مشاركة المسلمين احتفالات إخوانهم المسيحيين بالجمعة العظيمة خففت حزن الأقباط على رحيل البابا شنودة، احتفال بطعم الحب، فى دير مارجرجس الأثرى بمصر القديمة والكنيسة المعلقة، دعا المسلمون والأقباط لمصر بأن يجفف دموعها ويضمد جراحها. أول قداس يقام بدير مارجرجس الأثرى منذ مائتى عام، إنه قداس الجمعة العظيمة، بدأت طقوس الاحتفال بموكب الورد والصور والأيقونات والترانيم، ثم المشهد المهيب بخروج آلاف الحضور من الباب المواجه لكنيسة السيدة العذراء ودخولهم من الباب الرئيسى للدير، يتقدمهم مطران وأساقفة الروم الأرثوذكس، ذات الصلوات تمت داخل الكنيسة المعلقة التى يلاصق جدارها دير مارجرجس الأثري. «فيتو» شاركت فى القداس، ثم التقت الأنبا نيفون -مطران الروم الأرثوذكس الذى رأس الصلاة- فقال: اليوم نحتفل بالجمعة العظيمة، ونتمنى من الله أن تقوم مصر وتبعث من جديد، بالحرية والسلام، مصر التى باركتها الكتب السماوية الإنجيل والقرآن، «مبارك شعب مصر» و«ادخلوها بسلام آمنين». الانبا نيفون مضيفاً: أشكر جميع إخواننا المسلمين الذين شاركونا الاحتفال، فشعب مصر عظيم وكريم، وقد حضرت من اليونان خصيصاً لأشارك الجالية اليونانية والشعب القبطى صلوات أسبوع الآلام وقداس عيد القيامة، ولم أتوقع حالة الاحتفاء والسلام النفسى الذى يوحد المصريين واليونانيين، وأتمنى أن تعود مصر آمنة وقوية. آلامنا اليوم تتضاعف بسبب رحيل البابا شنودة، بهذا تؤكد النائبة السابقة جورجيت قليني، مضيفة: أخشى على مصر من توغل التيار المتطرف، ولكن عندما أشاهد أصدقائى وأخوانى المسلمين بيننا أشعر بالأمل يتجدد، نصلى جميعاً من أجل مصر العظيمة، مصر المدنية لجميع المصريين، مسلمين ومسيحيين. حالة حب تربطنى بكل أبناء الجالية اليونانية، هكذا يقول مصطفى محمود عليوة - حارس مقابر دير مارجرجس- مضيفاً: الاهتمام بمقابر الروم الأرثوذكس ورعايتها دورى ولا أتخلى عنه أبداً، وأبناء الجالية اليونانية يهتمون بمظهر المدافن بالورد والبخور فى المناسبات، وخصوصاً فى الجمعة العظيمة. المحاسب سيد عبدالعزيز يقول: بكل حب وصدق جئت اليوم لأشارك جموع الأقباط احتفالهم بالجمعة العظيمة، وفاء لزوجتى اليونانية التى تزوجتها عن حب لسنوات طويلة، ثم رحلت عن الدنيا منذ ثلاثة أشهر، عشقت الراحلة مصر كأنها مصرية أبا عن جد. نجلاء السيد - مسلمة محجبة- كانت ترافق المحاسب سيد عبدالعزيز، قالت: الراحلة كانت أمى الروحية، فقد قامت بتربيتى بعد وفاة أمى عندما كنت طفلة، وحرصت على أن أتعلم الصلوات الخمس وحفظ القرآن الكريم، وجئت اليوم لأضع باقة من الزهور على قبرها، وفاء لها واعترافاً بفضلها.