الصفقة وقعها مبارك عام 2010..ويتسلمها مرسي في يناير الكونجرس رفض دعم «الجماعة»..وأوباما تجاهل غضب تل أبيب محللون: «مرسى» قدم تنازلات للفوز بالصفقة وضمان التسليح أثارت صفقة الطائرات الأمريكية ( F16-s )، والتي أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تزويد مصر بها، حالة من الجدل في الأوساط السياسية والعسكرية ،الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء. ففي حين يري المحللون الأمريكان أن الاتفاق يتزامن مع حالة الاضطراب التي تشهدها الساحة المصرية، أكدت إسرائيل أن الصفقة جاءت نتيجة بعض التنازلات التي قدمها الرئيس مرسي، خاصة بعد اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بالإضافة لتركيب مصر "مجسات" تجسس في سيناء، لمراقبة الحدود، استجابة لرغبة تل أبيب. وكشف تقرير لموقع "فوكس نيوز" الإخباري، أن الولاياتالمتحدة سترسل 20 طائرة (F16-s) إلى مصر، على الرغم من الاضطرابات التي تشهدها القاهرة, حيث أشار "مكسيم لوت" صاحب التقرير إلي أن الاضطرابات في مصر لم توقف شحنة ال 20 طائرة مقاتلة طراز F-16s ، وقد أرسلت بالفعل طائرة هدية مرسوم عليها العلم المصري. وتأتي الصفقة الأمريكية ضمن حزمة المساعدات العسكرية السنوية، والتي تقدر بنحو مليار دولار، حيث سيتم تسليم أول أربع طائرات من هذا النوع إلى مصر في 22 يناير المقبل، وذكر التقرير الخاص بالصفقة، أن أمريكا دفعت 213 مليون دولار، كجزء من حزمة المساعدات الخارجية لمصر، دون موافقة المشرعين في واشنطن. وقال مصدر بالقاعدة الجوية الأمريكية "فورت وورث"، ل" فوكس نيوز"، إن الطائرات خضعت للاختبار, ومصر لديها بالفعل أسطول يصل إلى 200 طائرة من الشحن الحديث"، مشيراً إلى أنه تم توقيع الصفقة قبل عامين إبان حكم الرئيس السابق، حسني مبارك. فيما أكد مسئولون أمريكيون أن صفقة الطائرت ستضع الرئيس باراك أوباما، في موقف حرج، بعدما قدمت إدارته كميات هائلة من المعدات العسكرية لكلا الطرفين المتصارعين – مصر وإسرائيل - بسبب مشاكل واشنطن المالية، حيث يرفض دافعو الضرائب من الأمريكيين، أن يكونوا المورد الرئيسي للأسلحة لمصر بصفة خاصة. كما انتقدت رئيسة لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس الأمريكي، إيلينا روس ليتينن، تقديم بلادها المساعدات العسكرية لمصر, مشيرة إلي أن إدارة أوباما تريد إلقاء المال في يد الحكومة المصرية، خاصة أن الرئيس مرسي لا يمكن أن يكون حليفا واضحا للولايات المتحدة – بحسب تعبيرها. وفي هذا السياق، قال نائب رئيس "لوكهيد مارتن"، جون لارسون، "إن الشركة ملتزمة بتقديم التعاقدات من الطائرات المقاتلة لعملائنا، وهناك شراكة دائمة تم إحرازها مع الحكومة المصرية". فيما أكد المتحدث باسم البنتاجون، الكولونيل ويسلي ميللر، أن الطائرة "F-16" تطير أكثر من 500 كيلومتر، وتعين أسلحتها بدقة فائقة، وتستخدم للدفاع عن نفسها ضد طائرات العدو، والعودة مرة أخري لنقطة البداية، كما أن لديها القدرة في جميع الأحوال الجوية، وتسمح بدقة تسليم الذخائر أثناء الظروف غير العادية في القصف". وأشار "ميللر" إلى أن تسليم أول مجموعة من F16-s، يعكس التزام الولاياتالمتحدة بدعم جهود التحديث العسكري المصري.، مؤكداً أن الصفقة تعزز من قدرة مصر، للمساهمة في مجموعة من المهام الإقليمية. موقع "دبكة" الإسرائيلي، أكد أن إدارة أوباما درست البعد السياسي للصفقة, قبل الكشف عن موعد تسليم أول أربع طائرات، من إجمالي 20 مقاتلة، وذلك رغم الاعتراضات الكثيرة في واشنطن، حيث يرى البعض أنه ليس من الحكمة إرسال طائرات إلى مصر لتقع في قبضة حكومة الإخوان غير المستقرة. وأشار الموقع إلى وجود مجموعة واسعة من جماعات المعارضة - المؤيدة للديمقراطية من الليبرالية والعلمانية والنساء والمسيحيين – ضد ما يقوم به مرسي, مشيراً في الوقت ذاته إلي ما أكده مصدر عسكري من أن الطائرة F16 قد حلقت في سماء القاهرة بشكل رمزي يوم الاثنين الماضي. ويرى المحللون في "دبكة" أن الرئيس أوباما أثبت باختياره للإسلاميين في مصر، ومساندته لهم، أنه ضد المعارضة المؤيدة للديمقراطية والليبرالية، وهو الخيار الذي وجد فيه نوعا من الإحراج أثناء حملته الانتخابية لفترة ولايته الثانية, وبدا ذلك واضحا مع إعلان وقف إطلاق النار في القاهرة يوم 20 نوفمبر الماضي، بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون. وجاء إعلان واشنطن عن تسليم ال 20 طائرة مقاتلة F-16 لمصر, تزامناً مع تخصيص 650 مليون دولار من الذخائر، لإعادة ملء الترسانات الإسرائيلية، حيث تزود الولاياتالمتحدةالأمريكية سلاح الجو الإسرائيلي ب 6900 قنبلة ذكية، موجهة بالأقمار الصناعية، و10آلاف من القنابل المختلطة - بما في ذلك 3450 TONNERS وقنابل تزن 250 كيلوجراماً بعدد 1725 قنبلة - وكذلك نوعين من باستر-المخابئ - 1725، GBU-39 قنابل و3450 BLU-109s. "مصر لا تخضع لأي شروط مهما كانت الأحوال ،فالقوات الجوية تتمتع بكفاءة عالية، ظهرت للجميع في حرب أكتوبر 1973". هكذا علق الخبير العسكرى، اللواء ممدوح عطية، مؤكداً أن مصر ليست بحاجة إلى صفقة الطائرات الأمريكية لحماية الأمن القومي ضد العدو الصهيوني, مشدداً على أن الطائرات الموجودة لدى سلاح الجو المصري، يكفي ويزيد – بحسب تعبيره. وقال "عطية"، إن القوات المسلحة المصرية وطنية تخضع للوطن، وأن اسرائيل لا تخشي سوى قدرات وإمكانيات الجيش المصري، الذي أبهر العالم.