الشهيد الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء ومستشار الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية، وجه معروف -كان مبتسما دائما- لدى قوات الأمن سواء كانت شرطة أو جيشا أو كما يفضل المجلس العسكرى أن يطلق عليها قوى تأمين المنشآت.. ومعروف أيضا لدى الثوار.. وكان يحظى باحترام لتأييده الثورة لا على طريقة تأييد المتحولين من رجال نظام مبارك الذين يعلنون أنهم مع الثورة وكل تصرفاتهم ضد الثورة.. وكان له دور عظيم مع الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، ودخل فى تفاوضات للتهدئة فى أحداث كثيرة كان من بينها أحداث شارع محمد محمود.. كان حريصا دائما على أن يكون حاضرا فى الأحداث ليرى بعينه ما يحدث. لا ينتظر أن تأتيه المعلومات المغلوطة من أصحاب الأغراض والمنافقين والموالسين وهو جالس على مكتبه. كان يصدق نفسه ويرى أن مصر قبل 25 يناير غير ما بعد 25 يناير.. وأن هناك قوى ثورية تريد أن تنقل مصر إلى ما تستحقه بين الأمم.. بتاريخها وجغرافيتها وبشرها من خلال الثورة العظيمة التى أبهرت العالم، وألهمت الكثير من الشعوب بالثورة ضد الطغيان والاستبداد والفساد.. وكان يعرف أيضا أن هناك قوى تريد السطو على الثورة سواء كانوا الذين يحكمون الآن.. أو قوى تريد أن تحكم خلال الفترة القادمة.. من خلال انتخابات عبثية وأن ينتهى الكلام عن الثورة.. وكان يعرف أن الأزهر لم يعد مطلوبا منه أن يكون مؤسسة تابعة للسلطة، وإنما أن يعود إلى ممارسة دوره المستقل فى هذه المرحلة.. ذهب الرجل كعادته فى أى أحداث عندما علم بفض اعتصام مجلس الوزراء بالقوة والعنف، فأصابته طلقة رصاص حى من أعلى بنايات مجلس الوزراء ومجلس الشعب.. وتلك بنايات رسمية حكومية لا يمكن أن يدخلها أحد إلا بمعرفة قوات التأمين، والتى تسيطر عليها قوات الشرطة العسكرية والجيش وأمن المجلسين، وقد رأى الجميع المشاهد المصورة فى بث مباشر ماذا كان يفعل هؤلاء من أعلى تلك البنايات من رمى المعتصمين بالطوب والحجارة والزجاج بعد فض الاعتصام بالقوة وبالعنف.. ومع هذا يخرج علينا الذين يحكمون وقد تحولوا إلى مغتصبى السلطة والحكم، ويقولون إنهم لم يستخدموا العنف فى فض اعتصام مجلس الوزراء، كما ادعوا ذلك فى كل الأحداث السابقة. وها هو ذا رئيس الوزراء د.كمال الجنزورى صاحب الصلاحيات يقول «لم نستخدم ما يسمى بالعنف.. وملتزم بعدم استخدام العنف لفض الاعتصامات».. طيب وماذا حدث فى فض الاعتصام.. ألم يكن هذا عنفا؟! ألم يستشهد الشيخ عماد عفت ومعه 7 شهداء آخرين.. إنه الدكتور الجنزورى صاحب الصلاحيات، الذى يريد أن يعقد اجتماع مجلس الوزراء فى مقر مجلس الوزراء.. إنه يريد صلاحياته حتى لو جرى ذلك على جثث الثوار والمعتصمين السلميين.. وإنه المجلس العسكرى أيضا الذى يحرص فى كل بيان له على حق الاعتصام والتظاهر السلمى للمواطنين.. ويؤكد أنه لم يطلق رصاصة على المتظاهرين فى أثناء فض الاعتصامات.. وأنه يفتح المستشفيات العسكرية لعلاج المصابين مجانا.. إنهم يتهمون دائما أطرافا أخرى بأنها وراء الأحداث فى نفس الوقت الذى تقوم فيه قوات خاصة وقوات اللواء حمدى بدين والمدعمة بقوات أمن الداخلية، بضرب المواطنين السلميين وسحل المواطنين فى الشوارع وضرب النساء والفتيات وإطلاق الرصاص الحى.. فبالله عليكم من قتل الشيخ عماد عفت ومعه 7 شهداء وربما الأعداد فى تزايد خلال الساعات القادمة؟! إنهم لا يريدون الثورة.. فقد زهقوا من الثورة والثوار.. يريدون اغتصاب السلطة التى لم يدفعوا فيها شيئا.. إنهم يريدون الحكم حتى ولو كان على دماء الشهداء من الثوار. إنهم الذين ينقضّون على الثورة.. فلا يريدون للثورة أن تستمر. بئس هؤلاء الذين يسيرون على طريقة مبارك المخلوع.