميرها، وأخبره بشأن الخلافات بينه وبين مرسي، واشتكى له من قيام الرئيس بتهميشه. وفي نيويورك وتحديدا حينما زار مرسي مقر الاممالمتحدة، والقى كلمة مصر امام اجتماعها التقى الشيخ حمد أمير قطر، الذى طلب من الرئيس مرسى ضرورة إنهاء هذه الخلافات. أصصصصمير قطر قال لمرسي :خيرت بذل جهدا كبيرا في ادارة انتخابات الرئاسة، وكان له دور مؤثر في وصولك لرئاسة مصر،ومن حقه ان يكون له دور في إدارة بعض الملفات المهمة خاصة الملف الاقتصادي. أمير قطر أخبر مرسي ان ما اغضب خيرت هو قيامه بإبعاده عن ادارة الملفات الاقتصادية، ليس ذلك فحسب بل ان مرسي استعان بحسن مالك في ادارة بعض هذه الملفات، وهو ما اعتبره الشاطر انتصارا لمالك في معاركه معه وان مرسي نصره عليه. امير قطر قال للرئيس إن الشاطر لديه علاقات واسعة ووطيدة بمؤسسات عالمية كبيرة من شأنها، ان تجلب الكثير لمصر،وبالتالي يجب اعطاؤه فرصة لتنفيذ افكاره ومنحه صلاحيات كبيرة على رأسها الحق في التوقيع نيابة عن مصر في الاتفاقيات الاستثمارية. وبدوره رد مرسي على امير قطر بقوله:ليس عندي مانع ان يقدم خيرت او غيره اسهامات تساعد مصر فمشروع النهضة ليس ملكا للاخوان او لخيرت بل انه ملك لمصر كلها،لكن الشاطر أخفى تفاصيل المشروعات والدراسات الاقتصادية الخاصة بمشروع النهضة عن الاخوان وعن مؤسسة الرئاسة، وكان تبريره انه لن يعطي تفاصيل المشروع لاحد، حتى يضمن ان يقوم هو بنفسه بتنفيذ المشروع. واخبر مرسي امير قطر أن ذلك الامر هو السبب الرئيسي في الخلاف بينه وبين الشاطر، وان هناك دراسات اقتصادية اعدتها مؤسسات عالمية لتنفيذ مشروع النهضة، لكن الشاطر اخفاها عن الجميع. وقال مرسي لحمد:لا مانع لدي من ان اعطي الشاطر الصلاحيات التي يريدها، في مقابل ان يُسلم ما لديه من دراسات مشروع النهضة لفريق من الخبراء احدده انا. امير قطر عرض رؤية مرسي على الشاطر الذي رفض ان يقدم ما بحوزته من دراسات تفصيلية عن «النهضة»لمرسي وفريقه. فشلت وساطة امير قطر لدى الشاطر، فما كان من حمد إلا ان لجأ للدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة الذي عرض الامر مجددا على الشاطر إلا ان الاخير قال للمرشد:«هذه بضاعتي وانا امتلكها وليس من حق احد ان يأخذها إلا بحقها». فسأله المرشد:وما حقها؟،فأجاب الشاطر:أن يصدر مرسي قرارا رئاسيا بتعييني في منصب يسمى «المفوض العام للشئون الاقتصادية»وتكون صلاحيات المنصب مطلقة، فيما يتعلق بالشئون الاقتصادية، خاصة وأنني كنت قد وعدت في اليوم الاول من نجاح مرسي وفوزه بالانتخابات في جريدة الحرية والعدالة بأنني سأقوم بهذا الدور فعلا. وبالتزامن مع وساطة امير قطر والمرشد ومفاوضاتهما مع الشاطر، عقد مرسي اجتماعا مع نائبه المستشار محمود مكي وبعض مستشاريه، ومنهم الدكتور عصام العريان،وبعد هذا الاجتماع اخبر مرسي الدكتور محمد بديع انه يرفض طلبات الشاطر، وانه اذا كان يريد المصلحة العامة.. فعليه ان يُسلم ما معه من دراسات فتعقدت الامور اكثر عن ذي قبل. وجاء رد مرسي كالصاعقة التي نزلت فوق رأس بديع، الذي لم يدر ماذا يفعل فما كان منه إلا ان اصدر اوامره لقادة الجماعة بضرورة تسريب اخبار تنفي تماما وجود خلافات بين الشاطر ومرسي،خاصة وأن هذا الامر بات مصدر قلق وغضب داخل الصف الاخواني. هذا الامر بدوره انعكس على انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة. فبعد ان كان مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين يحاول جاهدا تأجيل موعد انتخابات رئاسة الحزب باءت جميع المحاولات بالفشل بسبب ضغط قيادات الحزب. ونتيجة هذه الضغوط المستمرة لم يجد مكتب الارشاد مفرا من الموافقة على فتح باب الترشح لرئاسة الحزب خوفا من انفجاره على غرار ماحدث فى حزب النور السلفى. رئاسة حزب الحرية والعدالة اشعلت الصراع بين الشاطر ومرسي، وتحولت الى معركة أكون أو لا أكون. فالشاطر بدأ في التحضير للمعركة جيدا، وكان في ذهنه ان يدفع بالدكتور عمرو دراج، او حتى الدكتور اسامة ياسين