أيها السادة، هل تسمحون لي بالاعتذار هذا الأسبوع، فقد أصابني ما يصيب البشر عادة عندما تتوهج أرواحهم وتنتفض قلوبهم، وما توهجت روحي وانتفض قلبي إلا عندما وقعت في لجة عميقة لا قرار لها، ولعلني لا أستطيع أن أصف لك ما أنا فيه الآن، فقد انعقد لساني عندما وقعت في هذه اللجة، لا تقل لي: إنك مصري يستطيع أن يتخطى الصعاب، ولا تقل لي أيضا: إن أي مصري يستطيع أن يتخطى أي لجة، فتلك ليست لجة عادية، إنها لجة لا مثيل لها، لذلك أعتذر لك، فأنا لن أستطيع كتابة وقائع وأحداث حارة درب المهابيل هذا الأسبوع، فمن منا يستطيع أن يتمالك نفسه عندما يجلس مع واحد من الإخوان ويستمع منه عن المعجزات التي أجراها الله على يد فخامة الرئيس المؤمن القطب الروحاني، والنور الوجداني، العارف الواصل محمد محمد مرسي عيسى العياط ! هذه هي اللجة التي قصدتها أيها السادة، لجة النور الذي تدفق من الواصل والعارف بالله محمد مرسي فأغرقني، فحيل بيني وبين الكلام، لذلك فإنني وأنا غارق في نشوة الوصل، وفيض النور، توقفت عن الحياة، وانقطعت عن الدنيا، فحين تتكلم الأرواح تنعقد الألسنة، وقد انعقد لساني، لذلك فإنني سأترك المساحة المخصصة لي والتي أحكي لكم فيها عن حارتي المصرية، سأتركها للسيد الشيخ الواصل ذي الفيض الجاري، والنور الساري، بهاء الحق والحقيقة والدين، منبع المعارف والكمال، سيد السادات، المقبل عليك، الواله في محبة مولاه، الغني المُعرض عن المراد الدنيوي والأخروي، المنسلخ عن الحجاب البشري، قطب الأولياء، برهان الأصفياء، قامع البدعة محيي السنة شيخ المشايخ، القطب الحقاني، والغوث الصمداني، الشيخ الإخواني، المعروف بالإمام الرباني، المجدد للألف الثالث، قطب دائرة الإرشاد، غوث الثقلين على السداد، السائر في الله، الراكع الساجد ذي الجناحين، مولانا نور الإخوان، حضرة الشيخ "محمد محمد مرسي العياط". وها هو الشيخ القطب النوراني المتسلح بالبركات، الغني عن المعجزات، محمد مرسي يتحدث معكم، فاسمعوا ما يقول:(أهلي وعشيرتي، أنا، بصفتي الشرعية، وأنا أتحدث عن الشرعية، ولا مجال إلا للكلام عن الشرعية، ولكن هناك شرعية أخرى تختلف عن الشرعية، صحيح أنني أعرف أن هناك أصابع تلعب في الشرعية، ولكن لازم كلنا نحضن بعض علشان نعدي من عنق الزجاجة، لأننا في منحدر الصعود، وأنا أعرف أن هناك من أفشى أسرارا مهمة، كشفوا فيها عن أنني منبع الحلم، ونور الظلام، وسلطان الكبراء المتقدمين، وغوث العامة والخائفين، شيخ الشريعة، وشهباز الحقيقة، الفاني في الله والباقي في الله، وحين كشفوا الحقيقة، كُشفت الحقيقة أمام العامة، فعرف الناس أن الرسول محمد بن عبد الله، بما هو أهل له من الصفات، نزل إلى الدنيا ليبارك اعتصام رابعة، ثم عندما رفع بلال بن رباح الأذان، وأقيم للصلاة، انتظر الناس أن يتقدم الرسول بما هو أهل له من الصفات كي يؤم الصلاة بالمسلمين، كان الناس يظنون وقتئذ أنني في سجن العساكر، أو في الحرس الجمهوري، هم كانوا يظنون ذلك، ولكنني كنت منطلقا في الآفاق الرحيبة، لا تحدني حدود، ولا تقف في وجهي سدود، لذلك أتيت إليهم في رابعة عندما عرفت أن الرسول بما هو أهل له من الصفات قد جاء إلى حياتنا الدنيا، فلا يصح أن يأتي ولا أكون في استقباله، وحين رآني الرسول هش في وجهي وبش، وأضاء وجهه ملكوت رابعة وميدان الساعة وأول عباس العقاد، ثم قال له الدكتور جمال عبد الهادي الإخواني، تقدم للإمامة يا رسول الله، فنظر لي الرسول وقال: لأ، ودي تيجي، العبد الفاني في نور الله، محمد مرسي بيننا، وأتقدم أنا للإمامة، تقدم يا مرسي، فتقدمت واخترقت. هل عرفتم الآن من هو محمد مرسي قول الحق الذي فيه تمترون، مرسي الإمام، رضيه الرسول إماما أيها الناس الحَوَش، أفلا ترضونه رئيسا، سيمحق الله البركات من أرضكم، وسيسلط عليكم القمل والضفادع والبراغيث والجراد، وستكون الآفة الكبرى عندما ينقطع النور من بلادكم، قطعتم نوري فانتظروا الظلام، ألم