«شكرا يا أبناء مصر المحروسة المحبوبة، لأنكم بعطفكم أنقذتم شعبا شرده العنف وإبادة التعصب، ونحن عرفانا بالجميل لأنكم ضمدتم جراحنا، نتعهد بالاخلاص وبخدمة هذا الوطن، ساعون وإياكم لخوض المعارك لمصلحتكم وتقدمكم وازدهاركم» .. هكذا بدأ المطران كريكور أوغسطينوس، أسقف الأرمن الكاثوليك، حواره مع «فيتو».. مستدعيا أحداث التاريخ ، يقول: استقر الأرمن فى مصر منذ القرن الثامن الميلادى، لكن بداية توافدهم كانت فى العصر الفاطمى، ويقال إن بدر الدين الجمالى، أحد قادة الفاطميين، من أصل أرمنى لكنه اعتنق الاسلام، وقد شهدت الجالية الآرمينية، ازدهارا فى عهد محمد على ، وحصلت على ضمانات للاقامة بسلام، خصوصا بعد حملة نابليون على مصر، وفى عام 5191 نزح كثير من الأرض إلى مصر، وقد اكتسب الأرمن من المصريين عاداتهم وتقاليدهم، لكن لنا عاداتنا التى حافظنا عليها وتراثنا المجتمعى المتوارث عبر الكنائس والنوادى والمدارس الآرمينية، ويبلغ عددنا فى مصر 31ألفا، تتركز فى القاهرة والاسكندرية وطنطا. مجترا معاناة أجداده قال المطران كريكور: تعرض الآرمن لحروب واضطهادات كثيرة، بدأت حينما اعتنق «آرمينيا» المسيحية عام103م، ثم معركة «أفادير» - المعروفة ب«فارطاناتس»- فى عام 154، ثم ممارسات العثمانيين ضد الآرمن عام5191م، وحاليا مشكلة «قرة باغ»، فقد استمر النزاع المسلح بين آرمينيا وأذربيجان «من الجمهوريات السوفيتية السابقة»، بداية من فبراير8891 حتى مايوم 4991، إثر طلب البرلمان فى «قرة باغ» الانضمام إلى آرمينيا، وكانت ذروة الصراع آواخر شتاء2991، ونزوح عدد من الآرمن إلى دول عربية من بينها مصر، وقد غمرنا الشعب المسلم بعطفه وأنقذ شعبا وفتح لنا بيوته بالمحبة والرحمة. وأوضح أن الأرمن ا لموجودون فى مصر يتواصلون مع آرمن العالم بالبريد الالكترونى وأحيانا الزيارات فى الأعياد والعطلات الرسمية. شارحا أنشطة الآرمن فى مصر تابع المطران كريكور لنا حياة اجتماعية وثقافية وتربوية ورياضية، فنعمل على تربية الأجيال بالمدارس وعقد الندوات الثقافية فى النوادى الرياضية والاجتماعية، وتصدر الجالية الآرمينية عدة جرائد للآرمن ومجلة شهرية باللغة العربية، ولدينا الجمعية الآرمينية الكاثوليكية والارثوذكسية، وهى جمعية خيرية تهتم برعاية العائلات المحتاجة ودعم الطلاب من الابتدائى حتى الجامعة. المطران كريكور تحدث عن صناعات وحرف الآرمن قائلا : الآرمن بارعون فى الاقتصاد والتجارة والصناعة والطب وأيضا الحرف المهنية ولنا باع طويل فى صناعة المجوهرات والتصوير الفوتوغرافى وتجارة الجلود والأقمشة، ومن أشهر التجار المقيمين بمصر «كزليان» و «سفريان»، واشتهر الآرمن أيضا بالطباعة، ففى مصر مطبعة «أفريكان برس» و «نوبار» و «قرة كوذيان»، وهى مطابع آرمينية، وتشتهر عائلة «ميكاليان» بفنون التحف والتماثيل، وهناك الأشغال اليدوية كتطريز ملابس الكهنة وثياب العروس والصالونات، أما العادة الأصيلة فى كل بيت آرمنى فهى اقتناء بيانو ومكتبة والولع بالموسيقى.