يسبقه تاريخ طويل من الدعوة والخبرة السياسية .. التى اكتسبها من والده، إنه يرحب بعقد مناظرات بينه وبين أى من المرشحين الآخرين طالما اتسمت بالخلق الرفيع .. يمول حملته من ماله الخاص وبجهود المتطوعين .. على علاقات قوية مع الأقباط، له معهم شراكة فى العمل وزمالة فى الحياة .. إنه حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الذى فتح قلبه ل «الأهرام العربى» وتحدث لها عن ذاته ورؤيته وبرنامجه وكان هذا الحوار.. أنت رجل دين وداعية إسلامى .. فكيف ترى نفسك رئيسا للجمهورية؟ ليس فى الإسلام شىء اسمه رجل دين .. وإنما الرجل المدنى هو نفسه رجل الدين .. بمعنى أنه قد يكون طبيباً أو مهندساً أو محامياً أو ما إلى ذلك .. وبالتالى ليس هناك انفصال .. ومن هذا المنطلق فأنا أعمل بالمحاماة وخصوصا فى القضايا المالية منذ حولى 28 سنة .. كما أننى كنت عضوا فى مجلس نقابة المحامين وعاصرت مراحل السياسة منذ منتصف السبعينيات عندما كان والدى نائبا فى البرلمان .. فرأيت السياسيين الكبار من أمثال رؤساء الأحزاب كإبراهيم شكرى وفؤاد سراج الدين ومصطفى كامل مراد وغيرهم، والنواب الكبار فى تاريخ البرلمان المصرى .. ورأيت أعضاء مجلس قيادة الثورة .. حيث كانوا يلتقون فى ندوة شبه يومية فى بيتنا .. إلى جانب المعاهدات الدولية والقوانين وبرامج الحكومة الاقتصادية والاجتماعية سنويا .. فنشأت على هذا من سن 14 سنة ..ومن حيث إلمامى وخبراتى فى السياسات العليا للدولة .. منذ الصغر.. وبالسياسات التحتية التنفيذية اليومية من خلال عملى فى البنوك والبورصة والمحافظة والنيابة والقضاء .. وهذا ما جعلنى أشعر بأن المسألة فى سياقها الطبيعى .. ما مصادر تمويل حملتك الانتخابية؟ الحملة حتى الآن لم نضع لها هيكلاً مالياً .. ولكن على كل حال .. بالنسبة لمصادر التمويل: هناك جزء يكون اضطراراً من نفقتى الخاصة .. وجزء آخر من تطوعات الناس المحبين لأنه فى الحقيقة فى كل مكان بمصر.. هناك ناس محبون يبذلون ما يستطيعون .. مثلا من يطبع أوراقاً .. أو يقيم مؤتمراً .. على نفقته الخاصة .. لكن .. هل تتقبل التبرعات العينية؟ أريد أن أقبلها، ولكنى فى انتظار القانون الذى سيصدر لتنظيم انتخابات الرئاسة .. ثم ابتسم قائلا: أريد أن أقبلها جدا .. ووجه خطابه للمسئولين لو سمحتم أصدروا القانون بسرعة .. لأننا نريد أن نقبلها .. قاطعته .. هل هذا ليس للنشر؟ فقال لا .. لا والله أقبلها.. ولكن بشروطها طبعا.. ما الرسالة التى تود أن توجهها لطمأنة الأقباط .. من مرشح ينتمى للتيار الإسلامى؟ الأقباط ليسوا قلقين منى .. وأنا عندى فى محافظة القاهرة وحدها 65 عضوا مسيحيا فى حملتى .. هل يمكن أن تذكر لنا مثالا لواحداً منهم؟ هناك رئيس لجنة الاتصال بالأقباط أو مندوبنا لدى المجتمع المسيحى أو مجتمع الكنائس .. لأنه لدينا لجنة للمساجد ولجنة للكنائس ولجنة للشوارع ولجنة للمصالح .. وهو صيدلى معروف من مصر الجديدة .. اسمة الدكتور ثروت ..إلى جانب أن الصلات مع المسيحيين .. يومية وطبيعية حتى فى مجال عملى. هل لك شركاء فى العمل من الأقباط؟ أولاً الذى بنى مسجدنا .. مسجد والدى .. والمعاهد الأزهرية فى قريتنا .. هو المقاول غالى كامل عبدالشهيد .. مقاول مسيحى .. وهناك محام مسيحى شريك لى فى شركة محاماة .. والمعاملات دائمة ومستمرة وبصفة يومية وكذلك فى المحافظات .. وعندما أذهب لمؤتمرات هناك يحضر معى وعلى المنصة مجموعة من القساوسة ورجال الكنيسة ويتكلمون فى المؤتمرات .. كما حدث فى مؤتمر ديروط .. وأزورهم ويزوروننى .. والعمل اليومى بيننا مستمر .. هل ستقابل البابا شنودة؟ ما المانع؟ ليس هناك أى مانع .. ولكن المسيحيين أنفسهم هم الذين يتكلمون عن إنه سلطة روحية .. وليس سلطة سياسية .. أما بالنسبة لى فأنا أقابل الجميع .. وماذا عن رؤيتك للسياحة التى هى عماد الاقتصاد الوطني؟ برنامجى يهتم بالسياحة ويسعى إلى زيادة الأماكن المخصصة لها، فليس معقولاً أن المناطق السياحية المصرية المسجلة دوليا ست فقط .. مع أنها يمكن أن تكون 16 منطقة سياحية .. وأن مجرد إتمام تسجيل هذه المناطق السياحية .. وهى مؤهلة لذلك تماما يؤدى إلى طفرة شديدة جدا فى دخل السياحة المصرية .. وفى دعم اليونسكو والمنظمات الدولية .. بما يعوض أى خلل .. وهذا التسجيل .. وهو لا يحتاج إلا إلى كفاءة إدارية تجعل المسألة تتم خلال سنة .. إن برنامجى السياحى يرى أن مصر بها عدة مجتمعات صحراوية ونوبية وفرعونية وريفية وإذا تم إنشاء قرى تعكس تاريخ هذه المجتمعات كما هى حال القرية الفرعونية .. ستؤدى إلى زيادة عدد الليالى السياحية لكل سائح .. إذا ما أغريناه بأن يعيش محاكاة للحياة الفرعونية وما إلى ذلك .. وأرى أن السياسة المصرية فى مجال السياحة يجب أن تعتمد على شريك أجنبى بنسبة ما فى كل مشروع سياحى .. حتى يتولى نفقات التسويق والترويج السياحى نيابة عنا فى الخارج .. وحتى إذا ما أصدرت أى دولة بياناً تعلن فيه لرعاياها ألاَّ تذهبوا إلى مصر لأن فيها خطورة .. ستخاف منه لأنه سيقاضيها فتمتنع .. وبالتالى يكون هذا تأمينا للسياحة .. وأوضحت أن الفقراء فى مصر يتكلفون مبلغ 10 مليارات جنيه كل سنة .. دعم لقطاع السياحة من ميزانية الدوله .. بينما تنمية قطاع السياحة على الصورة التى ذكرتها يؤدى إلى أن السياحة تدر دخلاً وتوفر أموالاً للفقراء .. ولا تحتاج إلى دعم .. ما تصورك لرؤية القوى الخارجية لتولى رئيس له خلفية إسلامية مهام الرئاسة فى مصر؟ تحديداً إسرائيل وأمريكا تتمنيان ألا يتولى الحكم فى مصر رئيس مصرى أساسا .. وتتولان هما بأنفسهما حكم مصر .. فإذا ما اخترنا إنساناً ينتمى لمصلحة الشعب المصرى.. فهما سترفضان لأنهما تستعصران ذهبا من مصر.. إنما الكلام الصحيح أن المسألة ميزان قوى .. وأنا أعتقد أن مصر أقوى من أمريكا فى المنطقة .. والسبب أن اقتصاد إسرائيل بالكامل .. وأكرر لك بالكامل إلا قليلا .. يعتمد على البحر الأحمر وخليج العقبة .. وكلاهما يمر بالشواطئ المصرية على طولها .. ومن هنا.. فإن أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن تقامرا بالمصالح المصرية