ظل ملفاً شائكاً منذ نشأة الجماعة على يد الإمام حسن البنا عام 1928، تراهم يبتعدون عن فتحه، أو مجرد الاقتراب منه..يحاولون إغلاق الأبواب المؤدية إليه بشتى السبل..وكأنه يمثل «ثغرة» أو موقع لاختراق جسدهم الذي تكون على مدار 84 عاماً. «المرأة الإخوانية»..كلمة السر التي رفض الإخوان الإفصاح عنها طوال عقود مضت..أحياناً كثيراً خوفاً من الضربات الأمنية التي ظل يوجهها النظام السابق لأفرادهم، وأحياناً أخرى خوفاً من الاختراق الأمني عبر كنز الأسرار «المرأة». لكن بعد الثورة..وتحديداً عقب تصدر جماعة الإخوان لسدة الحكم، تبدل الأمر تماماً، وأصبح من حق المجتمع معرفة كواليس ما يحدث داخل الجماعة المثيرة دائماً للجدل، خاصةً أسباب اختفاء زوجات قادتها عن المشهد العام، وطبيعة عملهن الحالي، وموعد ظهورهن السياسي، وكيفية تدريبهن على الظهور الإعلامي. «فيتو» اخترقت الأسلاك الشائكة التي نصبتها الجماعة حول زوجات قادتها، في محاولة لنقل جزء مما يحدث خلف أسوار مبنى المركز العام بالمقطم - مقر وغرفة عمليات الجماعة – حيث كشفت مصادر إخوانية، عن أن عدم الظهور السياسي لزوجات الإخوان، جاء خوفاً عليهن من «ألاعيب» الإعلام – على حد تعبير المصدر – وتصيد الأخطاء بهدف الإيقاع بالجماعة، وتشويه صورتها أمام الرأي العام. وأضافت المصادر، أن الجماعة ترفض الظهور اللافت لعدد كبير من فتيات ونساء الإخوان، حيث تركز خلال الفترة الحالية على عامل التثقيف السياسي، والتوعية الشاملة من خلال دروس ودورات تتم عبر اللقاء الأسبوعي «لأسر الأخوات». وبسؤاله حول عدم ظهور السيدة نجلاء «أم أحمد» زوجة الرئيس محمد مرسي، خلال المناسبات السياسية أو المؤتمرات، قالت المصادر «هو إحنا مشبعناش من سوزان مبارك، ووقتها كان الإعلام والناس بيزعلوا من ظهورها، وشوية تروح هنا، وشوية هناك». «المهم إنه في رئيس منتخب بيشتغل، ملناش علاقة بزوجته» . القيادي السابق بجماعة الإخوان، المهندس هيثم أبوخليل، فجر مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد في تصريحات خاصة، أن الأخوات غير ممثلات تنظيمياً داخل الجماعة، وليس لهن حق الانتخاب. وأضاف «أبوخليل» أنه لا يوجد إرادة حقيقية داخل جماعة الإخوان، لظهور المرأة سياسياً وتأهيلها بما يتناسب مع طبيعة المرحلة وما وصل إليها قادتها عقب الثورة، مشيراً إلى أن الجانب السلفي داخل الإخوان يرفض مبدأ ظهور المرأة، ولا يعترف سوى بأن موقعها المنزل فقط. وبسؤاله حول الخبرات السياسية لزوجات قادة الجماعة، أمثال نائب المرشد العام، المهندس خيرت الشاطر، والدكتور محمود غزلان، والدكتور عصام العريان، شدد «أبوخليل» على أن زوجات الإخوان حالياً في مرحلة التشكل السياسي خلف أسوار الجماعة، من خلال مناهجهن الخاصة. وفيما يتعلق باختفائهن من مكتب الإرشاد ومجلس شورى الإخوان، قال القيادي السابق، «إن اللائحة الداخلية تحتاج للتغيير الحقيقي، بما يسمح بتمثيل المرأة بمكتب الإرشاد، الذي يمثل السلطة التنفيذية داخل الجماعة، وأيضاً مجلس الشورى العام». مصادر بحزب الحرية والعدالة، قالت ل «فيتو»، إن المهندسة عزة أحمد، زوجة المهندس خيرت الشاطر، مشغولة هذه الفترة ب«اللقاءالأسبوعي»للأسرة الإخوانية، ولا تهتم بالظهور السياسي، رغم المحاولات الكثيرة التي تمت لاستضافتها في أحد مؤتمرات الحزب خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث جددت رفضها، وتمسكت بالابتعاد عن دائرة الضوء – على حد تعبير المصدر- مشيراً إلى أن «فاطمة سيد» زوجة عصام العريان ممنوعة هي الأخرى من الظهور، خاصةً بعد الأزمات التي تعرض لها زوجها بسبب الإعلام. بينما غابت زوجة الدكتور سعد الكتاتنى عن المشهد، لعدم تمتعها بكاريزما الداعية، وفي التجمع الخامس، تم تخصيص فيللا لزوجة الرئيس مرسي «أم أحمد» للقاء الأخوات، وحضور الأسرة الأسبوعية. وضعنا التساؤلات والمعلومات السابقة، على مائدة المهندس خالد داود، القيادي السابق بالجماعة، وزميل رحلة كفاح خيرت الشاطر، فأكد أن جماعة الإخوان تختار من يظهرن أمام شاشات التلفاز، وكل الوسائل الإعلامية، وليس بالضرورة ظهور جميع زوجات الإخوان. وأضاف «داود» أن هناك زوجات لعدد كبير من قادة الإخوان، ليس لهن أي علاقة بالعمل السياسي، ولن يظهرن مهما انتظرهن الإعلام، مثلهن في ذلك مثل زوجات وفتيات كثيرات بالمجتمع المصري، خاصةً أنها ثقافة موروثة – على حد تعبيره. ورغم ذلك، عاد القيادي السابق، ليؤكد أن ثقافة جماعة الإخوان تجاه المرأة تحتاج للتغيير، خاصةً بعد تصدرهم المشهد السياسي عقب الثورة، مشدداً على أن قسم الإخوات في الجماعة، يحاول التحرك وتأهيل الفتيات والنساء للمشاركة بفاعلية في العمل العام. في السياق ذاته، قالت مصادر بالجماعة، إن مؤسس الإخوان، حسن البنا، كان مسئولاً عن إدارة قسم الأخوات بالجماعة، وخصص وكيلة تنوب عنه فى الإدارة وهى «لبيبة أحمد»، حيث استمرت 4 سنوات ثم سافرت مع زوجها إلى السعودية.