وزير الشباب الحالي، خاصة ان القانون لا يمنع رئاسته للحزب كونه وزيرا. لكن في اللحظات الاخيرة استقر ذهنه على الدفع بالدكتور محمد سعد الكتاتني، وتحدث مع المرشد الذي وافق على الكتاتني،إلا ان عصام العريان هو الآخر وجد انه لا يجب ان تضيع منه رئاسة الحزب التي ستؤهله لموقع من اثنين إما رئاسة مجلس الشعب المقبل، أو أن يصبح مرشحا للحزب في انتخابات الرئاسة المقبلة. علاقة الشاطر بالعريان وصلت لمرحلة الكره ،خاصة ان العريان يمثل للشاطر فريقا فكريا آخر،اضافة الى ان العريان له وجود وقبول، والشاطر لا يريد ان يكون لأي شخص قبول وتأثير،الامر الذي زاد من كره الشاطر للعريان جاء متمثلا في تعيين الاخير مستشارا للرئيس، وهو ما اغضب الشاطر كثيرا،ونما الى علم الشاطر تفاصيل اجتماع مرسي بنائبه ومستشاريه، ومن بينهم العريان لإبعاده عن الملف الاقتصادي، وكان لحديث العريان في هذا الاجتماع دور كبير في عدم قبول طلب الشاطر بتعيينه مفوضا عاما. الشاطر وضع خطة محكمة لإبعاد العريان من رئاسة حزب الحرية والعدالة، وبدأ في تطبيقها فعليا حينما ذهب بصحبة شقيقه بهاء واحمد شوشة وهو من المقربين منه جدا،وشاب من الاخوان الذين يجهزهم الشاطر للمستقبل ويدعى محمود عبد السلام من منطقة التجمع الخامس، وادخله الشاطر للحزب واسند إليه بعض الامور المهمة ليرفع من شأنه، وجميعهم ذهبوا للقاء الكتاتني في منزله بمدينة السادس من اكتوبر ليلة فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الحزب. واجتمع الاربعة بالكتاتني، وطلبوا منه الترشح لرئاسة الحزب إلا ان الكتاتني في البداية رفض الترشح، وقال لهم ان مسألة ترشحه ستدخل الجماعة في متاهات وتفتت جهودها. الشاطر استطاع إقناع الكتاتني بالامر بجملة واحدة حينما قال له:في انتخابات مجلس الشعب المقبلة سيكون رئيس الحزب هو رئيس مجلس الشعب،فإذا كان العريان هو رئيس الحزب فلا يمكن تجاوزه واختيارك انت،فاذا اردت ان تكون رئيسا للبرلمان مجددا فعليك ان تصبح رئيسا للحزب، واذا لم تكن تريد فاتركها للعريان. هنا سأل الكتاتني الشاطر:وهل مضمون ان اربح معركة رئاسة الحزب؟،فرد الشاطر:وهل عرفتني ادخل معركة واخرج منها خاسرا،انت رئيس الحزب ورئيس البرلمان المقبل انت لا العريان ولو وضعوا عليه جماعة الاخوان كلها. وافق الكتاتني على الترشح بعد اجتماعه بالشاطر ورفاقه، وتم إخبار جميع قيادات الجماعة والحزب واستصدار قرار مكتب الارشاد، ورضخ الجميع للقرار، غير أن العريان مستشار رئيس الجمهورية وجبهته داخل الحزب اعترضوا على ذلك، ووصل الامر الى مكتب الارشاد فتم تحديد موعد للقاء العريان بالمرشد للتشاور فى الامر، ومحاولة اقناع العريان بالقرار وتقديم وعد له بأن تقوم الجماعة بترشيحه لرئاسة مجلس الشعب المقبل. مصادر داخل الجماعة قالت ان عصام العريان بطبيعته شخصية براجماتية نفعية لم يستطع الاعتراض على ماقاله المرشد، ظنا منه ان القرار جاء بمباركة الجميع ، مكتب الارشاد، ومؤسسة الرئاسة، ولاسبيل امامه سوى الرضوخ. إلا ان جبهة العريان داخل الحزب وعلى رأسها الدكتور محمد البلتاجى، ومعهم الرافضون لهيمنة مكتب الارشاد على الحزب رفضوا القرار، وظل الحزب على صفيح ساخن بين انصار العريان وانصار الشاطر وبدأ يتردد داخل اروقة الحزب ان خيرت الشاطر نجح فى فرض رأيه، واطاح بالعريان وانتصر على مرسى. عيون الرئيس داخل الحزب اخبرته بما يتردد بالداخل عن ان الشاطر استطاع هزيمته، وسيأتى بالكتاتنى رئيسا للحزب، على الفور تم استدعاء العريان الى قصر الرئاسة، وجلس مع احد المقربين بالرئيس، وفى اليوم التالى ذهب العريان الى مقر الحرية والعدالة، وسحب اوراق ترشحه لرئاسة الحزب فى تحد واضح لقرار مكتب الإرشاد. قرار عصام العريان بالترشح اشعل مكتب الارشاد من الداخل، بعد ان كان الاتفاق على فوز الكتاتنى بالتزكية. وبدأت المناورات بالدفع بمرشحين لرئاسة المقعد مثل الدكتورة صباح السقارى لإضعاف جبهة الدكتور عصام العريان من خلال تفتيت الأصوات لصالح الكتاتنى.