أبدا .. خوفا على مصالحهم، التى ستخنق إسرائيل وتميتها .. وبالتالى تُسقط أى رئيس أمريكى .. لأنه سيصبح مضطرا لتعويض إسرائيل بالمعونات .. ومن هنا لا يمكن لأمريكا ولا لإسرائيل أن تضغطا على الشعب المصرى .. إذا كان الشعب المصرى يملك إرادته .. أما إذا جاء رئيس عميلاً لأمريكا أو يراعى خاطرها فإنها سوف تستمر على نفس النهج التى كانت .. والذى يهدف إلى إبقاء مصر راكعة وغير قادرة على حماية نفسها .. أما إسرائيل فتخشى من إغضاب مصر .. فهى تريد أن تحقق أمنها بإرضاء مصر .. وبالتالى لن يحدث فى مصر ما حدث فى الجزائر لأن أمريكا وإسرائيل محتاجة لترضية مصر بشرط أن يكون الحاكم المصرى فاهما جيدا هذا المعنى حين إذن هم من سيسترضانا .. هل تقبل بوجود جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟ شرعا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وظيفة الحكومة ولا يجوز الافتئات على حق الحكومة، مادامت مستقيمة على الحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ألا تخشى سيناريو الجزائر؟ مطلقا لا أخشاه .. وليس واردا بالمرة .. لأن الجزائر كانت تنطلق من انتخابات أما نحن فننطلق من ثورة .. هناك فارق.. الثورة معناها أن الشعب مرابط .. وانتخابات معناها مجرد ذهاب إلى اللجنة الانتخابية والعودة منها .. فنحن الآن فى قوة ولسنا فى مسألة انتخابات .. وإلا فطوال عمرنا الانتخابات تزوَّر.. هل تقبل إجراء مناظرات مع المرشحين الآخرين؟ من الجانب الخلقى الرفيع أنا أفضل عدم المناظرة لأن المناظرات فى بلادنا ستكون عملية رمى كلام ..عملية غمز ولمز، ولكنى أقبلها .. نعم .. لأننى لو رفضتها سيقال إنه رفضها لأنه لا يريد أن يقف أمام المنافسين .. وبالتالى أنا أهتف بأعلى صوتى أننى أرحب بالمناظرات .. ولكنى أرجو أن نحتفظ فيها بسمو أخلاقنا .. هل سيكون للمرأة دور فى المجتمع عند توليك الرئاسة؟ والله المرأة هى أمى وقد كانت تحمل درجة الدكتوراة .. وهى زوجتى وهى باحثة فى الاقتصاد .. وهى أختى ومعها دراسات عليا بعد الجامعة .. فالمرأة إذا ما كفلنا لها الخلق والدين والعلم لابأس أن تقوم بالأعمال ما دامت لا تخالف شرعاً. إذا ما قدر لك أن تفوز بمنصب الرئاسة فهل ستحرم الربا؟ الله هو الذى يحرِّم وليس رئيس الجمهورية ورئيس الجمهورية عليه أن يختار إما أن يطبق حكم الله وإما أن يعادى الله .. نحن إنما نقيم حكم الله .. لكن الوضع الحالى للتعامل مع الفوائد سيخلق فى حالة إلغائها آثاراً ضخمة جدا .. لابد من رعايتها .. فنحن لا نستطيع أن نلغى الربا .. وإلا سيحدث خراب .. ولذلك لابد أن يكون تطبيق ذلك بشرع الله الذى يراعى التدرج فى هذه الأمور .. حتى لا تحدث أدنى درجة من الأزمة للبلد ولا للأفراد .. ولا تذهب قضية واحدة إلى المحاكم .. ولا يحدث لأى إنسان محنة .. وبالتالى نحن نريد أن تطبق الشريعة الإسلامية ولكن .. برعاية الآثار الجانبية التى قد تترتب عليها.. ولهذا سيكون الأمر فى منتهى الهدوء والاتزان والتريث ..بحيث لا تحدث أى مشكلة مطلقا..