رغم علاقة المصاهرة التى تربط الدكتور محمد الحديدى القيادى الإخوانى الشاب بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة إلا أن ذلك لم يمنعه من رفع راية العصيان فى وجه مكتب الإرشاد وإعلانه بصراحة ووضوح رفض ترشيح الجماعة ل «الشاطر» فى سباق الانتخابات الرئاسية. «الحديدى» قال فى حوار مع «فيتو» إن أى مكاسب سياسية تحصدها الجماعة تتعارض مع الشرع وثقة الناس فى الشارع لا قيمة لها فى ظل تراجع مصداقية الإخوان فى الشارع بسبب تخبط قيادات مكتب الإرشاد فى اتخاذ القرارات المصيرية. ووصف القيادى الإخوانى الشاب تصريحات قيادات الجماعة القاسية ضد شبابها ب «الصادمة» مشيرا إلى أنهم ينتظرون الموقف النهائى لمكتب الإرشاد فيما يتعلق بمسألة ترشيح إخوانى على منصب الرئيس قبل التصعيد من وقفاتهم الاحتجاجية .. وإلى نص الحوار: كيف ترى تصريحات محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة بضرورة وجود مرشح رئاسى للجماعة بعد تغير الظروف طبقا لأقواله؟ فى البداية أريد التأكيد أننا كشباب تربينا داخل جماعة الإخوان المسلمين ونخاف على هذه الجماعة أعلنا مواقفنا بصراحة وتظاهرنا ضد هذه السياسة المتخبطة والتى تتبعها الجماعة وتهز من صورتها داخل الشارع المصرى حيث إن كل قيادات الإخوان أعلنوا فى مواقف سابقة أن الجماعة لن ترشح أحدا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ولن تدعم أى مرشح رئاسى إسلامى ونحن احترمنا وجهة نظر القيادات فى هذا الأمر ولم نرفضها فى حينها إلا أن تغير مواقف قيادات الجماعة دفعنا إلى الاحتجاج والاعتراض على القرارات غير المعكوسة. فى رأيك .. لماذا غيرت الجماعة من مواقفها بهذا الشكل؟ لا ندرى ولكن كل ما أقوله هو أن هذه السياسة المتقلبة من قبل الجماعة ستجعلها تخسر الكثير فى المستقبل. وما الذى يمكن أن تخسره الجماعة بعد حصولها على الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى واللجنة التأسيسية التى ستضع الدستور؟ مصداقيتها فى الشارع المصرى ولدى الناخبين الذين نجح مرشحيها بأصواتهم ولن تحصد أى أغلبية بدونهم طالما استمرت ثقافة عدم المصداقية التى يشعر بها المواطنون تجاه الجماعة الآن. وكيف ترى تصريحات قيادات الإخوان ردا على الوقفة الاحتجاجية التى نظمها شباب الجماعة الغاضبين؟ أعتقد أنها تصريحات صادمة لكننا ننتظر اجتماع مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة الذى سيبت فى موضوع ترشح أى شخص من داخل الإخوان للانتخابات الرئاسية المقبلة. وماذا لو رشحت الجماعة أحد كوادرها لانتخابات الرئاسة؟ سنستمر فى توجيه النصح والإرشاد لها ولكوادرها حتى تعود عن هذا الموقف الذى يخصم من رصيدها الكثير داخل الشارع المصرى وأى تصريح لأحد قيادات الجماعة الآن ليس إلا مجرد تكهنات طالما لم يجتمع مجلس الشورى ويقر هذا الأمر وسنقوم بمقابلة الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة ونطرح وجهة نظرنا بحيادية ودون خوف من أحد. وما هى تحركاتكم إذا ترشح المهندس خيرت الشاطر للرئاسة؟ سنناهض حملته وبشدة وذلك رغم صلة القرابة والنسب التى تجمعنى به وليس لدى خلاف شخصى معه بل أتبنى هذا الموقف لخوفى على مصلحة ومصداقية الجماعة ونحن لسنا ضد شخصية الشاطر بل نقف بالمرصاد لقرار ترشح أى شخص من داخل الجماعة للرئاسة. أليس غريبا أن تأخذ أنت وشباب الإخوان المنضمين معك هذا الموقف من ترشح أحد كوادر الجماعة لمنصب رئيس الجمهورية؟ لا .. ليس غريبا وذلك لأن أزمتنا مع الجماعة أننا نقر بمبدأ مفاده أن أى مكاسب سياسية يحصل عليها الإخوان تأخذ من مصداقيتهم ورصيدهم داخل الشارع نحن فى غنى عنها فالمغانم السياسية التى تجرى ورائها الجماعة لا تعادل المكاسب الدينية وحب الناس لنا إطلاقا. كيف ترى استمرار حالات فصل الشباب من داخل الجماعة؟ الفصل من الجماعة تحت ذريعة سبب سياسى أزمة وشيء مؤلم جدا لكل شاب انتمى وتربى داخل أروقة هذه الجماعة وذلك لأنها ليست حزبا سياسيا والطبيعى أن من لا يلتزم برأى حزب الحرية والعدالة يتم فصله من الحزب وليس الجماعة فنحن لسنا فى مقصلة إعدام للمخالفين. هل الحديث عن ترشح الشاطر للرئاسة وتوليه كثيرا من المهام داخل الجماعة يؤكد أنه رجلها الأول؟ أولا نحن كجماعة إسلامية نعتمد على فكرة المؤسسية ولا يحتكر شخص مهما كان نفوذه مقاليد الأمور داخلها لأننا نتبع الآية القرآنية القائلة (أمرهم شورى بينهم)وعلى الجماعة أن تستجيب لنصائحنا حتى يحافظوا على وعودهم التى قطعوها لهذا الشعب الذى جعلهم يحصلون على الأغلبية فى البرلمان الحالى. ماذا تقول للجماعة الآن؟ أقول لهم نحن إخوان مسلمون مصريون ولا نريد نسيان ذلك ويجب أن نحافظ على مصداقيتنا داخل الشارع وذلك لأن الجماعة ملك لكل المصريين ولهذا الشعب فعلماء الجماعة أمثال يوسف القرضاوى أو الغزالى رحمه الله تراث تمتلكه مصر فهؤلاء فى مقامهم مثل البابا شنودة الذى كان بابا لكل المصريين.