بعد ان حكم الاخوان المسلمون مصر ونجح الرئيس محمد مرسى فى نزع فتيل الأزمة الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس برعاية أمريكية ما أدى إلى سيل من المديح والإشادات بالرئيس الإخوانى ظهرت دراسات وتقارير تؤكد ان تل ابيب تريد لإخوان الاردن ان يحلوا محل الملك عبد الله الثانى, والغريب ان محللين غربيين يؤكدون ان الاخوان قدموا الإسرائيل ضمانات مقابل وصولهم لعرش المملكة على أن يدفع ثمن الصفقة بأثر رجعي. مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق جيورا ايلاند ذكر فى دراسة له بعنوان «البدائل الإقليمية لحل الدولتين» ان هناك حلا آخر للقضية الفلسطينية يرفضه العاهل الاردنى ويحتاج لمن يمرره بدلاً منه، موضحا فى الدراسة الصادرة عن مركز بيسا بار بجامعة إيلان,»انسوا حل الدولتين، الطريق إلى حل الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى هو حل الولاياتالمتحدة, والذى يشمل الأردن ثلاث ولايات تحكمها حكومة اتحادية فى عمان» الضفة الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة». الكاتبة الأردنية لميس اندونى اشارت أيضاً لهذا الفخ وذلك فى مقال لها عن الخيار الأردنى اوضحت فيه ان اسرائيل تريد نقل السكان الفلسطينيين إلى الاردن وخاصة المناطق التى يسكنها العرب فى الضفة الغربية, واكدت ان هذا الخيار بات مهددا للفلسطينيين والأردنيين, وتستخدمه اسرائيل فى وقت الأزمات. اندونى كشفت البعد الخطير فى علاقة اخوان الاردن بالخيار الاردنى , اى تنفيذه لمصلحة اسرائيل , حيث قالت ان جماعة الاخوان المسلمين كانت نشطة فى الاردن منذ الربيع العربى وبعد وصولهم للسلطة فى مصر وتونس , طالبت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بضم الضفة الغربية الى الاردن، واعتبرت اندونى هذا المطلب الامريكى بمثابة بيع الاردن إلى جماعة الاخوان المسلمين. الاخطر فى هذا الملف ما كشفه خالد ابو طعمة مراسل صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية حيث قال إن ادارة اوباما قررت التخلص من الملك عبدالله الثانى ملك الاردن, مؤكدا ان مارك تونر, المتحدث باسم الخارجية الامريكية صرح بوجود ما يعرف ب «العطش من اجل التغيير فى الاردن», وهى التصريحات التى دفعت مسئولين حكوميين اردنيين للحديث عن مؤامرة ضد الاردن تقودها الولاياتالمتحدة لإسقاط نظام الملك عبد الله. وزاد من غضب مسئولى الاردن ان مارك تونر استشهد على تعطش الاردن للتغيير بخروج آلاف الأردنيين إلى الشوارع للاحتجاج على التدابير الاقتصادية الصعبة، وتزامن ذلك مع وصول سقف هتافات المتظاهرين فى العاصمة الأردنية الى « الشعب يريد إسقاط النظام». مالم يفصح عنه تونر بشكل مباشر افصح عنه تقرير لجهاز الموساد الاسرائيلى , نشره موقع «ديبكا» العبرى المعروف بقربه من دوائر الاستخبارات فى اسرائيل, وجاء فيه حرفيا «أن التغيير فى الأردن يجب أن يكون مرتبطاً بخطة الولاياتالمتحدة البديلة، التى يمكن أن يمثلها الإسلام السياسى والإخوان المسلمين،على وجه الخصوص, والواقع أن هذا هو ما حدث بالفعل فى مصر وتونس, والدور القادم على الأردن، وقد استبق الأمريكيون الوضع لتوفيق النظام الأردنى مع الإخوان المسلمين، التى تمثل أقوى مجموعة معارضة أردنية «. وفى السياق ذاته ذكرت تقارير استخباراتية نشرها موقع ديبكا الاسرائيلى أن الوسيط بين الإخوان الفلسطينيين فى الأردن والحكومة الإسرائيلية هى سيدة تدعى «فاتن البداد» , المعينة للقضاء على الملك عبد الله جسدياً ومساعدة القوات الإسرائيلية لوضع حد لحل الدولة الواحدة من خلال توحيد شرق الأردن وعشرة فى المائة من الضفة الغربية, واسقاط النظام الملكى الهاشمي، كهدف تسعى إليه إسرائيل بكل قوتها! وعن سر رغبة حكومة نتنياهو فى التخلص من الملك عبد الله الثانى , يقول اسرائيليون إنهم يريدون أن يقتربوا من الإخوان فى مصر وسوريا واليمن وتونس وليبيا, وتؤكد دراسات بحثية فى إسرائيل أن الإخوان المسلمين ضمان لإسرائيل ومصر, وما قدمه الإخوان للدول المجاورة من تعاون وتنازلات أزال مخاوف قادة إسرائيل من حكم الإخوان المسلمين. الدراسات الإسرائيلية تؤكد ايضا أن الرئيس محمد مرسى يتبع نفس سياسات مبارك التى تحقق مصلحة أمن إسرائيل والمسائل الاستراتيجية, وانه ليس هناك خوف فى تل ابيب من حكم الإخوان لسوريا والأردن. وتقول الدراسات الإسرائيلية إن سقوط النظام الملكى فى شرق الأردن من شأنه أن يحول هذا البلد إلى جنة للفلسطينيين وبالتالى فالفلسطينيون الذين يحملون الجنسية الأردنية سيستخدمون لسيطرة الإخوان على السلطة وفتح البلاد للاجئين الفلسطينيين من سوريا وربما لبنان, لكن الأهم من ذلك هو أن الأردن سوف تكون وجهة رئيسية للفلسطينيين من الضفة الغربية، بعد ضم عشرة فى المئة من أراضيها، وهو ما رفضه الهاشميون، انطلاقاً من الاهتمام بمصالح العائلة المالكة الأردنية ، لأن أنصار الإخوان هم من الفلسطينيين بشكل كامل.