مآذن مضاءة طوال الليل وأجهزة تكييف تعمل طوال النهار، فضلاً عن صنابير تالفة تهدر كميات ضخمة من المياه، هذا ما يحدث فى مساجد مصر التابعة لوزارة الأوقاف التى يقدر عددها ب 021 ألف مسجد، وفاتورة كهرباء المساجد بلغت 542 مليون جنيه شهرياً أى نحو 3 مليارات جنيه سنويا . عادل مجاهد - نائب وزير الأوقاف السابق- يرى أن هذه المشكلة تقع على عاتق وزارة الأوقاف بكامل هيئتها، مضيفاً: كنت أطالب بترشيد استخدام المياه والكهرباء أثناء فترة عملي، فالمساجد مضاءة طوال الليل، والصنابير تالفة تتسرب منها المياه، وهذه جريمة، فالأوقاف أغنى وزارة فى مصر، ويجب استحداث منظومة لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه بالمساجد، وجميع الدول تعتمد على الصنابير الضوئية التى تنفتح آلياً بمجرد وضع اليد تحتها وتضخ الماء الكافى للوضوء ثم تغلق آلياً، كما يجب إحكام الرقابة على الزوايا والمساجد الوهمية المدرجة فى ميزانية وزارة الأوقاف، وتقع مسئولية الترشيد على عاتق آئمة ودعاة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف. الشيخ فؤاد عبد العظيم - وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد- يرى أن الصنابير الضوئية تتطلب توافر ميزانية ضخمة، وقد بدأنا تنفيذ مشروع لترشيد استهلاك الكهرباء والماء، بإجراء صيانة دورية لصنابير جميع المساجد واستبدال الصنابير القديمة بأخرى حديثة، موضحاً أن الوزارة تقوم بسن تشريعات وقوانين صارمة بهذا الشأن، وقد صدرت تعليمات لجميع العاملين بالمساجد بعدم ترك المآذن مضاءة كلها، يكفى إضاءة مصباح أو اثنين، وكذلك فى صحن المسجد، وقد أصدرت وزارة الأوقاف قانوناً يلزم من يريد تركيب تكييف بالمسجد أن يقوم بذلك على نفقته الشخصية وتركيب عداد كهرباء للتكييف يدفع فاتورته من ماله الخاص، خصوصاً أن عدد المساجد على مستوى الجمهورية يبلغ 021 ألف مسجد، وهناك دوريات مستمرة للتفتيش على المساجد لمراقبة ترشيد الكهرباء والماء. الإسلام يحرم الاسراف حتى فى الطاعة، بهذا يؤكد الشيخ على أبو الحسن - رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر- موضحاً أن الله أمر بالاقتصاد فى كل شىء «كلوا واشربوا ولا تسرفوا»، وللنبى «صلى الله عليه وسلم» له حديث يقول فيه «لا تسرف فى الماء ولو كنت على شفا نهر جار»، حتى فى الطاعات، فقد كان النبى يصوم ويفطر ويقوم الليل وينام ويتزوج النساء، وهذه سنته. أبو الحسن مخاطباً «الأوقاف» بقوله: يقع على عاتقكم أمانة الاقتصاد وترشيد استهلاك الماء والكهرباء، ويجب وضع ضوابط للترشيد، فالاسراف فى المياه والكهرباء يأخذ حكم «التحريم» خصوصاً فى المساجد، والحرص على الترشيد وازع دينى وأخلاقي، ويحب على الأزهر والأوقاف إرشاد الناس بضرورة ذلك.