يأن لكم أن تخشعوا وأنتم ترون "جبريل" وهو يتنزل عليكم في رابعة، ومع ذلك فإن الشرطة لا تراعي وجوده فتطلق النار على المعتصمين! أتطلقون على الإخوان النار وجبريل بيننا، لا يظن أحدكم أنني أتحدث عن محمد جبريل مقرئ القرآن، ولكنني أتحدث عن أخي الملاك جبريل، روح القدس. ومع ذلك أيها السادة فلا أظنكم تعرفون حقيقة ما قاله بعض الأخيار عني في الفترة الأخيرة، قال أحد الإخوان، وكنت قد أئتمنته على هذا السر، إلا أنه أفشاه، فذكر خبر زيارتي لأمانيا عندما كنت رئيسا شرعيا، ساعتها طلبت من المستشارة الألمانية أن أزور الريف الألماني، وهناك وأنا أتمشى ومعي السواق الخاص بي، رأيت جماعة من الناس يطوفون حول شجرة بلوط ضخمة، إنها أكبر شجرة بلوط أراها في حياتي، ما بال هؤلاء الناس يطوفون حولها، فاقتربت منهم، حينذاك رأيت رجلا أبيض الوجه أشقر الشعر، من بني الأصفر، فسألته بإنكليزيتي التي تعرفونها، "هو يو يا مينز ؟" فقال لي: نحن نعبد هذه الشجرة ! فقرأت عليهم سورة الرحمن، فسجدوا لله، وأسلمت القرية كلها، وأطلق هذا الرجل الأصفر على نفسه اسم: عبد الرحمن الجيرماني، وهو الآن مسئول الإخوان في قرية "البلوط" الألمانية، وفوق هذا وذاك، عندما كنت في الزنزانة منذ أيام اشتقت للكعبة، نعم اشتقت لها ورب الكعبة، فأخذت نفسي وطرت إليها دون أن يكون أمامي أي عائق من العوائق المكانية أو الزمنية، وهناك قمت بالعمرة، ثم صليت الفجر، ثم قررت أن أذهب لزيارة حبيبي محمد بن عبد الله في المدينة، فذهبت إليه وصليت في الروضة الشريفة ثم مررت على الرسول محمد وسلمت عليه وجلست معه بعض الوقت ثم استأذنته وعدت سريعا إلى زنزانتي حتى لا يفتقدني أحد، وعندما عدت وجدت الدنيا مقلوبة رأسًا على عقب، يا سبحان الله، ما هذه الدوشة، ما هذه الزيطة، لماذا يبحث الحرس عني في كل مكان؟! المهم أنني دخلت الزنزانة في سكون وهدوء كأن شيئا لم يكن، وندهت على أحد الحرس، الذي ما أن نظر لي حتى وقع مغشيا عليه، فوضعت يدي على وجهه فأفاق سريعا، سألته: ما هذا؟ ما الذي روَّعك يا رجل؟ فقال إنهم بحثوا عني طول الليل ولم يجدوني، فاستنجد مأمور السجن بوزير الداخلية الذي جاء مسرعا، وبحثوا عني في كل مكان، الكل اشترك في البحث، المخابرات والشرطة، والرقابة الإدارية، والجهاز المركزي للإحصاء، ولكنهم لم يعثروا عليَّ فاستنجد وزير الداخلية بالسيسي، الذي حضر مسرعا للسجن، وكلف أجهزة سرية بالبحث عني، وبينما هم على هذه الحالة إذا بي أدخل إلى زنزانتي دون أن يراني أحد، لذلك وقع الحارس مغشيا عليه. وبعد دقيقة كان الخبر قد وصل للسيسي ووزير داخليته، فجاء لي السيسي وهو مضطرب أشد الاضطراب، وما أن رآني حتى قال لي: أستحلفك بالله، أين كنت؟ فقلت له: المسألة بسيطة، لأنني صاحب شرعية، لذلك ذهبت بشكل شرعي لأداء العمرة والصلاة في الكعبة وزيارة الرسول، ثم عدت. فقال لي السيسي: ولكن كيف فعلت ذلك؟ قلت له: الإخوان منذ زمن بعيد يطلقون عليَّ: محمد مرسي أبو خطوة، فبخطوة واحدة أستطيع اجتياز حواجز الزمان والمكان. فقال لي: أستحلفك بالله، هل لك معجزات أخرى أو أن هذه هي آخر معجزاتك؟. قلت له: لااااا هناك معجزة الإسراء والمعراج. قال وقد اندهش: إسراء ومعراج، أليست هذه للرسول صلى الله عليه وسلم فقط. قلت: ولعباد الله الصالحين، وأنا منهم، فقد كانت رحلتي الإسرائية المعراجية خطيرة. قال: وما دليلك على أن لك إسراء ومعراج؟ قلت له: الله ذكرني في القرآن، ألا يكفيك هذا؟ قال وقد اندهش: كيف؟ قلت له: ألم تقرأ قول الله "اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها" فأنا مرساها، وكذلك قول الله تعالى "يسألونك عن الساعة أيان مرساها" فأنا مرساها. وهنا انقطع السيسي عن الكلام أيها السادة ألم أقل إنني صاحب شرعية، وللتأكيد سأحكي لكم المرة القادمة عن رحلة الإسراء والمعراج التي قمت بها، ولقد كانت رحلة شرعية. رواها لكم محمد مرسي عيسى العياط.