سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أرض الفيروز» بين الإرهاب وطموحات التنمية.. مسلم: تعمير سيناء «صعب».. واحتماء الإرهابين بالمدنين يزيد الصعوبة.. قطرى: تحقيق الاستقرار أول محطات البناء.. ومطالب بتنمية العقول قبل العمران لمواجهة التطرف
منذ سقوط المعزول «محمد مرسي» خلال التظاهرات الشعبية التي اندلعت إبان ثورة 30 يونيو، تحولت أرض الفيروز إلى معسكر للإرهاب، وخيم على أهلها صمت حزين كسى ملامحه جميع أبنائها من هول الدماء التي اريقت بتفجيرات ورصاص أهوج أصاب كبد المصريين. وفى ضوء تصاعد الأحداث بسيناء، بقت قضية تعمير أرض الأنبياء عالقة في أذهان جميع المسؤولين، ما بين مؤيد للفكرة ورافض لها، فالفريق الأول يرى أن تعمير الأرض هو أول قاطرة لمواجهة الإرهاب، فيما كان الرأى الأخر أنه سيتسبب في زيادة الخسائر لاستحالة مواجهة الأيد التي تبنى وتزرع قناصات الرصاص والألغام المزروعة، «فيتو» رصدت معركة البناء والإرهاب في سيناء. صعوبة المواجهة أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن الإرهابيين يحتمون في منازل القبائل العربية بسيناء، في محاولة للاحتماء بالمدنين وهو ما يزيد صعوبة مواجهتم. وقال مسلم، لن نستطيع تعمير سيناء في الوقت الراهن لأن مساحتها تبلغ ضعف مساحة منطقة الدلتا أو أكبر موضحا، وهو الأمر الذي سيستغرق أكثر من عشرين عاما، وقد يتضاعف الأمر مع المشهد المضرب لديهم، بالإضافة إلى انشغال الدولة بمشروع محور تنمية القناة. علاقة التنمية بالإرهاب من جانبه قال "محمود قطري" عميد شرطة سابق، إن العلاقة بين تعمير سيناء والقضاء على الإرهاب، أمر وثيق الصلة لتحقيق التنمية الشاملة التي تسعى الدولة لتحقيقها منذ سنوات عديدة مضت. وأوضح قطرى، كلما استطاع الأمن فرض سيطرته على سيناء زادت فرص التنمية الجادة، في الوقت الذي تنعدم في مؤشرات البناء في ظل اضطراب الأوضاع. وكشف الشرطى السابق، أستأجر عدد من الإرهابيين للشقق المفروشة، ما يساعدهم المكوث لفترة طويلة في حمية بعض العرب وفى غفلة عن أعين الشرطة، ما يزيد من الاضطراب الواقع بالمنطقة. وتابع "قطري" أن مواجهة الإرهاب في سيناء ليست من اختصاص الجيش، بل هو اختصاص رئيسى للشرطة، مؤكدا أن وضع الجيش في الخط الأول من مواجهة الإرهاب خطأ فادح، لأن الجيش لا يملك الخبرة الكافية للتعامل مع الأمن الداخلي، خاصة أن تدريب القوات المسلحة هو التعامل بالأسلحة الثقيلة، وفى ميادين المعارك البارزة، مؤكدا وجود قصور شديد في منظومة الأمن الوقائي بالداخلية، بعد وقائع 25 يناير. سلاح التنمية في السياق ذاته قال «سلامة الرقيعي» برلماني سابق بشمال سيناء، إن كل رقعة يتم تعميرها يختفي الإرهاب الغاشم منها، مشدد على ضرورة التنمية خلال الوقت الراهن. وأكد الرقيعى، أن تنمية سيناء، يجب أن تبدأ بالتكوين الفكرى والثقافى، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية البشرية لسيناء لمواجهة الفكر المتطرف، وذلك قبل البناء والعمران.