لمح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المتوقع أن يخوض انتخابات الرئاسة في أغسطس إلى أنه سيكثف حملته لتطهير مؤسسات الدولة للحد من نفوذ رجل دين يتهمه بمحاولة الإطاحة به. واستغل أردوغان كلمة ألقاها يوم الأحد عقب اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه ليوضح أن معركته مع رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله كولن لم تنته. وتم إبعاد آلاف من ضباط الشرطة ومئات القضاة وممثلي الادعاء وإقالة مسئولين كبار في مؤسسات حكومية فيما ينظر إليها على نطاق واسع باعتباره خطوة لتقليص نفوذ حركة "خدمة" التي يتزعمها كولن. ويوجه أردوغان الاتهام لكولن الذي يحظى بكثير من الأنصار في الشرطة والقضاء والجهاز الحكومي بالتخطيط لفضيحة فساد لمحاولة إسقاطه وبإقامة "كيان مواز" داخل الدولة، وكان قد دعا الولاياتالمتحدة لترحيل كولن الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999. كان أردوغان قد قال إنه قد لا يتخذ القرار النهائي بشأن ترشحه للرئاسة إلا في منتصف يونيو حزيران لكن من المقرر أن يعقد مؤتمرا انتخابيا في كولونيا في ألمانيا هذا الشهر بعد أن سهلت إجراءات تصويت الأتراك في الخارج. وقال ياسين أقطاي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسئول عن الشئون الخارجية للصحفيين في إسطنبول، اليوم الإثنين، إن فترة رئاسة أردوغان ستكون أقوى من رئاسة عبد الله جول الذي كان دوره شرفيا إلى حد بعيد. وأضاف "رئاسة طيب أردوغان لن تكون في حدود (دور) شرفي، الصلاحيات الواردة في الدستور الآن كبيرة جدا". وقال إنه لن يتم إبعاد أي من أتباع كولن عن مناصبهم لمجرد عضويتهم في حركته، وأضاف أنهم سيقالون إذا كانوا يعملون بالجهاز الحكومي ويتلقون أوامرهم من خارجه. وقال أقطاي: "هي حرب الآن، لا سبيل للتراجع". وقال أردوغان في اجتماع يوم الأحد بإقليم أفيون قره حصار بغرب البلاد: "إذا كان نقل من خانوا هذا البلد من موقع إلى آخر حملة على المعارضين فنعم سنشن حملة على المعارضين". وأضاف: "بمبضع جراح سنستخلص الحليب من هذا الماء العكر"، وأذيعت كلمته الافتتاحية والختامية على التليفزيون. وقاطع أردوغان نقيب المحامين الأتراك أثناء حديثه، يوم السبت، واتهمه بالوقاحة لانتقاده الحكومة في كلمة خلال الاحتفال بتأسيس المحكمة الإدارية العليا التركية قبل أن يخرج مسرعا من القاعة. وفي أحدث تغييرات بالجهاز الحكومي أقالت بورصة إسطنبول ثلاثة موظفين الأسبوع الماضي. وقال وزير المالية محمد شمشك في مؤتمر في إسطنبول الأسبوع الماضي: "إذا شعرنا أن بعض هؤلاء الموظفين الحكوميين الكبار مرتبطون بما يسمى الدول المارقة فإن علينا بالطبع أن نتحرك، لا غضاضة في ذلك". وناشد أردوغان أعضاء الحزب يوم الأحد الإبلاغ بأي معلومات عمن يشتبه في أنهم من مؤيدي حركة خدمة وقال: "أقول لكم أصدقائي الأعزاء.. عليكم إبلاغنا بمن يفعل ماذا وأين بهذا الخصوص". وأضاف أنه إذا لم تتخذ الحكومة إجراء "فسنكون ضالعين في الخيانة في هذا البلد".