كيم جونج إيل رئيس كوريا الشمالية، رحل بعد 17 عاما من الاستبداد والقمع والعنف، من الجوع والأسلحة النووية والصراع مع كوريا الجنوبية ومن السيطرة على السلطة. بعد طى صفحة مؤلمة من تاريخ كوريا الشمالية بوفاته، بدأت صفحة جديدة، ولكن يبدو أن خصائص حكم جونج ستغلب عليها مرة أخرى، فقد كان جونج يمهد طوال الوقت لتوريث الحكم لنجله كيم جونج أون، الذى لم يمض على وفاة والده بضع ساعات، حتى بدأت مراسم نقل السلطة إليه. مذيعة متشحة بالسواد بالتليفزيون الكورى الشمالى أعلنت أمس (الإثنين) أن جونج توفى يوم السبت فى أحد القطارات فى أثناء توجهه لإعطاء توجيهات ميدانية، بسبب الإفراط فى العمل البدنى والذهنى، كما أعلنت الحكومة أن مراسم تشييع جثمان جونج ستجرى يوم 28 ديسمبر الجارى فى بيونج يانج، وستستمر فترة الحداد حتى ال29 من الشهر ذاته. ووصفت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية نجل الرئيس الراحل ب«الوريث الكبير» وإنه زعيم بار بالجيش والشعب. أما الوريث، فأطلق عليه منذ أعلن عن وفاة أبيه لقب «الخليفة العظيم»، وهذا سيكون لقبه الرسمى طوال مدة حكمه، التى لا نعرف كم ستطول، لأن كيم جونج أون، وهو أصغر 3 أبناء للزعيم الكورى الشمالى الراحل، ما زال شابا عمره 27 عاما، وهو سيتولى قيادة جيش متسلح بالقنابل النووية، ويعتبرونه خامس الجيوش فى العالم. كيم جونج أون، ولد فى 8 يناير 1984 ودرس الإنجليزية حتى 1998 فى «معهد بيرن الدولى» بسويسرا تحت اسم مستعار، ويتولى فى كوريا رئاسة الحزب الشيوعى الحاكم، وهو الحزب الوحيد فى بلاد جائعة دائما وسكانها يزيدون على 24 مليون نسمة. وهناك تقارير عنه يصفونها بأنها ذات مصداقية عالية، وتؤكد أنه مريض بالسكرى وارتفاع الضغط، كما كان والده الراحل كيم جونج إيل، والذى تميز عنه بأنه كان مريضا بالقلب أيضا، فبنوبة قلبية توفى وهو داخل القطار يوم السبت الماضى «وجاءت نتيجة الجهد والإرهاق والتعب من العمل المتواصل فى خدمة البلاد»، بحسب ما ذكروا أمس (الإثنين) فى بيان نعيه الهستيرى.