" يا عيون مصر الحزينة أحضني محمد وعيسي .. اللي خانك واللي خانا مش حسين ولا حتي حنا " بهذه الكلمات أنشد المسلمون والمسيحيون في احتفالية حب مصر التي أقيمت بالكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر, والتي أحياها المنشد علي الهلباوي ابن الشيخ محمد الهلباوي , يوم الخميس الماضي مشاركا فرقة "الكروز" بقيادة المرنم" ماهر فايز" , وشارك في تلك الاحتفالية التي تدعم الوحدة الوطنية عدد من القيادات الدينية الإسلامية, والمسيحية , ومنهم الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر السابق , وكان اللافت أن الشيخ علي طاهر الذي حضر الحفل بالرغم من أن زفاف ابنته في نفس اليوم آثر أن يؤجل زفاف ابنته لحضور احتفالية الحب الإسلامية المسيحية .. كما شارك في الحفل نواب الشعب أحمد إمام , مصطفي النجار, و إيهاب رمزي, كما حضر الحفل أيضاً القس صفوت البياض ونائبه القس أندريا زكى ووكيل مشيخة الأزهر السابق, وإمام مسجد الأرقم الشيخ حمدى محمد عبد السلام . وقد داعب القس عزت شاكر المرنم "ماهر فايز" والمنشد "علي الهلباوي" بأن أطلق عليهما اسم ماهر الهلباوي وعلي فايز للتدليل علي النسيج الواحد والقاسم المشترك بينهما , وقال إنه بالرغم من أن المنشد علي الهلباوي يخضع لعملية جراحية بعد الحفل بيومين لكنه فضل المشاركة بالاحتفالية للتأكيد علي الوحدة الوطنية . الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث العلمية أكد حرصه علي الحضور للتأكيد علي أن المعاني التي تحاول أن نستردها بعد أن سُلبت من الشعب المصري أتفق معها تماماً وأُؤيدها , لذلك يجب علينا جميعاً أن نبذل كل جهدنا لاستعادة صلابة الشعب المصري التي كانت موجودة في السابق والتي اعتراها بعض الوهن والضعف بسبب عوامل كثيرة نرجو الله أن نتخلص منها , مؤكداً علي وجود عوامل كثرة لتقوية هذا النسيج وإعطاء دفعة قوية للوحدة من ضمنها اللقاءات الفنية لأن لكل واحد منا له هوي وميولا يستجيب لها ويتأثر بها . القس صفوت البياض رئيس الطائفة الإنجيلية طالب بتعميم الاحتفالية في جميع أنحاء الجمهورية مخاطباً كل الحضور بالتوجه للصعيد خاصة لوأد الفتنة وعمل توعية واحتفاليات لا تكون فقط مجرد مشاهد وإنشاد وترانيم لكن عمل واقعي ومعايشة تتيح للجميع معرفة الحجم الحقيقي للمساحة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين ، لأن تلك المساحات أكبر من أن تأكلها نيران الفتنة. القس أندريا زكي -نائب رئيس الطائفة الإنجيلية - قال إنه تأثر بحفل الإنشاد الديني وإن الكنيسة مع قيادات المنطقة من المسلمين والمسيحيين قاموا بعمل العديد من تلك اللقاءات التي تهتم بالعيش المشترك ,مؤكداً أن كل ما نريده هو دستور يؤمن كرامة لكل المصريين ونريد اقتصادا جيدا وأمنا لنعيش في سعادة . وعبر دكتور أحمد إمام -عضو مجلس الشعب - عن سعادته في عودة المصريين مسيحيين ومسلمين فالسلام هو رمز مصر , مشيراً إلي أن من حمل نعش الشيخ حسن البنا هم أربعة أشخاص كان منهم دكتور مكرم عبيد وكان سنود باشا حنا مستشار الشيخ البنا , وكل ما نريده الآن أن ننسي 30 عاماً من الوقيعة والشقاق بين الأمة الواحدة وكنا نعيش في أمان ولا يعرف أحد كلمة مسلم ومسيحي ولم تكن هناك أي مشكلة حتي جاء من يفرقنا والحمد لله فقد رحل عن حكم مصر وسنتعاون الآن معاً لبناء بلدنا ودستورنا المدني القائم علي المواطنة والحقوق والحريات . النائب مصطفي النجارعبر عن سعادته في أن يخرج من دائرته رسالة حب , قائلاً: كثيراً ما كانوا يخوفوننا من بعضنا البعض , فقد كان النظام السابق يستغل الفتنة الطائفية والآن عرفنا من كان يخوننا ويفرقنا وجاء الوقت لنكون أفضل ونقول " بارك بلادي " أما النائب إيهاب رمزي فقال : بيننا في مصر مساحة كبيرة للتوافق وأكبر ما يمكن التوافق عليه العدل سواء كان مصدره القانون أو الشريعة الإسلامية أو المسيحية , فالعدل قيمة مشتركة بيننا . مهندس عادل جريس خادم بالكنيسة الإنجيلية شارحا : بعد الثورة عقدنا عدة لقاءات بين المسلمين والمسيحيين ودعونا عددا من الشيوخ في مسجد الأرقم وحضروا معنا عدة لقاءات , وأصبحت هناك علاقات وطيدة بين شباب الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر وبين شباب مسجد الأرقم داعيا المسلمين أن يدخلوا الكنيسة حتي يتغير الفكر القديم لديهم , فهناك أفكار قد وضعها النظام السابق في أذهان إخواننا المسلمين ونحن نفتح الأبواب علي مصراعيها لحضور العظة يوم الأحد صباحاً ومساء ليروا ما يقال فكلامنا عن المحبة والسلام والصداقة الحقيقية , وأن المشاكل التي تؤثر فينا علينا حلها بالمحبة , مؤكد أن هناك مشروعات مشتركة بين كنائس ومساجد مدينة نصر وهناك ممثلون من الأزهر لتأكيد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين ونريد أن نقول إننا مصريون من تراب هذا الوطن , وفي المستقبل سيكون هناك مشروع صندوق يجمع المشروعات بين كل الطوائف وننتظر قيادتنا من الشيوخ والقساوسة والخدام لعمل مشروعات مشتركة لننمو بمجتمعنا . شيخ الطريقة العزمية علاء أبو العزايم أكد أن هذه اللقاءات مهمة للترابط بيننا والفترة الماضية التي مرت بيننا كانت سيئة جداً , ونحن نحاول أن نعيد النسيج الواحد بيننا وبين المسيحيين , وأعمل في لجنة التقريب بين الديانات , ونحن الآن نقوم بعمل مشروعات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين منها مشروع محو الأمية بين كل الكنائس – الأرثوذكسية أوالإنجيلية والكاثوليكية - وبين جميع مساجد الطرق الصوفية . الدكتور إكرام لمعي -مدير كلية اللاهوت الإنجيلي- موضحا أن هذه الاحتفالات مهمة جداً لأنها تجمع بين المسلمين والمسيحيين وتقدم صورة رائعة للشعب المصري وخاصة بعد مرورعام علي الثورة ووجود توترات واضطرابات ومستقبل مجهول , فالضمان الوحيد لتمر مصر من هذه الأزمة أن يتماسك الشعب وتكون هذه الحفلات ليست مجرد أصوات ولقاءات لكن تكون امتدادا للشارع والبيت وعلي كل المصريين أن يتماسكوا لأن المستقبل أفضل .