مثلما انفعل د. على جمعة وهو فوق المنبر، وانهمرت دموعه وهو يبتهل إلى الله أن يساعد مصر في حربها ضد الإرهاب الأسود، فعل ذات الشيء الفنان أحمد حلمي وهو يتذكر ابنته البعيدة عنه ويفتخر بأنه كان جنديا في الجيش المصري العظيم.. فقد سالت هو الآخر دموعه عندما تحدث عن شهداء مصر في سيناء.. فهذا هو الإحساس الطبيعي الذي طغي على كل المصريين فور حدوث الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها العريش ورفح والشيخ زويد وسقوط عدد كبير من الضحايا.. أنه مزيج من الغيظ والضيق والغضب والحزن والرفض أيضا للإرهاب، والتضامن مع أهالي الشهداء والمصابين والدعم الكامل للقوات المسلحة وقوات الشرطة التي تتصدي لهذا الإرهاب وهؤلاء الإرهابيين. أما ما صدر عن فنان آخر هو خالد أبوالنجا؛ فإنه استثناء أو موقف شاذ، ولا يختلف عن ذات الموقف الذي اتخذته التنظيمات الإرهابية فور وقوع تلك الأعمال الإرهابية في سيناء، بل إنه يتطابق مع نفس موقف الإخوان الذين خرجوا يتحدثون عبر فضائياتهم ومواقعهم الإلكترونية عن أن هذا الإرهاب لن يتوقف في سيناء وكل ربوع مصر إلا بعد ترك عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وما اسموه بعودة الجيش إلى ثكناته وترك الحكم مجددا لهم!.. فهذا ما قاله ذلك الفنان الذي يعادي جموع شعبه، عندما يتطاول على رئيس الجمهورية ويطالبه أيضا بالاستقالة وترك الحكم الذي جاء به بأغلبية كاسحة من أصوات الناخبين، بعد أن خاض انتخابات لم يكن يرغب فيها وإنما بتكليف من الجموع الشعبية.. فماذا سوف يحدث إذا ترك السيسي منصبه سوي عودة الإخوان إلى الحكم، فلا البرادعي الذي يحبه أبوالنجا سيتمكن من الوصول إلى الحكم ولا حمدين صباحي سيفوز بذلك! وهكذا الفارق كبير وضخم بين فنان «أحمد حلمي» يشارك أهله وناسه وأبناء وطنه مشاعرهم وأحاسيسهم، وبين فنان آخر «خالد أبوالنجا» يعادي شعبه ويقف في خندق واحد مع الذين يقتلون أبناءه ويخربون ويحرقون ويدمرون منشآته.. إنه الفارق بين السماء والأرض.. فالأول سوف ينال حب الناس والثاني سيكون نصيبه كراهيتهم.