صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية خصصت افتتاحيتها أمس (السبت) للحديث عن الربيع العربى فى ذكرى إحراق الشاب التونسى محمد البوعزيزى نفسه الذى أشعل ثورة فى بلاده أسقطت نظام زين العابدين بن على وأعقبتها ثورات عديدة فى مصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين.. الصحيفة الأمريكية أشارت فى مستهل افتتاحيتها إلى أنه من الطبيعى أن تلتف الشعوب العربية حول النار التى أشعلها البوعزيزى، خصوصا أنها كانت تعيش جميعا فى حالة من الديكتاتورية السياسية والجمود الاقتصادى وتحلم بالحرية. وقارنت «واشنطن بوست» أيضا الربيع العربى وحركات مشابهة فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى فى آسيا وأمريكا اللاتينية التى ثارت على حكامها الشموليين وتحولت إلى أنظمة ليبيرالية ونمت اقتصاديات دولها بسرعة قياسية. لكن الصحيفة أكدت أن هذا السيناريو لا يمكن أن ينطبق على الدول العربية، لأن الأنظمة التى انبثقت عن الربيع العربى حتى الآن لا تزال تتبنى نظما اقتصادية لا تساعد على جلب الاستثمارات. ورسمت «واشنطن بوست» صورة شبه قاتمة للوضع فى مصر وتونس، خصوصا لما وصفته ب«سيطرة الإسلاميين على الحكم فى البلدين، وهم الذين لا يتمتعون بصلات قوية مع الغرب»، ثم أشارت إلى أن أحزاب التيار الإسلامى اختطفوا الثورة فى الدولتين. بينما الشباب الذين أشعلوا تلك الثورات على صفحات موقعى التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر» باتوا مهددين بالإقصاء من المشهد السياسى العربى. طريق وعر، هذا ما أكدت «واشنطن بوست» أنه ينتظر المنطقة العربية، وكشفت أن سبب تلك الوعورة هو افتقار الدول العربية إلى «الحوار الحر المفتوح والديمقراطية».. ولكن أكدت أن الرعب من سيطرة تلك الحركات الإسلامية يجب أن لا يكون سببا لتبرير الهجوم على الإسلاميين أو السماح للجيش فى مصر وسوريا ب«فرض النظام بالقوة».