رأت صحيفة " اندبندنت" البريطانية أنه بعد مرور عام على انطلاق الثورات العربية التى قلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب، مازال الربيع العربى يعانى ولم يصل إلى نهايته المرجوة. وقالت الصحيفة إنه بعد مرور عام على قيام الشاب التونسى "محمد بوعزيزى" بائع الفاكهة المتجول بإحراق نفسه، اعتراضا على الإهانة التى لحفت به من إحدى الضابطات التونسيات، وما تبع ذلك من ثورات اقتلعت الأنظمة الديكتاتورية فى تونس ومصر وليبيا من جذورها، لم يتضح بعد إلى أين تتجه هذه البلدان . وأوضحت الصحيفة أنه حتى الآن ورغم فوز التيارات الإسلامية فى الانتخابات التى شهدتها مصر وتونس، إلا أن أنظمة الحكم التى ستحل محل الطغاة لم تتحدد هويتها بشكل كامل. وقالت الصحيفة إن هناك ثلاثة أنظمة عربية مازالت تقاوم، فى كل من سوريا واليمن والبحرين رغم الانتفاضات الشعبية هناك. وأكدت الصحيفة أن منطقة الشرق الأوسط انتقلت من مرحلة الثورات إلى مرحلة الصراع على السلطة، وهو مالم يحدث منذ الستينات، وأضافت الصحيفة أن الوضع مثلا فى ليبيا، لايزال غامضا، ولم تتمكن الحكومة الانتقالية الجديدة من ملء الفراغ، كما أنها لم تتمكن من بسط سيطرتها على البلاد. وفى اليمن، تأجج الصراع بشكل كبير واصبح هناك ثلاث قوى، حكومة استبدادية ومتظاهرين ومنشقين وزعماء جماعات ومنظمات، ويبدو أن البلاد لن تستقر . وفى مصر لازالت الخلافات موجودة وهناك حرب غير معلنة بين العلمانيين والإسلاميين . ونقلت الصحيفة عن سياسى لم تحدد اسمه فى بغداد أن الربيع العربى تحول إلى "ربيع إسلامى"، وربما "ربيع سنى" فى إشارة إلى أن سوريا يمكن أن تقع فى قبضة السنة، ويخرج الشيعة من البلاد، ويتم قمع الشيعة فى البحرين. وقالت الصحيفة إن المنطقة العربية تمر بمرحلة من الضعف الذى لم تشهده من قبل، كما أن امريكا تبدو ضعيفة أيضا، ولم تعد القوة الكبرى التى يمكن أن تحمى مصالحها فى المنطقة، بسبب الفشل العسكرى فى العراق وأفغانستان، والدعم المطلق لإسرائيل، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة . فى الوقت نفسه تترقب إسرائيل سقوط الرئيس السورى بشار الأسد، إلا أنها قلقة من البديل المجهول فى سوريا، خصوصا فى ظل، فقدانها لحلفاء مثل تركيا ومصر اللتين يمكن أن يشكلا تحالفا مزعجا، لإسرائيل، بشكل يفوق الإزعاج الذى تسببه إيران.