- أول قاضية جنايات تكشف دور «مرعى» في ترقية النساء داخل السلك القضائى المستشارة سالى الصعيدي، عضو المكتب الفنى لمحكمة النقض، وأول قاضية دخلت المحاكم الجنائية في مصر، حصلت على درجة الماجستير، وتستعد للحصول على درجة الدكتوراه في القانون الدولي، لديها ولدان وبنت، وزوجها يعمل خارج الوسط القضائي. عملت بالنيابة الإدارية حتى عام 2007 فور تخرجها في كلية الحقوق، لتنتقل بعدها للعمل في محاكم الأسرة والمدنى والإجرائي، والجنح المستأنفة، وجنايات جنح الأحداث ثم الجنح المستأنفة بمحكمة شمال القاهرة. "الصعيدي" أكدت أنها لا تخشى التعامل مع المجرمين، ولا تتعاطف مع المرأة المتهمة بالدعارة، وترى أن الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك يستحق العفو، وأن قرارات الرئيس المعزول محمد مرسي بالعفو عن عدد من المساجين سبب الجرائم الإرهابية التي تشهدها البلاد. وعن تفاصيل أول يوم لها على منصة القضاء قالت "المستشارة سالي": عندما جلست على منصة في محكمة جنايات جنح الأحداث كانت هناك نظرات استغراب وعلامات دهشة من المواطنين الموجودين داخل الجلسة بوجود امرأة قاضية على المنصة، وكانت أصعب قضية باشرتها هي قضية شاب كان لديه كشك صفيح تحت أحد الكبارى وكان يديره للدعارة، كما نظرت عددًا من القضايا لأطفال تحت سن ال18 عامًا ارتكبوا جرائم قتل عمد، مثل مشاجرة بين طفلين في مدرسة ترتب عليها مقتل أحدهما، وأصبح الآخر متهمًا ومجرمًا، وأصعب ما يكون في القضاء الجنائى أنه يمس حرية الأفراد، بعكس القضاء المدنى الذي لا يصدر أحكامًا تؤثر في أو تقيد حرية الأفراد. "الصعيدي" كشفت الدور الذي لعبه المستشار ممدوح مرعى وزير العدل الأسبق، في دخولها "محكمة الجنايات" بقولها: عندما تقابلت مع المستشار ممدوح مرعي، وزير العدل الأسبق، قلت له "يا معالى الوزير أنا نفسى أدخل القضاء الجنائي"، فرد "مرعي" وقال: "لا أمانع من دخولكن القضاء الجنائى والعمل به"، وبعدها حصلت على دبلومة ثم ماجستير في القانون الجنائى لأجهز نفسى للعمل بالقضاء الجنائى إلى أن وفقنى الله والتحقت به.. وصعوبة القضاء الجنائى ترجع إلى أنه قضاء عقيدة وليس ورقًا فيتم قراءة ورق الإدانة وأدلة الثبوت وأدلة النفى ويختار القاضى ما يرتاح له ضميره وقلبه وما يشعره أن المتهم مدان وهذا في غاية الصعوبة. وتعقيبًا على خروج أصوات تشير إلى أن "شيوخ القضاة" يرفضون جلوس المرأة على منصة القضاء قالت المستشارة سالى الصعيدي: صحيح كان هناك اعتراض من شيوخ القضاء على اعتلاء المرأة منصة القضاء، ولكن على مستوى تجربتى الشخصية تلقيت كل المساندة والتشجيع والدعم الحقيقى من أساتذتى شيوخ القضاة، خاصة خلال عملى حاليًا بمحكمة النقض، قمة الهرم القضائى في مصر، كما أنهم وجدوا إصرارى واستعدادى للعمل، وقدرتى على دراسة القضية وقراءتها جيدًا قبل أن أصدر حكمًا، فالقضاء بالنسبة لى لم يكن وظيفة عادية، وإنما دراسة وقراءة مستمرة وفحص وتدقيق للخروج بحكم سليم. وفى سياق حديثها عن القضايا المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، والحديث عن احتمالية صدور "عفو رئاسى عنه" قالت "الصعيدي": مبارك ليس إرهابيا، ولا يمكن أن أضعه في نفس السلة مع الإرهابيين الذين أصدر المعزول قرارًا بالعفو عنهم خلال حكمه، ويجب احترام الرئيس المخلوع لكونه رئيسًا سابقًا لمصر، خاصة أنه لم يرتكب جرائم إرهابية، ولا أرفض فكرة العفو عنه طالما لم يخن بلده، وهذه عملية سياسية ترجع إلى القائمين على القرار في مصر. وأوضحت أيضا أن محاولة المقارنة بين وضع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والرئيس "المعزول" محمد مرسي "غير صحيحة"، مشيرة إلى أن "قرارات المعزول بالعفو عن عدد من المساجين سبب الجرائم الإرهابية التي تشهدها البلاد وإذا صدرت ضده أحكام قضائية تدينه وتؤكد أنه خائن أو جاسوس أو عميل، فأنا ضد العفو عمن خان بلده" - على حد قولها-. النص الكامل للحوار على بوابة "فيتو" الإخبارية"