مرشح رئاسى محتمل تتجه إليه الانظار ويثور بشأنه الجدل ولم لا فهو - وبصرف النظر عن وجود مرشحين إسلاميين آخرين- المرشح الوحيد «الملتحي» لكرسى الرئاسة وهى الصورة التى صارت فى العصر الحديث مرعبة للبعض ليس رفضا للدين ولكن خشية «تديين» الدولة . إنه الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل التقته «فيتو» فكان هذا الحوار.... ما تقييمك لمرشحى الرئاسة الآخرين وما رأيك فى انسحاب بعضهم من السباق؟ - أنا لا ألوم أى مرشح يقرر انسحابه فالموقف بالفعل غامض والاحتجاجات المتوالية على ما يحدث خير شاهد على ذلك فضلا عن بعض التصريحات المصاحبة لها فهى الأخرى تصب فى ذات الاتجاه، فمثلا سامح عاشور نائب رئيس المجلس الاستشارى يقول كلاما مهينا للشعب المصرى وأخص هنا كلامه عن اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وكيفية اختيار أعضاءها فكل كلامه يتفق مع ميول المجلس العسكرى ويهدف من خلاله توصيل رسالة للشعب بأن المجلس العسكرى فوق البرلمان بمجلسيه الشعب والشورى وأنه المسئول عن منح الصلاحيات وبيده وضع المعايير وأنه أعلى سلطة موجودة فى البلد، وهذا كلام غريب لأن المجلس العسكرى لم يصل إلى السلطة ولم يصبح الجهة الحاكمة الآن إلا بعد أن سمح له المصريون بذلك ،أما عن تقييم المرشحين فأنا كمرشح أنأى بنفسى عن ذلك وأترك تقييمهم للشعب المصرى إذا توافرت له انتخابات رئاسية حرة ونزيهة. وما هى أهم ملامح مشكلة تشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد؟ - أهمها أنها هى المعركة القادمة وهى معركة لن تمر، فالمجلس العسكرى يريد وضع شخصيات معينة فى اللجنة فى حين أنه ليس من حقه التدخل فى الدستور الجديد لا بالأشخاص ولا بالنصوص ويدهشنى أن بعض الأحزاب السياسية المحترمة تدعو الآن لكتابة الدستور فى 54 يوما وهذا يثير تساؤلاً عن الضغوط التى مورست عليها للانتهاء من الدستور الجديد فى هذه الفترة القصيرة وكيف نضع مثل هذا القيد على السلطة الشعبية الممثلة فى البرلمان بمجلسيه ومن الذى وراء كل ذلك؟! فلك أن تتخيل حال الجالس لصياغة الدستور وهو مفروض عليه أن ينتهى فى شهر ونصف الشهر من مهمة ثقيلة كصياغة دستور ما بعد الثورة فأنا أرى أن تحديد المدة خطأ كبير لأن واضع الدستور قد يحتاج لدراسات إضافية قد تستغرق شهرا أو شهرين أو ثلاثة، وأنا لا أقبل على كرامتى كمصرى أن يتم وضع الدستور بهذه الطريقة ولابد من الالتزام بما جاء فى الإعلان الدستورى بشأن اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد. وما تعليقك على الرئيس التوافقي؟ - الرئيس التوافقى هو الخميرة الاقليمية التى تم وضعها لإرضاء اتجاهات معينة داخلية وخارجية ففى كل دول العالم الرئيس تنافسي وليس توافقى والمفترض أن المرشح التوافقى يتم الاتفاق عليه بين فصائل سياسية حرة وأرى أن المرشح التوافقى عندنا لإرضاء الخارج وأن الفصائل السياسية التى تدعم هذه الفكرة ليست حرة فى اختياراتها، وأرى فى الرئيس التوافقى ضياعا لمكتسبات الثورة والهدف منه إرضاء النقيضين وأنا أحذر من الذين يدعمون هذه الفكرة ولا أقصد هنا أشخاصا بعينهم أقول ذلك لأن مصر تمر حاليا بمرحلة بالغة الخطورة على مستقبلها السياسى كله ويجب الانتهاء من الكلام الذى يرضى كل الأطراف لأنه فى النهاية لن يرضى أحدا على أرض الواقع. هل تقصد بذلك الدكتور نبيل العربى كأهم مرشح توافقي؟ - لا.. فالحديث عن العربى كمرشح توافقى مجرد تكهنات وأنا لم أقصد شخصا بعينه وكل ما قصدته هو أن المرشح التوافقى هو من تتوافق عليه كل فصائل الشعب أما المرشح التوافقى بالتوافق مع السلطة القائمة فيعد تأمريا وليس توافقيا... والرئيس التوافقى الهدف منه إرضاء الغرب ففى تونس وليبيا ومصر اليمين، باعتبارها دول ثورات الربيع العربى يتم البحث عن رؤساء توافقيين لإرضاء الولاياتالمتحدة وأوروبا. بمناسبة الحديث عن الغرب.. كيف ترى مستقبل علاقة مصر بأمريكا وإسرائيل؟ - لن تكون هناك حرب إذا استطعنا الوصول لتوازن القوى مع إسرائيل والسلطة القادمة فى مصر لديها 58 مليون مصرى تستطيع توزيعهم على الحدود وخليج العقبة ولك أن تتخيل مغزى ما أقوله لك وهو أنه إذا أرسلنا مجموعة شباب للاصطياف فى البحر الأحمر فسوف يمثل ذلك تهديدا لميزانية إسرائيل بسبب تدعيمها لميزانية الجيش الإسرائيلي لذا فإن مائدة التفاوض فى وجود القوى سوف تكون متوازنة لأن الحرب لا تحدث فى منطقتنا إلا فى حالة وجود طرف يستخدمه الغرب. وما رأيك فى المعونة الأمريكية والجدل الدائر بشأنها؟ - المعونة الأمريكية لها شكلين عسكرى ومدنى وقيمة الشق العسكرى مليار دولار وغرضه الأساسي ضمان التفوق العسكرى الدائم للجيش الإسرائيلى على الجيوش العربية مجتمعة فى حين أن رجل مثل حسين سالم والمقرب من الرئيس المخلوع استطاع فقط فى أيام الثورة من 52 يناير وحتى 11 فبراير يوم التنحى تهريب 04 مليار دولار وهذا يدل على أن المعونة العسكرية ليست عقبة والمعونة المدنية هزيلة وقيمتها 002 مليون دولار والولاياتالمتحدة لا تقدم مثل هذه المعونات لوجه الله وإنما تقدمها لأنها تستفيد منها والكونجرس الأمريكى لا يحصل على موافقة أعضاؤه عليها إلا بعد تأكدهم من الاستفادة أكبر بكثير من قيمة المعونة، وهى تأتى لمصر فى شكل مشاريع معداتها أمريكية ويعمل بها مهندسون أمريكيون وبالتالى تعطيها أمريكا لنا وتأخذها مرة أخرى. حال وصولك لمنصب الرئاسة كيف ستتعامل مع ملف الاتفاقيات مع إسرائيل؟ - الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل مختلفة، بعضها لا معنى له مثل اتفاقية المعابر وبعضها ليس فيه لنا مكاسب مناسبة كاتفاقيتى الكويز وتصدير الغاز وفى المقابل هناك اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام وبالمناسبة هما شيئان منفصلان والغريب هو أن معاهدة السلام هى التى عرضت على البرلمان وتم إعلام الرأى العام بها أما اتفاقية كامب ديفيد فلم تعرض على أحد ولم أتمكن أو أعرف أحدا توصل إليها وهذه مصيبة فالشعب حتى الآن لا يعرف شيئا عن التزام دولته تجاه إسرائيل. كيف ترى التخوف من وصول مرشح إسلامى لكرسى الرئاسة؟ - تخوف لا أساس له سوى الشائعات ودعنى أحكى لك موقفا حدث معى فقد استوقفنى مؤخرا مدرس موسيقى وسألنى أنا مدرس موسيقى فهل عقوبتى الاعدام؟ وكل ما يثار حتى الآن من لغط حول القبض على المتبرجات ومنع المرأة من النزول للعمل وتحريم السياحة كلها شائعات ليس لها أساس من الصحة ،فالإسلاميون سيضعون الحريات بطريقة ونصوص مثالية فلا داعى للخوف منهم، فهم يحاربون من أجل الحريات وما يصدر من تصريحات كثيرة خوّفت الناس كلها فردية ولا تعبر عن جهة أو حزب. وما رؤيتك لتطبيق الشريعة الإسلامية؟ - تطبيق الشريعة كفرض شىء واجب وفورى ولكن فى نفس الوقت فانك لست ملزما بذلك إلا على حسب قدرتك واستطاعتك وهذا ما يعرف ب«حد الاستطاعة» ويتوقف دائما على مدى قبول الناس فأنا لا أعرف بنسبة كم فى المائة استعداد الناس لتطبيق الشريعة الإسلامية لذلك سوف يكون التطبيق بالتدريج وبحكمة ورفق ورحمة، فالإسلاميون أرحم الناس بالناس ولذلك فإن الأمور سوف تسير بشكل بطئ يناسب طاقة الناس وحياتهم وقدراتهم ،ففى السياحة على سبيل المثال يمكن مضاعفة الدخل السياحى لمصر لثمانى أضعاف بإنشاء قرى فرعونية وبدوية ونوبية لجذب السياحة الترفيهية بجانب المدن الطبية للسياحة العلاجية. ما رأيك فى تعامل التيارات الإسلامية تحت قبة البرلمان مع معظم الأحداث الأخيرة؟ - لست متفقا معهم وأرى أن مجلس الشعب اشتغل بما كان وليس بما كان متوقعا أن يكون فالمجلس اهتم بالمحاسبة على واقعة مذبحة بورسعيد ولم يدرك أن الوضع الحالى ينذر بمخاطر وأرى أن المجلس كان أمامه فرصة مواتية لقيادة الشارع بتبنى مطالبه ولكنه لم يفعل فشعر الشارع بشرخ مع البرلمان لهذا السبب فالمجلس يدافع عن المكتسبات التى تمت فى حين يسعى الشارع إلى المكتسبات التى لم تتم بعد. سؤال استبقيناه للنهاية.. ما هى أهم ملامح برنامجك الانتخابي؟ - الأمن أولويتى وأعنى به تأمين المواطنين بدوريات أمنية مكثفة من الشرطة وتعديل منهجها فى التعامل مع الشعب والأولوية الثانية راحة المواطن فى تلقى الخدمات من المصالح الحكومية وأهم أولوياتى انهاء البطالة ب01 مشروعات عملاقة ومكاتب لخدمة المواطنين فى كل منطقة وتوصيل المعاشات للمنازل ودعم التأمين الصحى وعمل صندوق اجتماعى للمطلقات والأرامل والمحتاجين وعمل حد أدنى وآخر أقصى للأجور،وفى برنامجى حل لمشكلة الاسكان بخفض أسعار الايجارات وتمليك الشقق بأكثر من 05٪ وأحرص على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الإنتاج الزراعى بزراعة سيناء والساحل الشمالى وزراعة الصحراء الغربية.