هناك مبدأ ثابت فى مصر لم يتأثر بفكر الثورة، إذا أردت أخذ ما هو حق لك لابد أن تظهر بعض القوة حتى يستجيب الطرف الآخر (الحاكم)، ويعطيك ما هو حق لك؛ فمطالب الثورة لا تتحقق إلا بعد أن تعتصم فى الميدان، كما أن أصحاب المصالح إذا أرادوا مصلحتهم حشدوا أنصارهم وبدأوا فى الظهور الإعلامى حتى يبدأ الرئيس فى تنفيذ المطالب. والعجيب أن من فى السلطة لا يدرك أننا بتلك الطريقة نسير فى طريق مظلم لا نهاية له؛ كما أن هذا الطريق يجعل المتربصين بالثورة يستغلون ما يحدث أمامهم حتى يجعلوا صورة شباب الثورة وقحة فى نظر الشعب، كالذى وضع البنزين بجانب النار ثم بدأ يتساءل من الفاعل؟! وإضافة للكوارث يقوم أنصار الرئيس بالمشاركة فى هذه المعضلة، فبسببهم يعتقد الحاكم أنه على حق وليس هناك معارضيين يريدون الصالح العام، فقط أصحاب مصالح وإذا سألت هل هناك حال آخر؟ تجد أن الطريق الوحيد الذى يتم إجبار الناس عليه هو التظاهرات والضغط بقوة لأخذ الحقوق. وتبدأ المشكلة الأكبر عندما يكون لك مطالب ولا يوجد لك أنصار لأنك مجرد مواطن، كما أنك لا تملك أى منصة ولا منصب إعلامى، حتى تستطيع أن تطلب حقك !! وتجد نفسك مظلوما لأصوت لك كل ما تستطيع فعله هو أن تثرثر فى الشارع ولا أحد يسمع صوتك، لأنك مجرد مواطن لم ينتم لحزب أو حركة أو لديه صلة بالإعلام؛ فالحل الوحيد أمامك هو أن تدعو ولن يسمعك أحد غير الله. أما إذا كانت لديك حشودا فحينها تدعو لمليونيات ظاهرها المصلحة العامة وباطنها المصلحة الشخصية البحتة، ويبدأ الشعب فى التجمع حولك ظناً منهم أنك تريد ما هو خير لهم، وبعد عدد ساعات تفشل المليونية ويصبح موقف الثوار ضعيفا ونتساءل لماذا مليونيات الثوار ضعيفة؟ أعتقد أنه حان الوقت لتصحيح الأوضاع، لابد أن يرجع التحرير ميدان المظلومين وأن يراعى السياسيون وأصحاب المصالح هذا الشعب الذى نادى بثورة لحياة أفضل ليس لحياه أفضل لكم، هكذا تجنى المليونيات ثمارها لكن لا حياة لمن تنادى، فمصر كالتورتة الجميلة أصحاب السلطة يريدون قطعة وبسبب الأنانية المتفشية يضعون أيديهم فى التورتة حتى تصبح التورتة الجميلة خرباً ودماراً وفى النهاية الذى يتحمل النتائج هذا الشعب ويصبح أمام الأمر الواقع، وحين تواجه أصحاب السلطة بما فعلوه تجدهم يضعون مخرجاً لما فعلوه مستخدمين أدوات التبرير والتلفيق من خلال مؤيديهم، والأغرب أن هؤلاء تجدهم فى المظاهرات يدعون معك وكما لو أنهم ليسوا أصحاب سلطة. [email protected] "